كل مرحلة تمر بها قضيتنا يدفع ثمنها وآلامها ومعاناتها أبناء شعبنا البسطاء الذين يقاتلون لأجل الوطن والحرية والعدالة ، لا يطمحون بوزارة ولا رئاسة ولا إدارة ، كل همهم أن يعيشوا بكرامة آمنين في وطن ينعم بالعدالة الاجتماعية والحياة البسيطة الكريمة ،
في كل مرحلة يتأمل الناس أن تكون أفضل من سابقتها ، ويأملوا بقيادة تفهمهم وتعرف همومهم وتخفف عنهم آلامهم ، فبعد كل التضحيات يتفاجأ الناس بأن الوضع لم يتغير وأن معاناتهم تزداد،
ومازال الناس البسطاء يبحثون عن زعيم وقائد يثقوا به ويثق بهم يلتفوا حوله ويلتف حولهم ، يحميهم ويحموه ، يعينوه ويعينهم ، يحمل الأمانة بحق ونزاهة ، يكن خادما لهم من منطلق من أراد أن يكون سيدا علي الناس يجب أن يكون خادما لهم ، فالمسئولية أمانة وكل راع مسئول عن رعيته ، ومن أراد أن يكن مسئولا فعليه واجبات اتجاه من هو مسئولا عنهم ،
شعبنا البسيط الغلبان أوعي مما تتخيلون ، فقد سقطت كل رهانات وخطابات وشعارات ووعودات القيادات أمامه وفقد الثقة بكل قادته ، فهذا وطن أكبر من الجميع يحتاج قيادة بحجمه وحجم تضحياته واستحقاقاته ، وليس بيارة خاصة لأحد ، وهذه فتح كبيرة وتحتاج قيادة بمستواها يحملوها إلي بر الأمان ويحموها ، وليس شركة خاصة للمعارف والأصدقاء والعشيرة والقبيلة ،
قبل أن تتحدثوا عن الإصلاح أصلحوا أنفسكم وأصلحوا طريقة أداؤكم ، واقتربوا من هموم شعبكم وتواضعوا فشعبنا بسيط يحب البساطة والتواضع ،
وقبل أن تتحدثوا عن الشرعية ، كونوا أوفياء لمن أعطاكم الشرعية ، وتواضعوا أمام شعبكم واخدموا من وثق بكم ومنحكم صوته لتنالوا الشرعية ، وأعيدوا للشعب قراره ليختار شرعية تمثله ، فأنتم لستم أهلا لهذه الثقة ،
فمصداقية إصلاحكم وشرعيتكم هو الوفاء للبسطاء والفقراء من شعبكم ، فهل أنتم إصلاح ؟؟؟ وهل أنتم شرعية ؟؟؟
بداية الإصلاح وأساس الشرعية بأن يخضع الجميع للقانون ، وأن يتم محاسبة كل من يخطئ ويسئ للأمانة الوطنية أي كان ، ولمحاولة الوصول لإصلاح وفق شرعية وطنية طاهرة يجب تشكيل هيئة لتفعيل قانون " من أين لك هذا " للمساءلة ، ويخضع لها كل القيادات من الرئيس للوزير وكل من اغتنوا بشكل مثير للشك ،
ففي وطننا كلنا نعرف بعض ونعرف جذور بعضنا ومعروفة حياة كل واحد وطبيعتها ، وسهل جدا أن تعرفوا من هؤلاء الواجب مساءلتهم وفق قانون من أين لك هذا ؟؟؟ فلو وجد الحساب والعقاب لما تجرأ الكثير علي سرقة أموال البلد ، ففي ظل غياب المحاسبة يصبح المال سايب وبلا رقابة ويكثر اللصوص ،
المسئولية أمانة ، فهل انتم علي قدر حملها ؟؟؟ هل أنتم علي قدر الانتصار لشعبكم وقضاياه ؟؟؟
شعبنا لا يحتاج لخطبكم وشعاراتكم ، بل يحتاج لأفعال لتغيير واقعه المرير للأفضل ، فأصلحوا أنفسكم وكونوا صادقين مع شعبكم ،
فتح أكبر من كل المناصب والمراتب ، فتح هي الطريق إلي الانتصار للوطن والحرية والعدالة وكرامة الإنسان ، فلا تقزموها علي حجمكم ومقاسكم ،
فتح حركة تحرر وطني وتضحيات ، وصدق انتماء للوطن وقضاياه وطموحا وأمنية للوصول للحرية للوطن والإنسان ، وليس مطمعا وطموح بوزارة ورئاسة ومناصب وامتيازات ، فاتقوا الله في شعبكم وكونوا علي قدر المسئولية والأمانة ،
والله الموفق والمستعان
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (20)
بقلم/ حازم سلامة