بسم الله الرحمن الرحيم
أتعجب من أولائك الذين يستغربون الاتفاق والتطبيع بين تركيا ودولة الاحتلال ، فهل كانوا يتوقعون أن أردوغان سيأتي بالجيوش ليحرر القدس ؟؟؟!!!
فتركيا الدولة العضو بحلف الناتو والمتحالفة عسكريا مع دولة الاحتلال ، والطامعة بإعادة سيطرتها العثمانية علي بلادنا واستغلال وطننا لمزيد من الأرباح الاقتصادية والتجارية لخدمة أجنداتهم وأطماعهم والتعامل معنا فقط سلعة تجارية يتاجرون بها لجني المكاسب لدولتهم ،
الاتفاق التركي الصهيوني وإعلان التطبيع والتوافق التام مع الاحتلال ليس جديد فهو ممارس منذ زمن ، وما تم حاليا هو كإعلان الزواج العرفي التركي الصهيوني علي العامة بشكل رسمي وعلني ، ليتحول من زواج عرفي إلي زواج شرعي ، بختم وشهود فلسطينيون وعلي حساب قضيتنا ،
فرغم إدانة هذا التطبيع من شعبنا وغالبية فصائله هل يتبقي من يدافع عن هذا الاتفاق ويعتبرونه انجاز لهم عله يتوافق مع أهواؤهم باستمرار الانقسام وجني المكاسب الخاصة ؟؟؟!!! وعنزة ولو طارت ، والكفر عناد ،
مخطئون أولائك الذين رفعوا سقف التوقعات للوعود التركية وعقدوا آمالهم وأطماعهم علي الدور التركي بأنه المنقذ لهم ، فماذا سيقول هؤلاء الآن ؟؟؟ هل سيبحثون عن المبررات والمصوغات لتلك المهزلة ؟؟؟ هل سيستمروا بالرهان علي الأحصنة الخاسرة ؟؟؟ أم سيعيدوا حساباتهم ، ويعيدوا دراسة ومراجعات للعشر سنوات العجاف ؟؟؟
فالرهان الناجح هو علي وحدتنا والتكاتف للانتصار لقضيتنا وحماية المشروع الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن ، والخروج من كل العباءات والأجندات الخارجية ، ومنع أي تدخل خارجي بشئوننا الداخلية ، وعلي قول المثل ما بحك جلدك إلا ظفرك ،
فلا ولن تكن لا تركيا ولا الإمارات ولا قطر ولا إيران ولا أمريكا وأوروبا حريصة علي حقنا أكثر منا ، فلكل دولة أجنداتها الخاصة بها ومصالحها التي تريد تمريرها علي حساب معاناة شعبنا وقضيتنا الوطنية ،
فشعبنا شعب ثائر مناضل مقاتل وليس حالة إنسانية يطمع بكابونات أو مساعدات غذائية ، شعبنا طموحه هو نيل كرامته وحريته ، ومعركتنا مع الاحتلال مستمرة وطريق القدس واضح ووطننا لن يتحرر ولن تعود كرامته بأطنان المساعدات القادمة من ميناء أسدود تحت رقابة الاحتلال ،
التقارب التركي الصهيوني بكل تفاصيله يخدم دولة الاحتلال ، ويعزز مكانتها الإقليمية والدولية ، واعتراف رسمي بحصار غزة ويعمل على تطويع المقاومة وترويضها خدمة لدولة الاحتلال ، ولا يوجد أي مبرر لهذه الشراكة مع الاحتلال ، فقضيتنا قضية وطنية ومقاومتنا بكافة السبل مشروعة ، وأي علاقات بيننا وبين أي من الدول أساسها التقارب مع قضيتنا ودعمها ومساندة حقوقنا ، فماذا تبقي لأروغان تركيا ؟؟؟ وهل مازالت القدس تنتظر الرجال بعد أن طال انتظارها فتمخض أردوغان فأنجب تطبيع ؟؟؟ فمشكلتنا مع الاحتلال ليس قضية إنسانية وتحسين الأمور الحياتية ، فالسجين يحتاج إلي الحرية وليس إلي تحسين وضعه داخل السجن !!! قضيتنا قضية وطن محتل يبحث عن الحرية والكرامة ،
يا كل فصائل وقوي شعبنا الفلسطيني ، إتقوا الله بشعبكم ووطنكم ، وعودوا إلي وطنيتكم وثوابتكم وبنادقكم ونضالكم وثوريتكم ، عودوا إلي الأهداف الذي تأسستم وانطلقتم لأجلها وكفي حرفا للبوصلة ، فالوطن أكبر من الجميع ، ودماء الشهداء وألام الجرحى ومعاناة الأسري تستصرخكم ، كونوا علي عهد الوطن أحرار ، فطريق الوطن والوصول للحرية يمر عبر عطاؤكم ووفاؤكم للوطن وتضحياتكم ، فهذا طريق عبد ورسم خط سيره بالدماء الطاهرة ، وراهنوا علي شعبكم وعلي مصداقيتكم مع الوطن ولا تراهنوا علي أي من العواصم ، فعاصمتنا هي البندقية حتى تحرير وطننا لتتوج القدس عاصمة لدولتنا بإذن الله ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]