بعد تقرير الرباعية رهانات السلطة إلى أين ؟

بقلم: رامز مصطفى

أخيراً وبعد طول انتظار السلطة الفلسطينية لمدة تزيد عن الأربعة أشهر ونصف ، ها هي الرباعية الدولية تُصدر تقرير لجنتها حول أسباب تعثر تنفيذ الحل العادل والشامل والدائم القائم على ما يسمى ب" حل الدولتين " ، ف" تمخض الجبل وولد فأرا " ، حيث جاء التقرير ليس مخيباً للآمال فقط ، بل أتى على مقاس قلب الحقائق ، مساوياً بين القتلى " الإسرائيليين " ، والضحايا الفلسطينيين ، الذين حملهم التقرير عن سابق إصرار وتصميم أعضاء اللجنة الرباعية مسؤولية الفلتان الأمني والعنف الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة ، الأمر الذي يُعثر حل الدولتين ويبعده عن التحقيق والإنجاز . وبالتالي فهو أي التقرير توجه إلى السلطة الفلسطينية بأن عليها مسؤولية اتخاذ كل من يلزم من إجراءات لوقف التحريض على " إسرائيل " ، ومكافحة ما أسموه بالإرهاب ، مستنداً التقرير المضلل إلى أن العنف الفلسطيني منذ اندلاع الانتفاضة وتزايد أعمال الدهس والطعن وإطلاق النار . متجاهلاً في الوقت ذاته الجرائم التي يرتكبها الكيان وقادته ومستوطنيه ، بحق الفلسطينيين على مدار الساعة .
التقرير بما تضمنه قد شكلّ الصدمة لدى تنفيذية السلطة ، التي حملها والشعب الفلسطيني مسؤولية الأوضاع الأمنية المتردية ، وتبرئة للاحتلال الصهيوني على ما ارتكبه ويرتكبه بحق البشر والحجر والشجر على الأرض الفلسطينية المحتلة . ولكن يجب أن يشكل في المقلب الآخر درساً مضافاً في السياق الطويل من الرهانات البائسة على رباعية دولية فُصلت على مقاس الاحتياجات الأمنية والسياسية " الإسرائيلية " ، منذ أن تولى أمرها " طوني بلير " لسنوات طويلة ، ليأتي ممثل أمريكا في الرباعية " فرانك لونستاين " ، و" نيكولاي ملادينوف " ، وهما من أشد المتحمسين والمؤيدين للكيان ، ليكملا ما قد بدأه " بلير " . هذا إذا ما عرفنا أن " لونشتاين " هو من صاغ التقرير ، وأطلع " إسرائيل " عليه ، بما أتاح ل" نتنياهو " أن يجري تعديلات جوهرية على مضامين التقرير بعده لقائه جون كيري قبل إطلاق التقرير .

رامز مصطفى