أمريكا تفشل في سوريا والأسد جزء من الحل للازمه السورية

بقلم: علي ابوحبله

أمريكا وحلفائها يفشلون في فرض مخططهم ضد سوريا وان القيادة السورية تمكنت من تغيير قواعد أللعبه الدولية والاقليميه ، وان الجيش العربي السوري مصمم على حسم معركة حلب واستعادة الأراضي السورية من المجموعات المسلحة المدعومة من التحالف الأمريكي ،
التغيرات في التوجهات التركيه بالهرولة للتطبيع مع اسرائيل والمصالحة معها اثر حادث سفينة مرمره وما تتعرض له تركيا من ارتداد لتدخلها في سوريا ودعمها للارهاب الممارس ضد الدوله السوريه وهذه الارتدادات اخرها التفجيرات الارهابيه في مطاري اتاتورك ومطار اردغان وضع الحكومة التركيه في مازق امني داخلي صعب ومعقد وقد تكون تلك التفجيرات بفعل الاعتذار التركي لروسيا ومصر وان تعقيدات الوضع الداخلي التركي قد تمهد للانقلاب على حكومة رجب طيب اردغان وتولي الجيش التركي لمقاليد الحكم
السعوديه تستشعر مخاطر تتهدد امنها وان زيارة ولي ولي العهد محمد ابن سلمان الى امريكا تاتي في سياق فرض ولي ولي العهد نفسه ليكون ملكا للسعوديه ولحماية امن السعوديه وترميم العلاقات السعوديه الامريكيه التي تدهورت مؤخرا بفعل التصريحات الامريكيه وإلصاق تهمة الإرهاب في السعودية ، فهل نجحت زيارته في احتواء الأزمة الأخيرة بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية وهي الأزمة التي بدأت بفتور في العلاقات بين البلدين منذ قرار أمريكا بإعادة العلاقات مع إيران، وهو القرار الذي قلب الموازين السياسية والعسكرية في المنطقة رأسا على عقب.ولم يكن الفتور هو الشيء الوحيد الذي طرأ على العلاقة السعودية – الأمريكية الحميمة، بل اعتراها الكثير من الشد والجذب، بدء ا من التلميح باتهام المملكة بضلوعها في أحداث 11 سبتمبر، وانتهاء بتقرير الأمم المتحدة الذي يتهم قادة التحالف الذي تقوده المملكة السعودية في اليمن بجرائم قتل الأطفال، وهو الاتهام الذي جرى سحبه بألاعيب السياسة فهل نزع فتيل الأزمة التي عصفت أو كادت تعصف بالعلاقات الأمريكية – السعودية الحميمة
ووفقا لمقال نشرته مجلة فوريس ألاقتصاديه ، فإن توجه الأمير الشاب إلى الولايات المتحدة، جاء لإنقاذ بلاده الغارقة في الحرب اليمنية، التي تكلف الاقتصاد السعودي الكثير، وليخرج المملكة من أزمة "إدمان النفط".
تصريحات رئيس هيئة التنسيق الوطنيه السوريه حسن عبد العظيم تؤكد على وجود تغير استراتيجي للمواقف المعارضه السوريه وان التصريحات تعكس عمق الخلافات بين المعارضه السوريه وبخاصة معارضة الرياض التي يرئسها رياض حجاب .
فقد أكد رئيس هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم، أن أي وجود روسي عسكري في سوريا بالتنسيق مع التحالف المناهض للإرهاب، سيكون دعما لجهود مكافحة الإرهاب، كما سيعزز الحل السياسي للأزمة السورية.
وقال عبد العظيم في تصريحات حصرية لـ “سبوتنيك”: “البيت الأبيض يبدو مقتنعا بأهمية الدور الروسي ومستعدا للتنسيق العسكري مع القوات الروسية. كما أن الإدارة الديمقراطية بقيادة أوباما تمكنت من حل الملف النووي الإيراني الشائك، ونعتقد أنها قادرة على تقديم حل للأزمة السورية، خاصة وأن الجميع تيقن أنه لا حل عسكري للأزمة”.
وأضاف عبد العظيم: “رغم أن كافة الأطراف تدرك أنه لا حل عسكري، إلا أن الأزمة السورية تتفاعل في عدة دوائر، أولها الدائرة السورية نفسها، والدائرة العربية والدائرة الدولية. وتلك الدوائر الثلاث يجب أن تتوصل لصيغة مشتركة للحل”.
وتعليقا على تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة الثامن عشر من ايلول/سبتمر، والذي أكد فيه أن الحل السياسي للقضية السورية لن يشمل الأسد على المدى البعيد قال عبد العظيم: “وجود الأسد في الفترة الانتقالية ولو بشكل رمزي ضروري، لحماية تماسك الجيش السوري والذي يخوض حرباً ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. وكذلك للحفاظ على المعارضة المسلحة، التي تخوض صراعا ضد الإرهاب والتنسيق مع كافة القوى التي تقاتل الإرهاب. فالأولوية الآن لمحاربة “داعش.” ولا بديل للحل السياسي للأزمة السورية لأن الحل المسلح لم ينتج سوى الدمار”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أكد في تصريحات صحفية سابقه ، أن هناك ضرورة لمحادثات عسكرية بين واشنطن وموسكو فيما يتعلق بسوريا. كما أوضح أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون جزءا من الحل السياسي في سوريا على المدى الطويل.
سوريا تسير على طريق التسويه رغم التحريض الامريكي وتوجه دبلوماسيين امريكيين مطالبين الاداره الامريكيه بتوجيه ضربه عسكريه للنظام في سوريا واسقاط الرئيس السوري ،التسوية السياسية بسوريا تشكل عقبة في طريق الولايات المتحدة التي تحاول إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، لكن أسبابا مهمة تمنع واشنطن من حل المشكلة وفق السيناريو اليوغوسلافي
وجاء في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لقناة "زفيزدا" الروسية أنه لم تبق هناك أي شكوك في أن واشنطن تدرس سيناريوهات للتدخل في مصير سوريا باستخدام القوة. وفي هذا السياق يعيد محللون عسكريون استطلعتهم القناة، إلى الأذهان واحدة من أكثر الحملات الأمريكية دموية وغدرا – الغارات التي نفذتها أمريكا وحلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة والتي حولت الدولة المزدهرة إلى ركام.
واعتبر كاتب المقال دميتري يوروف، أن التصريحات الرنانة الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في الآونة الأخيرة، تظهر الوجه الحقيقي للدبلوماسية الأمريكية، والتي تنطلق من مبدأ "سنكسرهم مهما كان الثمن". وتواصل واشنطن السير على هذا الطريق، رغم فشل الجهود الرامية إلى إسقاط الأسد على مدى 5 سنوات.
ويذكر المقال أن "واشنطن لم تتمكن من تحقيق أهدافها في سوريا، رغم كميات الأموال والأسلحة المتدفقة إلى أيدي "أنصار الديمقراطية والحرب" - لم تساعد تلك التدفقات خلال سنوات الحرب في تحقيق نقلة نوعية في سياق العمليات القتالية، بل على العكس، يشهد ميدان القتال السوري انكماشا حادا لنجاحات المعارضة المسلحة".
وتابع كاتب المقال أن ظهور تنظيم "داعش" ودخوله في الحرب ضد السلطات السورية، كان من العوامل التي تصب في المصلحة الأمريكية. لكن انضمام القوات الجوية والفضائية الروسية إلى الحرب ضد الإرهاب في سوريا تلبية لطلب الرئيس بشار الأسد، جعل هدف كسر إرادة الشعب السوري وتفكيك البلاد إلى أجزاء عدة، أكثر استحالة.
واستطرد يوروف قائلا: "وفي هذه اللحظة تذكر محللو عشرات الوكالات والمؤسسات المعنية عدة عمليات عسكرية للولايات المتحدة والناتو نساها التاريخ العالمي تقريبا، ومنها عملية "تصميم القوة" التي أجراها الجيش الأمريكي وقوات الناتو في الفترة من 24 مارس/آذار – 10 يونيو/حزيران عام 1999 لتدمير بوغوسلافيا".
وذكر كاتب المقال أن العملية العسكرية ضد يوغوسلافيا كانت الأولى التي اعتمدت فيها واشنطن على مبدأ "اضرب العدو حيث لا يمكنه أن يرد عليك". واعتبر أن الإستراتيجية الأمريكية المتمثلة في ضربات جوية مكثفة، حققت توقعات واشنطن بنسبة مئة بالمائة، إذ اضطرت بلغراد التي لم تكن تملك أي وسائل للتصدي لمثل هذا العدوان، لقبول الشروط الضارة بالنسبة لنفسها. وذكر بأن 14 دولة من حلف الناتو انضمت للعملية التي شاركت فيها قرابة 1200 طائرة حربية من مختلف الأنواع.
وتابع يوروف أن لا أحد من الخبراء يشكك اليوم في وجود خطة مماثلة وضعتها واشنطن بالنسبة لسوريا، إذ لا تنفي حتى وزارة الخارجية الأمريكية المعلومات التي تظهر بهذا الشأن.
واعتبر كاتب المقال أن تسريب وثيقة حول سيناريو "التدخل الأمريكي المحدود" في الأزمة السورية إلى وسائل الإعلام، تؤكد أن مواقف وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون متضاربة، لكن من الواضح أن الأمر الواقع في سوريا لا يروق لأمريكا على الإطلاق.
وتابع أن هذه الوثيقة التي وقع عليها العديد من محللي وزارة الخارجية الأمريكية، تلفت الانتباه ليس إلى حرب "المعارضة السورية " ضد "داعش" فحسب، بل وإلى "الفظائع" التي يرتكبها الجيش السوري بحق المعارضة السورية.
لكن هناك أمر حساس للغاية يقف في طريق الخطط الأمريكية، وهو يكمن في إصرار الرئيس السوري بشار الأسد على التصدي لهذه الخطط. وأوضح كاتب المقال قائلا: "إن ذلك لا يروق لواشنطن على الإطلاق وهو الجزء الأكثر صعوبة في اللعبة السورية. وحسب الخطة الأمريكية، كان من المقرر إسقاط الأسد أو قتله على غرار صدام حسين أو معمر القذافي قبل فترة طويلة .
وقال المستشرق يفغيني بوغدانوف في تعليق لقناة "زفيزدا"، إن التدخل الروسي في الحرب بسوريا أحبط الخطط الأمريكية المذكورة. أما الآن، فينشب في صفوف الاستخبارات والوزارات الأمريكية "نزاع مصالح"، إذ يريد بعض المسئولين الكبار حل المشكلة "بصورة سلمية نسبيا"، فيما يصر "حزب الحرب" على ضرورة توجيه ضربة إلى سوريا فوريا.
ويشير الخبراء إلى أن الحديث لا يدور عن عملية أمريكية برية في سوريا، لكن بإمكان واشنطن أن تعتمد على حاملتي الطائرات الموجودتين في المتوسط، لتوجيه ضربات مكثفة باستخدام الصواريخ المجنحة وفق "السيناريو اليوغوسلافي"، وعلى غرار الضربات الروسية الصاروخية إلى مواقع الإرهابيين والتي نفذتها سفن حربية روسية في بحر قزوين في الخريف الماضي.
وفي الوقت نفسه يشكك الخبراء في مدى واقعية استخدام "السيناريو اليوغوسلافي" في سوريا، نظرا لكون دمشق محمية من قبل روسيا وإيران اللتين تمتلكان وسائل حديثة للدفاع المضاد للجو والسفن.
لكن لا يجوز استبعاد هذا السيناريو نهائيا، نظرا لتعزيز مواقف مؤيدي هذا البرنامج في واشنطن على خلفية عوامل عدة، ومنها عدم إحراز أي تقدم في حرب "المعارضة المعتدلة" ضد "داعش" و"المشاكل الكبرى" التي تواجهها هذه المعارضة في مساعيها لإسقاط الأسد.
ويقول المحللون إن المرحلة التاريخية التي كانت خلالها واشنطن تحل أي مشكلة مع أي دولة التفافا على القرارات الأممية بمجرد اللجوء إلى الضغوط على حلفائها، أصبحت من الماضي ولا عودة إليها.
ويؤكد المقال أن سعي "حزب الحرب الأمريكي" إلى "تقديم عبرة للروس والأسد والإرهابيين في آن واحد" ليس إلا المحاولة الأخيرة والمتهورة للغاية لحل المشكلة بنفس الطريقة التي اعتمدتها واشنطن على مدى العقود الماضية .
من واقع التحليلات والاحداث والنجاحات التي تتحقق لجيش العربي السوري وثبات المحور الروسي الايراني على مواقفه الاستراتجيه تجاه سوريا والرئيس الاسد مما يؤكد ان هناك تغير استراتيجي في موازين القوى الدوليه والاقليميه وانه لم يعد بمقدور امريكا رسم خريطة العالم وفق اهوائها وامزجتها وان هناك قوى مناكفه ومناوئه لامريكا اصبح بمقدورها فرملة القوه الامريكيه لتحسب الف حساب في مقابل أي خطوة تخطوها ، وهذا ما يؤكد ان القياده الامريكيه تجنح الان بين فريقين فريق الصقور الداعي للتدخل العسكري في سوريا لاستعادة قوة الردع الامريكيه وفريق الاعتدال الامريكي الذي اصبح يدرك مخاطر التدخل العسكري ونتائجه
المنطقة أمام تغيرات استراتجيه هامه فرضها واقع الميدان السوري وقوة وتماسك الجيش العربي السوري وفرضتها معادلات قوة التحالف الروسي مع سوريا وإيران وقلب موازين القوى بالفشل السعودي التركي القطري الإسرائيلي بتغيير قواعد موازين القوى على الأرض السورية وهذه الوقائع خلقت واقع جديد بحيث بتنا حقا على قطار التسويه التي يفرضها واقع تغير الميدان وستحدد ملامحها المرحله المقبله بحسم معركة حلب بحيث اصبحت معادلة وجود الرئيس السوري كجزء من معادلة الحل السياسي تفرض نفسها وان هناك قوى في المعارضه السوريه بدات تدرك ذلك فهل حقا بتنا على قطار التسويه للازمه السوريه ضمن رزمة الحل لمشاكل المنطقه والتي بداتها تركيا بالتطبيع مع اسرائيل والاعتذار لروسيا والمصالحه مع القاهره ام ان كل تلك التحركات والتمحورات تصب في امكانية التصعيد العسكري والذي قد يشمل المنطقة برمتها إذا أمعنت أمريكا في تعنتها لإنقاذ مشروعها الذي فشل في تحقيق أهدافه في سوريا

المحامي علي ابوحبله