خطاب الأمير السعودي تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الذي ألقاه في باريس في مؤتمر المعارضة الايرانيه والذي تضمنه هجوم غير مسبوق على الإمام الخميني الذي فجر الثورة في إيران وجاء فيه ان نظام الخميني لم يجلب سوى الدمار والطائفية وسفك الدماء ليس في إيران فحسب وإنما في جميع دول الشرق الأوسط على حد تعبيره
وأضاف "الانتفاضات في أنحاء إيران اشتعلت ونحن في العالم الإسلامي نقف معكم قلبا وقالبا، نناصركم وندعو الباري أن يسدد خطاكم".
وأشار إلى أن نظام الخميني يساند الإرهاب عن طريق توفير ملاذات آمنة له في بلاده وزرع خلايا إرهابية في الدول العربية.
وتابع "الخميني لم تتعدى رسالته الحدود الإيرانية ولكنه كان يبحث عن امتلاك جميع بقاع العالم وهذا دليل على عدوانيته".
كما أعلن الأمير تركي بن فيصل عن دعم المملكة والعالم الإسلامي للانتفاضات في أنحاء إيران ومناصرة الشعب الإيراني في ثورته ضد نظام الولي الفقيه.
وردا على خطاب الأمير تركي الفيصل نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية على لسان المصدر الذي لم تسمه، قوله: "إن ذروة فشل وعجز الإرهابيين والجهات الراعية لهم في العلن والخفاء في هذه المسرحية التي اجتمعوا فيها ليعزوا أنفسهم، تجلي في الوقت الذي تحدثوا عن أحلامهم الوهمية.. إن فشل السعوديين وتمسكهم بالإرهابيين المكشوفين للجميع في هذا الاستعراض الهزلي يظهر وكما انكشف في العراق وسوريا واليمن، وإن الإرهاب والإرهابيين أداة لتمرير أهدافهم ضد الدول الإسلامية في المنطقة."
وتابع المصدر: "استمرارا لتدخل المسئولين السعوديين السافر ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شارك تركي الفيصل الرئيس السابق للجهاز الأمني السعودي، أمس في اجتماع لزمرة المنافقين الإرهابية في باريس وأثناء تصريحاته المعادية لإيران أشار إلى موت مسعود رجوي."وفيما يتعلق بمسعود رجوي، قال أمير عبداللهيان، مستشار الخارجية الإيرانية، إن التصريحات الأخيرة لرئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق "تأكيد على الدعم المالي والأمني السعودي للإرهاب." بحسب ما نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية.
وفق هذه التصريحات التي باتت تحمل مواجهة مباشره بين السعودية وإيران بحيث بتنا أمام مرحله جديدة من “حروب الوكالة” إلى المواجهات المباشرة بين “الأصلاء” أنفسهم، ومن دون وساطة أو توسط ... والأرجح أن الدولتين الايرانيه والسعودية ،باتتا اقرب للمواجهة المباشرة ولن تكونا بمنأى عن المشهد، هاتان الدولتان قد تدفعان ثمناً باهظاً نظير حالة الانفلات و”التفلّت” التي يعيشها حلفاؤهما في المنطقة ،
وعلى اثر نبرة الخطاب ألتصعيدي للأمير تركي الفيصل قال الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق في المؤتمر السبت 9 يوليو/تموز إن "مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط الحكومة سيتحقق.
توقع مراقبون بقرب اندلاع حرب مباشرة بين إيران والسعودية بعد أن ظلت على طيلة العقود الماضية حربا بالنيابة، محذرين من خطر ذلك على المنطقة.وفي هذا السياق، يبدو من معطيات الواقع ونبرة الخطاب ألتصعيدي السعودي أن الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة بالنيابة بين إيران والسعودية لم تعد تقتصر لتشمل سوريه واليمن ولبنان ، وتقف الآن على حافة التوسع إلى العمقين الإيراني والسعودي، وقد تتحول إلى مواجهات دموية مباشرة، وهنا يكمن السؤال هل بتنا بعد خطاب الأمير تركي الفيصل أمام مرحله جديدة من الصراع اسقط من خلالها تركي الفيصل كافة الخطوط الحمر حيث ”دخل الصراع السعودي الإيراني فصلا جديدا (السبت) بنبرة الخطاب ألتصعيدي في مؤتمر باريس لمجاهدي خلق ومطالبته بإسقاط النظام .
الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق في كلمته في مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي انعقد في باريس، قدم دعما غير محدود لهذه المعارضة، واتهم نظام الإمام الخميني “بأنه لم يجلب سوى الدمار والطائفية وسفك الدماء ليس لإيران فقط، وإنما في جميع دول الشرق الأوسط”، وأعلن أنه مع إسقاط هذا النظام أيضا”.
الأمير تركي الفيصل يعتبر وزير الخارجية السعودي الحقيقي، ويوصف بأنه رجل المهمات الصعبة، وأحد أبرز هذه المهمات إجراء اتصالات وعقد لقاءات مع مسئولين اسرائليين ، وفتح قنوات سرية وعلنية معهم، وبحضوره مؤتمر المعارضة الإيرانية “المسلحة " بزعامة مريم رجوي (مجاهدي خلق)، وتأكيده على أن هذه المعارضة ستنتصر في إطاحة نظام الولي الفقيه، ودعمه لهذه المهمة، يكون قد وسع دائرة نشاطاته، بتولي ملف هذه المعارضة ودعمها ماليا وعسكريا في الأيام المقبلة”
الإعلام السعودي بث خطاب الأمير الفيصل، ووضعته الصحف شبه الرسمية على صدر صفحاتها الأولى، مما يوحي أن هناك “رسالة” تريد القيادة السعودية توجيهها إلى إيران ، وأبرز عناوينها أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إسقاط جميع الخطوط الحمراء والتدخل مباشرة في الشأن الداخلي الإيراني في الميادين كافة”.
الخطاب السعودي بشخص الأمير تركي الفيصل يحمل كل معاني التصعيد ضد إيران وان السعودية باتت تتبني المعارضة المسلحة الايرانيه المعارضة لإيران وأن دعم السعودية لحركة “مجاهدي خلق” المدعومة أمريكيا وأوروبيا، سياسيا وماليا وعسكريا،
قصد الأمير تركي الفيصل من خطابه في مؤتمر المعارضة الايرانيه في باريس أن السعودية تحتضن المعارضة الايرانيه المسلحة بقصد إسقاط الجمهورية الاسلاميه ،
ويذكر أن حركة مجاهدي خلق قد تراجعت قوتها وأنشطتها بعد الغزو العسكري الأمريكي الذي أسقط نظام الرئيس صدام حسين الذي كان الداعم الرئيسي لها،
هذا الموقف السعودي سيقابل بموقف إيراني مما قد يسقط كافة الخطوط الحمر بحيث باتت المنطقة أمام مواجهة ساخنة وحاسمه في الصراعات التي تشهدها ، ولا شك أن إقدام السعودية على خطوتها هذه جاءت كردة فعل على الانتكاسات التي منيت فيها بحربها على اليمن وتعثر المفاوضات في الكويت بين الحوثيين والسعوديين بحيث لا تلوح أي أمكانيه لتحقيق تقدم سعودي في المسار اليمني ، وان الخسارة السعودية محققه في الصراع السوري بحيث أن حسم معركة حلب باتت قاب قوسين أو أدنى لصالح الجيش السوري وحلفائها
إن فتح جبهة جديدة من قبل السعودية مع إيران تعد مغامرة عسكريه غير محمودة العواقب والنتائج وتدخل المنطقة برمتها لصراع مفتوح لا تحمد نتائجه وعواقبه ، وهي ليست بالخطوة الصائبة لكلا الدولتين والمنطقة برمتها وهي تزيد في اشتعال وتأجيج الحرب المذهبية الطائفية المدمرة ونتيجتها تصب في صالح امن إسرائيل وتوسعها وتمددها وعلى حساب امن المنطقة وعلى طريق تصفية القضية الفلسطينية فهل للدولتين تدارك الموقف ألتصعيدي وقبل فوات الأوان والدخول في حوارات تجنب المنطقة صراع المائة عام
وهنا نود التذكير انه قبل عقود، تحدث هنري كسينجر عن "حرب المائة عام المقبلة" في المنطقة، وقال ما معناه: سنغرق العالم الإسلامي في صراع بين السنة والشيعة على غرار حرب المائة عام بين الكاثوليك والبروتستانت. فهذه الحرب هي التي أعادت صياغة أوروبا على هوى واضعي السياسة العالمية.
هنري كيسنجر ذاته قال أواخر العام 2013: "القضية في سوريا هي صراع تاريخي بين السنة والشيعة، وقد ثار السنة ضد الأقلية الشيعية (الطائفة العلوية) التي تحكم سوريا، غير أن معظم الأقليات الباقية في البلاد تدعم العلويين، لذلك فإن على أمريكا العمل من أجل قيام حكومة انتقالية دون أن يكون ذلك مرتبطًا في بداية الأمر برحيل الأسد عن السلطة".
كسنجر كشف مطلع 2012 لموقع "ديلي سكيب" الأمريكي عن مخطط شرحه بعبارات بسيطة، قال: "أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط، حيث البترول والاقتصاد ثم ستكون إيران المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أمريكا وإسرائيل لكل من إيران وروسيا، بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة. سيسقطان وإلى الأبد، لنبني مجتمعًا عالميًا جديدًا لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية "السوبر باور"، وقد حلمت كثيرًا بهذه اللحظة التاريخية".
ينتظر كسينجر بفارغ الصبر أن ينجح الحلم الذي خطط له وأشرف على تنفيذه لعقود، بصفته "المهندس الأعظم" للسياسية الخارجية العالمية، ويأمل أن يتحقق وهو على قيد الحياة كي يمسك كأس الدم ويتأمل الجماجم والدمار ويقول لأبطال مشروعه: "بصحتكم"
المحامي علي ابوحبله