عيد زمان ... والارهاب الاسود !!!

بقلم: وفيق زنداح

اعتذر للقراء الاعزاء ... بمحاولة العودة الى عيد زمان ... والى ايام زمان في ظل كل مناسبة ترد علينا ... ونستقبلها بأمل الفرحة ... تحدثنا عن رمضان زمان بمقالة سابقة ... واليوم نتحدث عن عيد زمان ... وما بهما من عادات محبة وعلاقات انسانية ... طقوس دينية كنا نحرص عليها ... ونتابع تنفيذها .

عيد قادم الينا في ظل اجواء ارهاب اسود ... وفعل مشين ومدان تم ارتكابه ... وجريمة نكراء ... وارهاب شيطاني سفك دماء الابرياء وازهق الارواح بزعم شعارات ملفقة ... واهداف مخادعة ... وتقويلات مضللة وكاذبة .

ان يأتي العيد وقد حدث فعل جبان على مقربة من مكان مقدس ... حيث يراوى الثرى سيد الخلق ... نبينا الكريم رسول الله محمد بن عبد الله ... ان يأتي علينا عيد الفطر ونسمع ونشاهد انفجارات الحقد والكراهية والبغضاء لإفساد عيدنا ... والاساءة لصورتنا وديننا ... من خلال فعل مدان لمكان مقدس ... انما يؤكد اننا نواجه مؤامرات الاساءة ... كما نواجه مؤامرات اضعاف الصورة ... واهتزاز اركانها ... كما اننا نواجه قتل فرحتنا بعيدنا ... في ظل شهر فضيل قمنا على صيامه وصلاته وقيامه ... وسجدنا لرب العزة والجلالة داعيين ان يخفف عنا ... وان يرحمنا ... وان يعتق رقابنا من النار .

ان يأتي العيد علينا ... والدماء تسفك بالعديد من المناطق العربية والاسلامية ... يؤكد لنا ضرورة استنهاض طاقاتنا ... وتوحيد جهودنا لأجل مواجهة هذا الارهاب الاسود المصدر الينا ... تحت شعارات الدين لتفتيت وحدة بلادنا واقطارنا وشعوبنا ... واضعاف معنوياتنا ... ومقومات قوتنا .

السعودية ... والمدينة المنورة وقد حدث على ارضهم افعال ارهابية مشينة ومدانة ... ونحن مقبلين على نهاية شهر فضيل ونستعد لاستقبال عيد سعيد ... انما يأتي في اطار افعال ارهابية صادرة عن قلوب سوداء متحجرة ... لم تلين طوال شهر فضيل ... وضمائر لا زالت ميتة ... وعقول لا زالت مغيبة .

حالة من فقدان التوازن لشباب مضلل ... افتقدوا تعاليم دينهم وحرمة دم ابناء شعبهم ... ليدخلوا بأرجلهم وبحكم افعالهم المكان المخصص لقتلة الابرياء والامنين العابدين والساجدين .

عيد الفطر ولكافة الصائمين المتعبدين الساجدين والقائمين ... ولكل من عمل على اداء واجباته الدينية والاجتماعية والاخلاقية والانسانية .

وحتى نعود الى عيد الفطر السعيد ... وان لا يسيطر علينا افعال المأجورين والقتلة ... الذين فقدوا انسانيتهم كما فقدوا توصيات سيد الخلق وتعاليم قرأننا الكريم ... وحتى لا نمكنهم من افساد فرحتنا وما هو قادم علينا من ايام عيد سعيد ... سنأخذ بعضنا البعض الى استعدادات وتجهيزات هذا العيد داخل البيت والاسرة وداخل المجتمعات الصغيرة والكبرى ... ما بعد شراء ملابس العيد وحلوياته واحتياجاته ... وبعد ان تقوم الاسرة بعمل كعك ومعمول العيد بجهد جماعي تقوم به الامهات والاخوات ... للإبقاء على عادات طيبة وفرحة غامرة ... وللتوزيع على الجيران والاحباب والاقارب في ظل تكافل ومحبة واخوة صادقة .

وكما (كعك) العيد ... هناك (سماقية) العيد هذه الاكلة الشعبية الفلسطينية (الغزاوية) والتي نختص بها ونقوم على تجهيزها ... وتوزيعها بروح المحبة والاخوة ما بين العائلة والجيران والاقارب .

كما ان هناك مأكولات اخرى بعيد الفطر السعيد (فسيخ العيد) كعادة متوارثة منذ زمن طويل .... أي اننا لدينا من المأكولات التي نقوم على تجهيزها ... كما هناك بعض الاستعدادت التي نقوم عليها ... في اطار ما قبل العيد .

ليأتي علينا صباح العيد والفرحة تملأ القلوب... والاطفال يلعبون والمشاعر والاحاسيس تتحرك باتجاهات فرحة الافطار ... ما بعد شهر صيام طويل ولتعمل ذاكرة كل منا ... حول مشوار حياة طفولتنا وشبابنا رجولتنا وشيخوختنا ... محطات فرحة وحزن ... وليذكر كل منا ما افتقد من احباء واصدقاء ومن غاب عنا بفعل ظروفنا واستثناءات اوضاعنا .

صباح العيد والابتسامة والفرحة ... وحتى مع بعض الدموع والذكريات لتختلط المشاعر والاحاسيس ... وليقوم كل منا بواجباته الدينية والاجتماعية والانسانية بأداء صلاة العيد وتقديم التهاني لبعضنا البعض بفرحة غامرة ... وسعادة نحاول من خلالها تجاوز المحن ... والازمات ... وسوء الاحوال .

نبدأ مشوار الزيارات وتقديم واجب التهنئة لكل من نقصدهم ومن هم في الطريق ... ولصلة الارحام ... ولتقديم ما يمكن تقديمه بحسب القدرات والامكانيات وحتى نفرح اطفالنا وامهاتنا واخواتنا ... وحتى نشعر من حولنا بمحبتنا اليهم وخوفنا عليهم ومتابعتنا لشؤونهم .

صباح العيد يجب ان يكون بأولوياتنا امهات الشهداء والاسرى والجرحى وابناءهم وزوجاتهم واباءهم ... يجب ان لا ننسى ... ان لا يغيب عنا ادخال الفرحة والسرور بقلوب من حرموا مساكنهم وهم يعيشون بكرفانات العذاب ... ومن فقدوا اعزاء عليهم ... وحتى ادخال الفرحة لمن يعانون الفقر والجوع .

عيد زمان ... كنا نفعل بأكثر مما يطلب منا ... وكنا نفرح بفرحة من حولنا ... ومن خلال عيونهم وابتسامتهم ... كنا نوزع فرحتنا ابتسامتنا وبهجتنا ... كما كنا نوزع ما تمتلك ايادينا لكل من حولنا القريب منهم والبعيد ... لم نبخل بمشاعرنا كما لم نبخل بأبتسامتنا ... كما لا نبخل بما في جيوبنا ... وعلى السنتنا وداخل قلوبنا من كلمات طيبة .

عيد زمان كانت فيه المشاعر الصادقة .... والايمان العميق ... كان فيه من التضحية والعطاء والايمان والسخاء وكرم الاخلاق ما يولد الفرحة لكل من حولنا .

عيد زمان ليته يعود بنا بذاكرة الزمن الجميل ... بذاكرة الحب الخالص محبة الانسان للإنسان ... ومحبة الجار للجار ... المحبة داخل الاسرة والعائلة ... الحي والمدينة ... القرية والمخيم ... محبة تملأ السماء والارض ... وتتجاوز بفرحتها كل ما يمكن ان يصادفنا من الام واحزان .

واجب الفرحة والابتسامة في وجه من حولك ... واجب ديني وطني اخلاقي فلا تبخل بالابتسامة ... كما لا تبخل بتقديم ما تستطيع ... وبما تمتلك ... فالحياة فرصة ... لان تكون انسان تصدر الفرح لمن حولك ... وتقدم العطاء لمن تحب ... ونحن نقبل على صباح العيد وفرحته ... لا يسعني الا ان اتقدم بخالص التهاني القلبية بهذه المناسبة لكافة ابناء شعبنا وللامتين العربية والاسلامية ... ولكافة الاخوات والاخوة العاملين بمجال الاعلام.

كل عام وانتم بخير .

بقلم/ وفيق زنداح