في عصر القادة العظام وفي عصر الثورة والبندقية المسيسة لم يكن مكانا ابجديا للاستهجان او الرفض او الاستنكار بل كانت ابجديات الفعل التي تهتز لها انظمة ، كانت بؤرة الفعل الرجال الرجال المعبرين عن الطلقة الشجاعة والقرار الذي يخدم فعليا مصالح شعبنا الوطنية والانسانية ..... هكذا كانوا القادة العظام .
ينتابنا الحزن والاسى والكأبة عندما نقرأ او نتابع بيانا او اجتماعا للجنة المركزية برئيسها هذا اللقب المستحدث على الاطار لتتوه امانة السر او تصمت فلا نسمع لها رأيا او قرارا او غيره من مشاكل تعصف بحركة فتح والبرنامج الوطني والثقافة الحركية .
بيانات اللجنة المركزية لا تعدوا مصطلحات اكلاسيكية تخفي ما وراءها قلة الحيلة والفعل ومن ثم الفشل في وضع حلول او بدائل لاي ازمة يتعرض لها الشعب الفلسطيني وما اكثر الازمات والتراجعات والمشاكل الداخلية والخارجية التي اصابت فتح واصابت الدبلوماسية الفلسطينية والتي وجدت الان من المبادرة الفرنسية قارب نجاة لها امام الشعب الفلسطيني ، فماذا عن تقرير الرباعية ، اليست الرباعية الدولية هي الراعية لعملية السلام ، وان كان تقريرها الاخير ينحاز انحيازا شبه مطلقا لاسرائيل أي شرعنة الاحتلال وياتي متوافقا مع المصالحة التركية الاسرائيلية التي تكرس الاحتلال والتطبيع واعتبار الحصار امر واقع على شعبنا ، أي بدئل تتحدث عنها المركزية في بيانها ....! كلمة مبهمة لاتشبع ولا تغني من جوع .
ادانة الاحتلال يا مركزية على جرائمه اعتقد تحتاج لقيادة صلبة قادرة على اتخاذ قرار المواجهة ولو كان شقفها المقاومة السلمية التي يخج فيها كل الشعب الفلسطيني من صباحة لمساه في الشوارع وتعطيل حركة المستوطنيين وهذا اقل ما يمكن ان تقرره اللجنة المركزية . ولكن هل فعلا اللجنة المركزية تمتلك اتخاذ هذا القرا ر ...؟ وهل تمتلك حاضنة شعبية تستطيع ان تتجاوب مع مثل تلك القرارات المصيرية التي يمكن ان تغير وتبدل معادلات .... ان لغة الادانة والاستنكار التي تستخدمها اللجنة المركزية تحتاج الى عامل القوة والجراءة المفقود منها اصلا .
يغيب عن اللجنة المركزية و رئيسها ان حل المشاكل الداخلية في فتح ومن ثم المصالحة الداخلية والمصالحة الوطنية والاسلامية قد تكون هي الرد الامثل على الرباعية وبيانها ، اما ان تتهرب المركزية في بيانها من استحقاقات الشعب الفلسطيني الوطنية لتقول انها وافقت على استمرارية الحوار ردا على المبادرة المصرية وحوارات الدوحه فهو هروب فلقد سئم شعبنا من حوارات ولقاءات وعلى مدار عشر سنوات فعلت فعلها ثقافيا واجتماعيا وسياسيا في الشعب الفلسطيني .
اما حكومة الوحدة المطروحة والبرنامج الوطني وبرنامج منظمة التحرير والسلطة ، اعتقد ان هذا البرنامج لم يقدم أي ايجابيات ملموسة للشعب الفلسطيني وبالدليل القاطع بيان الرباعية الدولية الاخير والاتفاق التركي الاسرائيلي فاعتقد ان برنامج منظمة التحرير المقر منذ اكثر من عقدين يجب ان تحدث عليه مراجعات واعادة صياغة البرنامج الوطني بعد تاهيل منظمة التحرير من جديد وتحديث مؤسساتها من خلال مجلس وطني يعبر عن التفاصيل لكل القوى الفلسطينية ، فمنظمة التحرير في وضعها الراهن والمناخات الذاتية والاقليمية والدولية تختلف تماما عما كانت فيه منذ عقدين او اكثر .
اما ما حدث في نابلس وجنين ومناطق اخرى في الضفة فاليد من حديد للقضاء على الفوضى ليست هي الحل الوحيد والامثل بل قد تزيد الطين بله في واقع قبلي عشائري وواقع متذمر من ممارسات السلطة والمتنفذين فيها ودوائر الفساد المستشرية في مراكز القوى ، اعتقد ان المركزية بحاجة لخطاب وطني يلهب المشاعر والعقول وطنيا فالبندقية سيقابلها بندقية وبالتالي سنصل للفوضى التي ستأكل الاخضر واليابس ، بل الحاجة للقوة الناعمة المتحصنة بالسلوك الحسن والانتماء وطنيا والانحياز لمشاعر وازمات الشعب .
اصبح الجميع ينظر لبيانات المركزية بعدم الاكتراث بل نجد لغة الاستخفاف والاستهزاء من العامة ولان المركزية ومصطلحاتها في واد ومطالب الشعب الفلسطيني بازماته في واد اخر .
اعتقد على المركزية ان تصوب مواقفها بدلا من بيانات فارغة المضمون العملي فهناك ما هو جدير بالاهتمام والاهمية في الواقع الفتحاوي المنفصلة قاعدتها عن قيادتها والواقع الوطني والشعبي المنفصل ايضا عن قيادته فعودوا للشعب كي يعود الشعب لكم وحينها ستكون المواجهة مع الاحتلال لها كثير من الخيارات الفاعلة والمؤثرة والعالم لا يعترف الا بالاقوياء فكفوا عن الاستنكار والشجب والادانة تلك المسلكيات التي كانت ابعادها توسع الاستيطان والتردد في اتخاذ القرارات في المحافل الدولية ومحكمة الجنايات ...... الم تفكروا ولو لحظات لماذا الانتكاسات والتراجعات
بقلم/ سميح خلف