احداث صادمة ولكن متوقعة ولاسباب متعددة منها الاجتماعية والثقافية والسياسية والامنية ، وبين وقت واخر نسمع مداهمات من الاجهزة الامنية لمخيمات فلسطينية لمطاردة او القبض على مطلوبين وما تصفهم السلطة بالخارجين عن القانون وتجار الحشيش وغيره ، وفي تطور مخيف اذا كان الخارجين عن القانون اصبحوا قوة منظمة تواجه الاجهزة الامنية بقوة النيران والاطلاق يبقى الحدث غير طبيعي ويجب التدقيق في هذه الظاهرة واما ان يكون شجارا قبليا وعشائريا ويسقط نتيجته الضحايا ايضا فهو امر غير طبيعي ايضا وثقافة خطرة تدخل على المجتمع الفلسطيني الذي يحلم بوطن امن ذو سيادة على ارضه ، فان بدأت الشرارة في نابلس وجنين، فأن المقدمات تاخذنا لتفاصيل ونتائج وخيمة على السلم الاجتماعي والاهلي المتذمر اصلا من ماهية الواقع والاوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، حالة اليأس والاحباط والمستقبل المجهول الذي يبحث في ثناياه الشعب لبارقة امل نحو الحرية والاستقلال ومحاربة الفساد المستشري في الطبقة الحاكمة في الضفة .
ظاهرة السلاح في الضفة منها ما هو مصرح من الاحتلال ويتمثل في اجهزة السلطة واخر تحمله بعض الجماعات التي تعمل لحساب اشخاص في السلطة وتحت مسميات تخرج عن طبيعة مقاومة الاحتلال بل هو سلاح يمثل تظاهرة واطلاق نار في المناسبات او التهديد والوعيد ان هوجم اعلاميا هذا المسؤول او ذاك في الضفة ، اما سلاح فصائل المقاومة غهو محل مطاردة من اجهزة السلطة والاجهزة الامنية الاسرائيلية ، وسلاح اخر ايضا تمتلكة القبائل والعشائر وتعلم به السلطة واجهزة الاحتلال .
كم كبير من الاسلحة وللاسف ما ندر منه موجه لمقاومة الاحتلال والا لما اضطر ثوار صرخة القدس لاستخدام الطرق البدائية والعفوية والعشوائية من سكاكين وعمليات دهس لمواجهة الاحتلال والمستوطنيين ، فوضى السلاح تنذر بمناخات الشؤم التي نرجو من الله ان لا تتكرر في حياة شعبنا كما حدث في غزة عام 2007م ، ومن هنا يجب وضع المحاذير وارساء ثقافة وطنية توعوية لفئات الشعب لكسر حاجز القبلية والنعرات المتطرفة قبليا وفصائليا التي يغذى بها الشعب الفلسطيني صباحا ومساء ، يجب ان تنتهج السلطة واجهزتها ودوائرها الاعلامية خطاب وحدوي وطني فكثير من المرجعات يجب ان تكون في مجال البرنامج السياسي والمفهوم الطبقي لرجال السلطة المتحكمين المتنفذين والنظر للطبقة المعدومة والفقيرة في الشعب الفلسطيني في المخيمات التي هي محرومة من أي امتيازات او حقوق او اعتناء ببنيتها التحتية .
بعض الاصوات عبرت عن تذمرها من وجود السلطة وفشلها في تحقيق الامن والامان للشعب الفلسطيني وعجزها في توفير الحد الادنى من الطموحات الوطنية وبالتالي لجأت لطرح الالتحاق بالمملكة الاردنية الهاشمية وهذا توجه قبلي سواء في نابلس او الخليل او اجزاء اخرى في الضفة ومن خلال تصور سياسي امني اقتصادي ، بلا شك ان أي واقع سياسي مطروح لوحدة كونفدرالية مع الاردن هو انجاز وطني وقومي ولكن دون استباق للمراحل الوطنية التي ينجز فيها تحقيق الدولة الفلسطينية وجغرافيتها .
لا احد ضد سيادة القانون وملاحقة السلاح الضال الذي يهدد وحدة المجتمع والسلم الاهلي ولكن في ذات الوقت أي ظاهرة لها ما خلفها من اسباب ومسببات ورعاه لهذه الظاهرة فالسلطة تغمض عينيها اذا كان هذا السلاح لحساب فلان او فلان وتغمض عينيها عن ما تدعيه توازنات عشائرية وقبلية في الضفة وهي من مسببات الفوضى وعواملها ولكن السؤال المطروح لماذا الاحتلال يغمض عينيه والسلطة عن هذا السلاح ، وهل مهمة السلطة تتلخص فقط في مطاردة وملاحقة السلاح المقاوم في الضفة ...؟؟ اذا من الخطورة ان يصبح هذا السلاح وما تقول عنه السلطة في اطار الخارجين عن القانون ان يصبح فتيل اشتعال مغذي لكل الازمات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني جراء الفساد وحالة الاحباط وهذا ما يجب ان تتيقظ له السلطة وتعمل على استنهاض جديد لسلوكها السياسي والامني ومسلكياتها الاعلامية والثقافية وان تعمل جادة على محاربة الفساد بكل اشكاله .
ربما كانت العملية الفدائية التي نفذها الفتى ذو التسعة عشر من عمره في احدى المستوطنات هو رد وطني على ما حدث في نابلس وجنيين وتصحيحا لمفهوم وطني ولثقافة بان مواجهة الاحتلال والمستوطنيين هي الثقافة التي يجب ان تسود للرد ايجابيا على كل الازمات التي يعاني منها شعبنا فاراقة الدم الفلسطيني وتحت أي مبرر واي نزاع امر مرفوض قطعا ويجب ان لا يتحول اراقة الدم الفلسطيني الى ثقافة قد تدمر ما تبقى من كيانية مجتمعية فلسطينية ، انظروا ماذا يحدث في ليبيا وما يحدث في العراق وسوريا واليمن ، ان النقطة السوداء واللوح الاسود في حياة شعبنا والذي حدث في عام 2007م يجب ان لايتكرر .
بقلم/ سميح خلف