لازالت النكبة مستمرة، والاحتلال جاثم فوق أرضنا المستعمرة، والظلام يخيم على فلسطين، وشعبنا الفلسطيني الذي قاوم وناضل، لازال مستمرا في طريقه نحو الخلاص من هذا الاحتلال البغيض والعنصري، ويتأثر بصورة مباشرة بتداعيات الانقسام وخطره على المشروع الفلسطيني كله، وتأثيره على معنويات الجماهير.
نغرق في تفاصيل حياتنا اليومية، واحتياجاتنا التي أصبحت هدفاً للاحتلال، وعنصراً من عناصر الحصار والضغط اليومي، في الوقت الذي يتمدد فيه الاحتلال، وتشتد سطوة وغطرسة الاستيطان، ويستمر التهويد، ويصمت العالم أمام كل جرائم (اسرائيل).
وتبقى ثوابتنا وحقوقنا فوق أي اختلاف، بل لربما هي الاتفاق الوحيد المتبقي بين المنقسمين أو المختلفين، وتبرز في كل فترة ظاهرة تعيدنا إلى مسارات نضالنا وتجدد فينا دماء البقاء، وإن اختلفت الأدوات، وحتى وان كان هناك نضال إعلامي أو دولي أو ميداني، تبقى صورة الوطن في واجهة كل الاجتهادات وأشكال العمل الوطني، وصولا الى الوحدة الوطنية، التي تجذِّر صمود الشعب الفلسطيني، وتحافظ على تاريخه ومستقبله، وتعتبر نضالا حقيقيا أمام كل محاولات الاحتلال لشق الصف الفلسطيني، ومن ورائه كل قوى الشر، التي تريد سلخنا عن جذورنا وإغراقنا في متاهات عميقة تبعدنا عن القدس والدولة والعودة والحقوق التاريخية.
ويبقى السؤال المشروع اليوم، هل تشمل انتخابات البلديات في الضفة الغربية وقطاع غزة، بوابة العبور إلى كل الانتخابات الأخرى، بما يحقق للشعب وحدته، وينتهي الانقسام، ويمسك الشعب بزمام المبادرة ويختار قياداته، وفي الحقيقة إن هذا الأمر يحتاج انخراط الشعب كله في العملية الديمقراطية التي تحافظ على القرار الوطني الفلسطيني وتخرجنا من مأزق السنوات الماضية الطويلة، ولنعيد قراءة معطيات مشروعنا الوطني الفلسطيني التحرري، ونستعيد قوتنا موحدين أمام العالم الذي يجب أن يقف مع حقوقنا لينتهي الاحتلال.
بقلم د.مازن صافي