موافقة حماس علي الانتخابات لم ولن يأتي بهذه السهوله الدراماتيكية كما يتصور أو يتخيل البعض بل أتى بعد دارسه مستفيضه تخلله الدهاء جراء سنوات الانقسام المرير فقامت حركة حماس بمفاجئة الجميع بموافقتها علي الانتخابات المحلية وإلقاء الكرة بملعب فتح من ناحية وملعب المجتمع الدولي من ناحية أخرى حيث تعي جيداً إن حركة فتح غير جاهزة علي الصعيد الأنى ولن تستطيع تطبيق أو تنفيذ أي قرار علي ارض الواقع حتي فعلياتها تستوجب بموافقتها في غزة تحديداً أما دولياً سيتضح للعالم بان حركة حماس أكثر برجماتية وتمارس الديمقراطية وإنها ليست باكية علي أي من الكراسي كما يتهمها خصومها فقد تكون المفاجئة التي لا يتوقعها أي احد بأن صانعي القرار قد يقدمون الفوز لحركة فتح علي طبق من ذهب لان فوز حركة فتح ستكون البلديات والحكومة كاملة تتبع السلطة وعليها تحمل مسؤولياتها كاملة دون نقصان أمام المجتمع المحلي والدولي وبالتالي سيتم إعفاء حركة حماس أمام المواطنين من أي انتقاد وفي حالة تغيرت المعادلة في اللحظة الأخيرة وتم فوز حركة حماس يعتبر استفتاء علي شعبيتها أمام المجتمع المحلي والإقليمي بأنها الأكثر شعبية وينبغي علي الجميع التعامل معها وفق القانون والأخلاق خاصة دعاة الديمقراطية لان الشعب هو مصدر الاختيار إذن الخلاصة حركة حماس الفائزة حتي لو خسرت في صندوق الاقتراع ذلك بإزاحة كل ما هو ملاقاة علي عاتقها وانتشالها من كل الأزمات التي تعرضت لها من خلال الحياة المعيشية التي يعيشها المواطن بسبب الحصار وأيضا ستفوز لو تحصلت علي أكثر الأصوات في صندوق الانتخابات لأنه سيعتبر استفتاء علي شعبيتها وعلي العالم احترام إرادة الشعب... فهذا تفكير بعقلية دهاء الواقع... اللهم اجمع شمل فلسطين وانتهى الانقسام البغيض.
بقلم/ د. هشام أبويونس