هاهو العيد الحزين الذي يمر على عائلة الأسير بلال كايد دون أن يكون بينهم بعد سنوات من الاعتقال فهو الغائب الحاضر بجلساتهم، وأعيادهم ومناسباتهم الصغيرة والكبيرة، ويذكرونه في كل يوم، كانت والدته تجهز وتخطط له بعد الافراج عنه لتزوجه كأي أم ترغب بالفرح بإبنها والتي كانت تعد الساعات والايام لخروج ابنها حيث كانت مقررة بعقد قرانه في أيام العيد ولكن هذا الإحتلال اللعين بدد هذا الحلم .
نشأته وظروف الاعتقال :
ولد الأسير بلال كايد في تاريخ 30 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1981م في بلدة عصيرة الشمالية قضاء محافظة نابلس، أكمل الثانوية العامة ودرس في معهد قلنديا.
وهو قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومعتقل منذ عام 2002، إبان انتفاضة الأقصى الثانية، كان يبلغ من العمر حينها 19 عاما، وقد اتهمته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالانتماء لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة، والقيام بعمليات فدائية ضد الاحتلال ، ليحُكم عليه بالسجن مدة 14 عاماً ونصف وخلال فترة اعتقاله نُقل إلى عدة سجون، كما كانت معظم أفراد عائلته محرومة من الزيارة ومنهم والده الذي توفي في شباط عام 2015م، علماً أن للأسير خمسة أشقاء آخرين وهو أصغرهم ، وفي شهر أيلول / سبتمبر عام 2015م أمرت سلطات الاحتلال بعزله بشكل مفاجئ في سجن "أوهلي كيدار" دون معرفة الأسباب وفي تاريخ 13 حزيران / يونيو أنهى الأسير كايد فترة محكوميته، إلا أن سلطات الاحتلال وفي يوم الإفراج عنه أصدرت بحقه أمر اعتقال إداري مدة 6 شهور.، وكان مقررا أن تفرج عنه سلطات الاحتلال في 13 يونيو/حزيران الجاري
فرحة ينغصها الاحتلال الاسرائيلي :
وهنا أفاد أهل الأسير بلال كايد بتلقيهم قبل قرابة شهر رسالة من نادي الأسير الفلسطيني مفادها بأن بلال أصبح الآن بحوزته ورقة (الشحرور)، وهي ورقة الإفراج التي تسلمها مصلحة السجون لكل أسير قبل الإفراج عنه، وأن ضباط الاحتلال أبلغوه بقرار الإفراج عنه في الموعد نفسه، وأنه لا زال في العزل الانفرادي بمعتقل (هلكدار) القريب من مدينة بئر السبع المحتلة”.
وعلى وقع هذا الخبر ، أعددت عائلة الاسير كل شيء لاستقبال هذا الأسير البطل ، و وشكلو وفدا من البلدة ضم العائلة والأصدقاء والمناصرين له، إلى بلدة الظاهرية، جنوبي الخليل، حيث كان المفروض الإفراج عنه ليأتي الخبر الذي لم يكن أحد يتوقعه وذلك بتحويل الأسير بلال إلى محكمة سجن “عوفر” العسكري، غربي رام الله، وسط الضفة ومن ثم تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر والتهمة الجديدة الملفقة إليه هي خلفية ملف سري لدى جهاز الشاباك الإسرائيلي”. .
ردود الفعل الغاضبة لهذا الاعتقال :
داخل فلسطين :
لم تهدأ عصيرة الشمالية في يوم الاعلان عن تجديد اعتقال الأسير بلال للاعتقال الإداري ، فمسيرة غاضبة جابت شوارع بلدته ، غضبا من قرار الاحتلال، وصولا إلى منزل عائلة الأسير التي كان من المقرر أن يكون بلال قد وصله في تلك اللحظات، فهتف المشاركون لبلال ولعائلته ولم تقتصر ردود الفعل على بلدته فقط، بل استنكرت القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة والقطاع ضد هذا القرار التعسفي والدعوة للتصعيد إلى حين الافراج عنه .
داخل سجون الاحتلال :
وهناك أطلق أسرى الجبهة الشعبية داخل سجون الاحتلال خطوات تصعيدية من الساعة الأولى للقرار، وقاموا بإصدار بيان لجميع الفروع داخل السجن، حيث استنفروا فيه جميع أسرى الجبهة، في حين أضربوا عن الطعام يومين، ودعوا للإضراب أيضا في في أيام عدة من الشهر الجاري، بمشاركة جميع الأسرى .
ويسعى الأسرى الفلسطينيون من خلال تصعيدهم لكسر قرار الاحتلال كي لا تتكرر هذه السابقة الخطيرة مع أي أسير آخر، وكي لا يتحول القرار إلى سياسة ممنهجة.
معركة الأمعاء الخاوية :
وهنا بدأت مرحلة جديدة من أنواع المقاومة التي قرر الأسير الخوض فيها بهدف كسر قرار الاحتلال الاسرائيلي ، حيث بدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام رفضاً لقرار اعتقاله إدارياً في اليوم نفسه الذي كان مقرّراً الافراج عنه بعد 14 عاماً من الاعتقال وهنا في ظروف الاعتقال بدأ بلال بالمرور بوضع صحي صعب، حيث بدأ يعاني من إرهاق وتعب بشكل عام، وفقد من وزنه حتى اليوم ما بين 23 _ 24 كغم، ولا يتناول سوى الماء فقط، وقاطع عيادة السجن نهائيا رافضاً ومصمماً على الإفراج عنه وعودته إلى بيته وأهله ووطنه فلسطين ، ورافضاً فكرة الإبعاد عن بلدته ووطنه فلسطين..
ووأختتم مقالي بأننا كشعب فلسطين في الداخل والشتات نطالب سلطات الاحتلال بضرورة الإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال خاصة الأسرى الأطفال والأسيرات والأسرى والأسرى الإداريون والأسرى القدامى والأسرى المرضى، وندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى الوقوف عند مسئولياتهم وضرورة وضع حدا لمثل هذه المهازل التي تجري علنا، ونطالب بأن يمارس الجميع الضغط على الاحتلال من أجل إنهاء معاناة هؤلاء فهناك المئات من بلال كايد يقبعون في سجون الاحتلال كما ونطالب المجتمع الدولي بعدم الكيل بمكيالين وأن ينظر بعينين اثنتين إلى الواقع الأليم الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال اللعين .
بقلم الأستاذ وسيم وني " اتحاد الصحافة العربية"