خرابيش (20 )

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

وهل مازال اسمه وطن قبل الذبح وطن وبعد الذبح وطن وحينما يقطع أشلاء ويوزع على القبائل وطن وهل مازال من يسميه وطن؟؟؟؟رغم كل المحن ،عذرا يا وطن لم نعد نتذكر اسمك لم نعد نعرف رسمك ,; في كل يوم لك صورة ورسم جديد ،في كل يوم يجوع المحتل فيقضم منك قطعة ونحن نستنكر ونحتج مثل دولة السويد وقد نشعر بالقلق مثل كبير مجلس الامم المتحدة عذرا يا وطن كان لنا في البدايات معك عهود ،وكما كنت انت على الدوام تضع لكل المرتجفين القيود ، الكل كان يخاف من اسمك من رسمك المتجسد في كوفية المقاتل هي و ورصاصة المناضل التي كانت تعرف طريقها دون توجيه من احد ، لم يكن يعرف هؤلاء الجيوب ولا ماذا اخفيت لغدي ولم يكونوا يفكرون في مستقبل الاولاد ولم يكن لهم ارقام حسابات سرية او علنية وكان جل همهم رصيد لنصرة الوطن في الدنيا وعند الرب وكان مستقبل الوطن وخريطة المحن وطرق التخلص منها هي الاساس .
عذرا يا وطن لم يعد دربك دربا لنا ،كما لم تعد الطريق إليك هي التي نرغب في سلوكها ، الكل فينا صنع له صنم الكل فينا صنع له علم ،الكل فينا صار له نشيد غير نشيدك ولون غير لونك وطعم غير طعمك ،لم تعد انت في ذاكرتنا ولم يعد دم الشهداء يجري في عروقنا ولم تعد قصص البطولات تحفزنا وتستنهضنا ، لم تعد رائحة برتقال يافا حاضرة ولم يعد سور عكا شاهد ،الكل فينا بات مشغول بما يقوله السيد المعلول،الكل فينا أصبح يقدم القرابين ليس من اجل التحرير ولكن لكي يستمر في حالة الظهور عبر الفضائيات التي صارت ميدان النضال وطريق استمرار الحال في الصالونات والفنادق فلم يعد درب الخنادق مطلوب وصار دربا معطوب فيه الف قول وقول والكل لم يعد مقتنع بأن يحتج أمام الجلاد ،الجلاد لم يعد على خطيئة ،من يزعج الجلاد عليه ان يعتذر بعد أن بات مسموح له من قبل الجلاد الاحتجاج بالطرق الدبلوماسية والديمقراطية التي لا تزعج أحد ،،فهل هذا سوف يخرجنا من المحن وهل حرر وطن من قبل بهذا ،عبثا نقول اليوم وتفعل كل يوم مثل عبث الأطفال في أحلامهم الصغيرة ،قطعة الحلوي كانت الهدف ،قطعة نقود مازال السلطان لم يصل إليها بدل سبل الحياة الموفرها لكم تحت الأرض بعد أن يعطيك صك الغفران ولكن الطفل لم يقتنع بشىء غير بيع قطعة الحلوى التي كانت الحلم وهنا يقف الطفل على قارعة الطريق ويفكر فيما سوف يكون بعد ان يبيع أحلامه بعد ان يبيع ما من اجله ضحى بالكثير وهل من الممكن أن يعود ليحلم من جديد ؟وهنا يكسر صمت الأحلام صوت مزعج قادم من عرض البحر ليقول لنا بأن المجرم لم يعد مجرم والقاتل لم يعد قاتل ومن ضحوا من اجل كسر الحصار لم يأخذوا إذن من السلطان وهنا تختلف المعادلة كثيرا وخاصة اذا ارسل لنا السلطان سفينة الحلوى التي يحلم بها كل الأطفال، وشارك الجلاد في استمرار الحصار ،وفي ذبح الحمار الذي ارتضى ان ينحني لكي يأكل بعض الحلوى التي قذفت أمامه وهو لا يعلم بأنها الملهاة التي سوف تجعل السلطان يمتطي الحمار دون إزعاج ،عذرا اخاف ان تنزعج الحمير من قبح التشبيه .
نبيل البطراوي