من المثير للدهشة ان نسمع بين حين وحين عن اعتقال احد كتاب الراي، وكان اخر ما سمعنا به هو اعتقال الكاتب د خضر محجز على اثر شكوى تقدم به احد الذين ورد اسمهم ضمن مذكراته خلال التحاقه بجماعة الاخوان المسلمين. سمعنا انه تم الافراج عنه من قبل النيابة لان منشوراته عبر الفيس بوك لا تعتبر مخالفه يحاسب عليها القانون. الا انه تم تمديد اعتقاله من قبل جهاز امني في حماس بدون أي تفاصيل.
لا اعرف د خضر محجز ولا اتابع كتاباته الا ما يشاع عنها في وسائل الاعلام. معظم كتابات د خضر محجز تأخذ طابع النقد وابداء الراي، وقد نتفق معه او نختلف. لي ملاحظه خاصه عليه ان كثير من كتاباته تحمل العداء للمرأه حيث يحملها المسئولية ويشكك بها في الكثير من المواقف ، الا ان هذا يدخل في باب عدم تفهم كل جنس للجنس الاخر. انشق عن حركة الاخوان المسلمين لا سباب لا نعرفها.
انا اود في مقالي ان اعقب على ظاهرة اعتقال الكتاب ككل:
• من الواضح ان الأجهزة الأمنية لا تعي بعد دور الفيس بوك والمواقع الاجتماعية في حياة الناس. ببساطه شديده اصبح اداه للتعبير والتنفيس عما يجول في الخاطر ويحاول ان يشارك الشخص الاخرين في ذلك من قبيل التسلية. أي انها اداه للكلام والتعبير عن بعد، والكلام لا يعتبر جريمة طالما لا يحمل شكل رسمي، كان يكون مسئولا يمثل جهة رسميه ومحاسبا على ما يقوله امام وسائل الاعلام. ومن هذا المنطلق لا يحق محاسبة أي معلق على منشوراته بالفيس بوك طالما انه ليس مسئولا ويحمل المنشور طابع رسمي.
• جميع الاشخاص وخاصه الكتاب عندما يصلون سن التقاعد يميلون لكتابه مذكرات عن تاريخ حياتهم من الصغر حتى وقت كتابه المذكرات. وحتما سيرد اسماء من مر بهم في حياته في المذكرات. ليس من حق من ورد ذكره في المذكرات التقدم بشكوى ان تم التشهير به طالما لم يتم الكذب بشأنه، لان الذكريات ملك الشخص والحقوق لا تضيع بالتقادم. ثم ان الله تعالى حلل الجهر بالسوء عند الظلم. قال تعالى:" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ."
• اما ان يعتقل أي كاتب بسبب انتقاده وكشف اسرار حزب كان ينتمي به وانشق عنه، فلا اعتقد ان اكاديمي مثل د خضر محجز سينزلق لهذه المتاهه. على افتراض انني كنت اعمل في جهة معينه واختلفت معها، فلا يحق لي ان اكشف اسرارها والا جهة العمل ستقاضيني وبالعادة تكون هناك مخالصه لدى ترك جهة العمل لا خذ استحقاقات اخر الخدمة. وباعتقادي ان ذلك يسري ايضا لدى ترك أي شخص لحزب معين، وحتما د خضر محجز على دراية بالقواعد اللازم اتباعها في هذه الحالات ولم ينزلق الى كشف اسرار حساسة عن حزبه الذي انشق عنه، كما انه لم ترد شكوى عن حزب الاخوان المسلمين بذلك وانما الشكوى كانت من شخص ورد اسمه في مذكراته الشخصيه.
لذا اتمنى الكف عن اعتقال الاشخاص بسبب اراءهم في المواقع الاجتماعية لا نه لن يظل شخص بكل مستوى العالم لا يستحق الاعتقال. ما يكتب عبر الفيس بوك او المواقع الاجتماعية ليست كتابات تحمل طابع رسمي ليتم مخالفه الكاتب عليها، والحجه بالحجة، فان شاء أي شخص الرد على المنشور فاليرد عليه بنفس الموقع او فاليتجاهل. ان لم تقدروا كتاب الراي، فلا تجعلوهم مجرمين
سهيله عمر
[email protected]