خارج القانون

بقلم: منيب حمودة

سيدى الوطن . سيدى المواطن , سيدى الحزب , سيدى الخطيب , سيدى الشاعر , سيدى القانون , سيدى الكلاشنكوف , سيدى الاعلام ,,,,,

الفلسطينى مشروع موت أينما حل ؟ فى مطار اتاتورك كان للشعب الفلسطينى نصيب , وأمس فى سيناء كان لعائلة جودة حصة فى الموت , وفى مخيم خان الشيخ سقط الدم الفلسطينى على صفيح المجازر ,

بقدر ما سجل الشتات الفلسطينى رصيدا لعنوان القضية وحياتها , بقدر ما كان الموت يطاردنا فى كل اتجاه ,

فضحايانا فى مقابر اليمن وليبيا والعراق ولبنان وسوريا وسيناء بلا عنوان وبلا تاريخ يشفع لنا الموت .........

الموت قاهر العباد يطاردنا فى البر والبحر والجو , بعض من سمك البحر من لحمى ولحمك , وما شواطئ الطليان ببعيدة , يفر الفلسطينى من الموت الجسدى والمعنوى فيلاقيه !

قد نعتزل الحزب , وقد نهجر الخطيب , وقد نتهرب من القانون , وقد نصم الآذان عن الشعر , وقد نشفر القنوات ونحرق الكتب والجرائد !! وقد نعتكف فى بيتنا لنرتل آيات الذكر الحكيم كما السيدة شفا سالم ليقفز لها من النوافذ الموت فى شكل ثلاثة وحوش غزية أو السيدة البدرى التى عادت للوطن رغبة فى الحياة فباغتها الموت ليسرق اللابتوب فسرق حياتها , ولعل اطفال الأم الرمطة من عائلة ابو هندى المحترقين بشمعة لتطفئ ظلام الجدران فأطفأت بسمة الاطفال والام والاب ......

لكن لا مفر من نقيضين الموت والوطن , فالوطن الساكن فينا يطلبنا للحياة , فهل تنتصر الحياة على ثقافة الموت المسقاة من الحزب والخطيب والاعلام والتدين الكاذب ؟؟!!

الحضور الفلسطينى فى كل مناسبات الموت سقوط طائرة , حرب اهلية , جنوح سفينة , زلزال بركان عواصف ربيع عربى غربى صهيونى سنى شيعى سلفى وهابى تركى قطرى يا سلاااااام وليس اخيرا ؟!

عائلى قبلى حزبى فلسطينى بامتياز ...

شكرا يا كل غزة , شكرا يا كل الضفة , الف مسجد فى غزتنا ويزيد عنها فى ضفتنا

تزرع خطب وشعارات ليحصد الكلاشنكوف ارواح المارة والمتسوقين فى شهر قالوا تصفد فيه الشياطين = اذن من هو الشيطان ؟؟!!

بالتأكيد أنا .. أنا صائم وكذلك القانون , أنا صائم لكن معدة الكلاشنكوف شرهة لا تشبع , شكرا لهذا الكلاشنكوف المكمل لدور الأف 16 و والأم 16 .. تفوه على الرقم ستة يوم ولد ويوم يموت ؟

سلام على ارواح مضت الى ربها صائمة , سلام على اطفال انتظروا هدية العيد من أب ,

سلام على زوجات اعددن مناسك الكعك للعيد , سلام على بقايا وطن يفر من بين صوابعنا ....

سيدى الانسان المغيب عن خريطة حياتنا , كما خريطة الوطن المغطاة بقطعة قماش فى مدارس وكالة الغوث ؟! سيدى الانسان المغيب , افتقدك الشعراء , فما زال يبحث عنك الشاعر شفيق التلولى وسليم النفار ورزق البيارى

سيدى الانسان المغيب , افتقدك الاديب خضر محجز و الروائى محمد نصار ...

والرواد الخيرين الصابرين الصادقين ,,, يا وطنى الانسان , ما زال الامين العام وكادر الحزب سارق الجمعية الخيرية يبيع دمك بثمن بخس ( صرة عدس وفول وقليل من المربى )

ألهذا يمضى الشهداء والاسرى والجرحى ؟؟!!

الفاجعة فى نابلس وجنين وغزة وباقى حوارى الوطن عزاؤها الوحيد القانون سيد الحياة .... الكلاشنكوف المارق والسكين السارق , والوزير الناهب , ووكيله التاجر , والضابط الفاجر , والخطيب الكاذب , والملتحى التاجر , و المرافق المرتشى , والمذيع الخادع والكاتب الخائن لقلمه ,

سيدى القانون كيف نحميك ؟ وكيف لنا أن نحفظ عهدك ونصون موادك ؟؟

وكلنا خارج القانون أى والله كلكم خارج القانون

بقلم/ منيب حمودة