مضى تسع سنوات من الانقسام والامه التي طالت الحجر والبشر وتدهور فيها المشروع الوطني فوق تدهوره من حيث نقطة البداية التي لم تستثمر فيها قيادة السلطة صياغة نظام سياسي مؤسساتي وان كانت اوسلووكما اكتشف حقيقتها الرئيس الراحل والقائد ياسر عرفات فانقلب عليها بعد واي رفر معلنا انطلاقة الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية ضد الاحتلال من جديد.....
تسع سنوات واطرفي الانقسام يديرون الازمة ولا يسعوا لحلها كل بمنهجيته ولغته وابجدياته واهدافه وماربه وبعيدا عن مطلبات ملحة يستوجب انصياع الطرفين للمصالح العليا للشعب بل قد استثمر الانقسام لتنفيذ مارب حزبية بغرض السيطرة على السلطة سواء في الضفة او غزة كان نتااجها بناء اجهزة ومؤسسات سيادية قريبة جدا من منظومة الدولة ، وقد خلت في تسع سنوات بناء مؤسسات سيادية مهنية خالية من الحزبية وفي غياب اي دستور او نظام اساسي يربط العلاقة بين المواطن والمؤسسة .
ماهو كارثي وزاد الامر سوءا ودهورا هو الانقسام الفتحاوي الفتحاوي على خلفية قرارات تصفوية واقصائية قام بها الرئيس عباس باستهداف نخاع حركة فتح في قطاع غزة تنفيذا للغة وابجديات نرجسية وفئوية تحمل مضمةن الدكتاتورية لتصفية واضعاف حركة فتح وتفتيتها وتفكيكها ولكي يقضي على اي مكمن للقوة يعترض نهجه الذي بأي حال من الاحوال ليس في مصلحة فتح والشعب الفلسطيني .
باعتقد لوكانت فتح موحدة قوية وتخضع قراراتها لقوة الاطار من اعلى هرمه لاسفلة باعتقد ان ذلك كان يمكن ان يقصر عمر الانقسام وكان سيقضي على كل المبررات والحجج التي يلقيها هذا الطرف او ذاك والتي تعثرت من اجلها اي مبادرات للمصالحة بين فتح وحماس بل بالتاكيد ان قوة فتح ووحدتها كانت ستجهظ اي مبررات يلقيها الطرف الاخر ففي وحدة فتح تعني قوة القرار وانطلاقة المراجعات التي يمكن ان تعيد صياغة لغة البرنامج السياسي وتفرض واقعا تنظيميا قويا على الارض من الصعب ان يتجاوزه الاخرين بلغة القوة والسيادة والنفوذ.
ان ادراك دول الاقليم وفي مقدمتها مصر والاردن والامارات لاهمية وحدة فتح ومؤثرات ذلك على صياغة المرحلة القادمة او الاعداد لها لكي يكون للفلسطينيين ايقونة تستطيع مواجهة المتغرات القادمة في المنطقة من خرائط جيوسياسية جديدة ، وان تجد تلك الايقونة الفلسطيمية لها مكانا في التصور القادم للمنطقة ، هو ما دفع مصر لفتح ملف المصالحة الفتحاوية بين قامتين حركيتين السيد محمد دحلان والقاعدة العريضة من حوله وبين محمود عباس الذي يلملم حوله مجموعة من المنتفعين الذين عاثوا فسادا وتخريبا في مؤسسات حركة فتح سعيا للسيطرة على القرار الحركي بلغة الحقد الفئوي الجغرافي تاريخيا وهذا ما لباه لهم السيد محمود عباس منذ تسلمه مقاليد السلطة في فتح ومنظمة التحرير والسلطة .
امام كل المحاولات التي بادر فيها الرئيس السيسي للقاء المصالحة بين السيد دحلان الذي لميضع اي شروط بادراكة ومسؤلياته وحسه الوطني الان ان محمودعباس ادار ظهرة للغة الوحدة والدفع في اتجاه قوة فتح مفضلا المضي للامام في تفسخ فتح والاهتمام بادرة الانقسام بين فئتي المصالح في الضفةوغزة . ومتحججا ومبررا ان هناك مؤسسات حركية هي التي بيدها القرار في حين ان عباس تجاوز تلك المؤسسات الحركية التي يتحدث عنها عند اتخاذه قرارات الفصل والاقصاء ....
اعتقد ان ادارة الانقسام والتكيف في صياغة لغة المصالح لتعميمها وطنيا هو استنفاذ للوقت والزمن ، فبدون وحدة حركة فتح والتي تعلم حماس والفصائل الوطنية اهميته لايمكن ان ينجز اتفاق مصالحة ناضج ينعكس ايجابيا على الساحة الفلسطسينية ولايمكن ان ينجز برنامج وطني موحد للفلسطينيين ، ولذلك وكما قال مقبول امين سر المجلس الثوري لا تتفألوا كثيرا بلقاءات الدوحة ، بل اعتقد ايضا ان اي انجاز للمصالحة الفلسطينية الداخلية واي مصالحة فتحاوية فتحاوية لن تنجز ولن تحدث في فترة حكم محمود عباس ، بل ستكون مصضالحة فتحاوية ومصالحة فلسطينية في مرحلة ما بعد محمود عباس وهذا مرتبط بعدة مناخات اقليمية ودولية ونظرة المجتمع الدولي والاقليمي للايقونة الفلسطينية وجغرافيتها ما بعد محمود عباس . فالمشهد الان من مبادلرة فرنسية وعربية وسويسرية ما هي الا تحريك للمياه الراكدة لن تحمل معها امواج سواء استنفاذ للوقت الذي ترسم وتوضع فيه ارهاصات لما بعد محمود عباس .
سميح خلف