أسباب فشل مباحثات المصالحة الفلسطينية من وجهة نظر الاقتصاد الساخر الهزلي.

بقلم: حسن عطا الرضيع

قضية أقرب بالحدوثة " الانقسام الفلسطيني _ الفلسطيني" , تسع سنوات ولا زال الحديث عن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية مستمراً في ظل استمرار حالة التشوه في بنيان مجتمع واقتصاد الأراضي الفلسطينية وخصوصاً في قطاع غزة, الباحث الاقتصادي حسن الرضيع وعبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تطرق لقضية فشل وفدي فتح وحماس في التوصل لاتفاق للمصالحة في الدوحة ,وعبر هاشتاق #الفقراء_الجدد , حيث يرى أنه لا يمكن الإجابة على سؤال الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين عن من هو السبب وراء استمرار الانقسام وفشل فتح وحماس للتوصل لاتفاق نهائي لتذليل العقبات حول ملفات رئيسة جوهر الخلاف بينهم رغم تبنيهم نفس البرامج الاقتصادية وعدم الاختلاف على برنامج سياسي كالقبول بدولة فلسطينية على حدود 1967, الإجابة عن هذا السؤال هو نفس الإجابة التي لم تبلور بعد لصانعي القرار الفلسطيني المتمثل بأسباب طلاق أم وصفي وعدم تمكن جحا من زواجه من بنت السلطان.
تطرق الرضيع لذلك في عدة منشورات يمكن إبراز بعضها بالنقاط التالية:
_ يقول صديقي أنه وبعد تخرجه بثلاث سنوات من الجامعة الإسلامية بغزة ؛ تخصص اقتصاد وعلوم سياسية أن ما يتذكره من فلسفة لعلم الاقتصاد بعد تعطله عن العمل بقرار سياسي غير مسئول وغير وطني من مدراء مؤسسة الانقسام الفلسطيني_الفلسطيني , الذين زجوا بالخريجين إلى عالم من الإحباط واليأس والاستسلام لواقع مرير وقبوله المُر بالخسارة الفادحة في معركة الحصول على الاحتياجات الضرورية _ تلك المعركة القاسية أدت بهم للإيمان بأن الحصول على فرصة عمل منتجة ومدرة ومولدة للدخل والإنتاج حق ثابت وطبيعي وليس منة أو هبة أو صدقة من أي شخص سواء مُشغل رأسمالي أو حكومة أو مؤسسات مجتمع مدني, الفلسفة التي لا زالت تدور في وجدان ذاك الخريج المٌعطل عن العمل هي : أن كل مشكلة سياسية سببها اقتصادي, وأن كل مشكلة اقتصادية لها حل سياسي.
التعليق :
فلسطينياً وكأنه يريد أن يقول_ بعد تسع سنوات من الانقسام السياسي وفشل مباحثات الدوحة حول إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية _ أن سبب الانقسام الفلسطيني( مشكلة سياسية وبأبعاد اجتماعية واقتصادية ) يعود إلى وجود سبب اقتصادي يكمن في الرغبة الجامحة من المدراء بالحصول على نثريات وعلاوات لتلك العملية المُعقدة من جهة و حسم الصراع على غنائم الثروة والسلطة لشعب فقير بالموارد وغني بالمساعدات والسيطرة على مفاصل البلاد ورقاب العباد الذين تم استنزاف جيوبها لتمويل نفقات وفود فريقي المصالحة دون جدوى, وأن علاج المشكلة الاقتصادية _ المتمثلة بالفقر والحصار وانعدام الأمن الغذائي وجملة من الأمراض الاقتصادية والاجتماعية والتي يمكن اختزالها بالمرض الغزي _ يمكن حلها عبر قرار سياسي وهو أن يقوم مدراء الانقسام بتسليم البئر وأن يتمتع المواطن الفلسطيني بحقوقه المادية والتي نُهبت من خلال معادلة تخصيص المنافع وتعميم الخسائر التي أدت إلى ازدياد عديد الفقراء بنسبة تفوق أضعاف ازدياد عديد الأثرياء الجدد.
_ بعد فشل جولات الحوار في الدوحة بين حركتي فتح وحماس, فإن هناك إمكانية لنجاح تلك المباحثات ولكن في غزة حيث أنها المنطقة الفلسطينية التي تأثرت بشكل مباشر وكبير من جراء تسع سنوات من استدامة حالة الانقسام السياسي والتي رافقتها حالة من التيه الاقتصادي والمجتمعي أوصل الفلسطينيين لقاع وواد من الدموع ليس لفقدان شخص ما وإنما لفقدان أجيال كاملة أرهقتها ظروف غزة الاستثنائية والتي باتت دائمة.
وعليه فإن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية يمكن إنجاحه خلال ساعة واحدة من الزمن (60 دقيقة) وذلك من خلال تجول مدراء الانقسام العامون من أصحاب الفئات العليا في أهم شوارع مدينة غزة عبر تناول ما يستلذ لهم من مأكل ومشرب إضافة إلى الكيف, تبدأ المشاورات عند تجول فريق من المدراء في غزة ومع تناولهم لوجبة سريعة من فول عكيلة يتم الاتفاق على حل ملف موظفي حكومة غزة المقالة السابقة وتسوية أمورهم القانونية والمالية, وعند تناول وجبة سريعة كذلك من فتة حمص زهران تم تذليل العقبات والعراقيل حول ملف حكومة الوحدة الوطنية, وعند تناول أقراص فلافل السوسي تم الانتهاء بسرعة من ملفي الكهرباء ومعبر رفح , وبعد التقدم في أهم 4 ملفات انتقلوا إلى بوظة كاظم حينها اتفقوا بشكل نهائي على انعقاد جلسات للمجلس الوطني والتشريعي وإصلاح الخلل في البنية التحتية لمنظمة التحرير كممثل رئيس للفلسطينيين وكمورد ثراء مؤكد لمجلس إدارته.
بقي إجراء مراسم التوقيع وإعلان اليوم الفلسطيني لاستعادة الوحدة الوطنية كان ذلك أيضا وسط مدينة غزة , اتفق الفريقين على توقيع المسودة النهائية في مطعم ليفل أب level up ( برج الظافر 9_ طابق 11_ بجوار أرض السرايا الفلسطينية).
قبل التوقيع بدقائق قدمت إدارة المطعم ومن باب مسئولياتهم المجتمعية أرجليه للوفد , بطعم وخلطة خصوصية لكبار الزوار يقدمها المطعم بطعم level up , ليست تفاحتين ولا عنب وخوخ وميزو كما هو سائد في فنادق غزة.
ومن باب العدالة وعن غير قصد وزع خادمي المطعم أرجيله لكل شخص, ونظراً لوجود شبهة تحريم/ مكروهية لاستخدام الأرجيله من البعض , تم استبدال أرجيله البعض بمشروب ساخن " الينسون" فكليهما منشط .
نقاشات حادة حول وجود الأرجيله في جلسة الحوار , البعض يرى بأنها سياسة مفتعلة من البعض لإفشال الحوار.
تدخل الوسطاء لتذليل العقبات بين الفريقين , وتوصلوا إلى عقد جلسة أخرى للحوار وتأجيل التوقيع ليوم آخر لم يُعلن موعده.
كيف وظف الإعلام ذلك ؟
كل فريق يحمل الأخر مسئولية فشل الحوار .
هناك من اتهم إدارة المطعم بالتسبب في إفشال الجولة الأخيرة من الحوار.
نتائج فشل حوار أل level up اقتصادياً :
تكلفة الشخص الواحد بلغ 20 دولاراً , تحملها دافعي الضرائب في غزة .
هي صورة مُصغرة لما هو أكبر حول عقد جلسات أخرى للحوار في عواصم عربية (القاهرة, الدوحة, صنعاء, وغيرها), لا فرق هنا سوى أن تكلفة العضو المشارك في جولات الحوار بالخارج تبلغ ألاف الدولارات أما في غزة بضع شواكل , كليهما تستنزف من جيوب دافعي الضرائب .
من منظور آخر فإن أسباب فشل مباحثات أل level up هي الأسباب نفسها التي أدت إلى طلاق أم وصفي وعدم تمكن جحا من زواج بنت السلطان .
_أعضاء حزب الكنبه ( ويضم مئات الالاف_ وهي الأغلبية الصامتة فلسطينياً ومنهم نسبة من ناشطي الفصائل الطليعية المفترضة ) في الأراضي الفلسطينية يحملون مسئولية تعثر المباحثات الفلسطينية لتقاسم أموال التسول وعوائد الضرائب إلى مدراء الانقسام في الضفة وغزة .
_شريحة واسعة جداً من أعضاء حركتي فتح وحماس وصغار المدراء بها غير راضين عن قرارات ونزوات كبار المدراء الذين أفشلوا المباحثات وكلا منهم حمل الآخر المشكلة.
بعيداً عمن هو المعطل الفعلي لها منذ 9 سنوات , فإن هناك حالة تشاؤم تتزايد مع الوقت في أوساط شباب غزة وخصوصا ممن هم ضمن فئتي الباحث والمفكر , باحث عن فرصة عمل منتجة ومدرة للدخل , ومفكر بالهجرة إلى عالم آخر سواء بالدنيا او الاخرة بالموت المجاني سواء بكلفة أو بدون لا فرق ,سواء ببطء أو بسرعة كذلك لا فرق.
أفضل الحلول لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة أن تجتمع الوفود في غزة وتنقل الحلقات والنقاشات عبر البث المباشر , مالها حمص وفتة زهران وفول عكيلة وفلافل السوسي وبوظة كاظم وأرجيلة ليفل آب .
_13%من الفلسطينيين يحملون مسئولية فشل مباحثات المصالحة الفلسطينية في الدوحة إلى 87 % من الفلسطينيين.
قبل 6 شهور كنت حاضراً في أحدى الندوات السياسية المتعلقة بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ضمت حينها مدراء صغار للانقسام وكاتب سياسي.
قال الكاتب السياسي : أن فتح وحماس تشكل 87% من الفلسطينيين.
بهذا المعنى فإن فشل المصالحة يعني أن 87% قد خضعوا بالإكراه إلى مدراء واعضاء المكاتب السياسية ومجالس الشوري واللجان التنفيذية لكلا الفصيلين.

_أفضل ما يُقال في فشل مباحثات المصالحة الفلسطينية في الدوحة التالي :
ماذا لو قامت شركة استثمارية (تمتلك عدة مليارات من الدولارات وتحقق عوائد بالمليارات شهرياً) بالتوسط بين الطرفين, وإبرام خارطة طريق جديدة , وكون رأس المال سيد كل موقف , فالمؤكد لن يختلف اثنان على ادارة مستثمر للحوار , ذاك المستثمر ( يمثل حكومة رأس المال) قد يكون لديه تأثير يفوق تأثير الوسيط الحكومي العربي .
فليكن لهم شرف المحاولة لتسع سنين جديدة ربما تكون سمان بدلا من ما سبقها من سنوات (ضياع_ عجاف _رمادة).
_بعد فشل_ ( 9 أعوام من الفشل ) _ مباحثات المصالحة في الدوحة بين مدراء الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني , يا تُرى ما هي الأسباب الرئيسة التي تقف وراء ذلك, نفس السؤال يراود أهالي قطاع غزة الباحثين عن أسباب طلاق أم وصفي من أبو وصفي, وعدم تمكن جحا من عقد قرانه على بنت السلطان رغيده السيد أحمد عبد العزيز , ولماذا هناك تباين في قيمة الموائد الفلكية لكلا الطرفين أو بالأحرى لماذا تُميز قطر بين الوفدين , احداهما تناول فلافل السوسي وفتة حمص زهران غزاوية المصدر, والأخر تناول وجبات أكثر طاقة وفسفور.
استمرار تلك المهزلة يعني أننا أمام نموذج رث وسيئ لإدارة ملفات وتركها مسرحا لنزوات البعض , في حين يغيب الوعي الحقيقي للفصائل الطليعية التي يُعتبر دورها شبه معدوم .
ماذا لو عُقدت تلك المباحثات في غزة في استراحة البقة على شاطئ بحر غزة حيث تتلاطم أمواج البحر تلك الأمواج التي تميز الذئب الغادر كنموذج حي لتحليل مسببات ونتاج تلك العملية المعقدة استنادا للتذبذبات في سرعة الأمواج التي قد تشتد في لحظة ما من الزمن حيث لكل شعب فترة مؤكدة ليتنفس الحياة.
جميل لو تم اشتقاق دروس الفيلم السينمائي المصري " طيور الظلام" للفنان عادل امام في علاج مشكلة الانقسام .

بقلم/ حسن عطا الرضيع
الباحث الاقتصادي _غزة