في مثل هذا اليوم قبل تسع سنين انفصلت حركة فتح بالضفة الغربية، بعد فشل عبثها الأمني في قطاع غزة. وبهذه المناسبة، أسوق مع بعض التصرف لمقتضيات الاختصار جملة اقتباسات للأديب والمفكر الفلسطيني الراحل ناهض منير الريس من كتابه "ماذا جرى في غزة؟ انقلاب أم ثورة..!؟" والذي نشره في الذكرى الأولى للانفصال.
"أقيم المبنى الجديد للأمن الوقائي.. الذين مولوا بناءه راقبوا باهتمام ما حسبوه قلعة وأكثروا من زيارته سراً شهراً بعد شهر.. ووضعوا تحت يديه المال والتسهيلات والتوجيهات ليتمكن أن يكون مشروعاً فلسطينياً للأمن بمعناه الإسرائيلي.. وراقبوا.. تشكيل شبكة كاملة من المخبرين في أوساط الرجال والنساء ومن العملاء المنتشرين في أجهزة أمنية أخرى ومن بعض ضباط وجنود الأمن الوطني وبعض كبار الموظفين في الوزارات والإدارات وبعض المخاتير وأشقياء الحارات واللصوص وبعض التجار وبعض المرجعية الحركية، وبعض أعضاء المجلس التشريعي ثم بعض الوزراء، وجمعيات وأندية وهيئات مجتمع مدني.. الأمر الذي أدهش الإسرائيليين أنفسهم وجعلهم يشعرون بالسرور لأن النطاق الذي توسع فيه المشروع كان أكبر مما ذهب إليه خيالهم" (ص 2)
"كانت المهمة المطلوبة من الأمن الوقائي في البدايات مجرد إمداد الأجهزة السرية الأمريكية والإسرائيلية بالتقارير التي تتحدث عن حركة المجتمع الفلسطيني.. ولا سيما حركة الإسلاميين ومنظمات المقاومة الإسلامية. وكان متاحاً لضباط المخابرات الإسرائيلية أن يشاركوا في التحقيقات التي تجري مع المعتقلين داخل تلك القلعة". (ص3)
"في إطار التعاون المشترك بين الأجهزة الأمريكية والإسرائيلية تم اعتماد المسئول الأول لهذه المؤسسة ونائبه من شريحة مفضلة لديهم تذكرنا بنمط سعد حداد وانطوان لحد اللذين احتاجت إلى أمثالهما استراتيجية بن غوريون في خمسينيات القرن الماضي إذ كان يفكر في دولة عميلة تكون ملاصقة لإسرائيل وتنوب عنها في تنظيف إقليمها من الفدائيين.. كانت فكرة إيجاد دولة بوليسية فاسدة في قطاع غزة تصبح بديلة للدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع فكرة مغرية وعندما وجدوا لها الضابط المطلوب شرعوا في تنفيذها." (ص9)
"جاء فوز حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات 2006م ليقلب المعادلة رأساً على عقب ويوجه ضربة قاصمة.. ويومها قاد دحلان مسيرة تصرخ : لا لحماس. وتصريحات للصحفيين تقول: لن نشارك أبداً في وزارة واحدة مع حماس. ولن تبقى حماس في السلطة أكثر من ثلاثة أشهر (ص12). قائلاً: إنه لن يسمح لأحد في فتح أن يشارك حماس في الحكم وإنه سيمسخ قيمة كل فتحاوي يفعل.. ومبعث ذلك هو كراهية متأصلة للديمقراطية في نفوس هذه النوعيات من الناس، وأيضاً أن الرجل استنتج أنه لم يكن ممكناً لأحد غير القوة العسكرية التي شكلتها حماس في هدوء وتكتم ودأب أن تتصدى لعملية التخريب الواسعة التي طالت المجتمع في جميع مؤسساته الرسمية والأمنية والأهلية" (ص13). يتبع
د.عصام عدوان
14/6/2016م