لم يعد محرما على السعوديين زيارة الكيان الإسرائيلي ولا التعامل مع المستوطنين الصهاينة ، زيارة أنور عشقي للكيان الإسرائيلي هي مضمون وذات مغزى للمؤتمرين العرب المنوي عقده في نواكشوط ، إن السعودية لم تعد تخجل بعلاقتها مع الكيان الإسرائيلي وهي تطبع مع الكيان الإسرائيلي وان إسرائيل حليف استراتيجي لإسرائيل وهي مغزى ومضمون الزيارة لتحذير مصر ودول عربيه أخرى لعدم معارضتها للسياسة السعودية بحربها على اليمن وصراعها مع سوريا وفي إعلانها وخطابها التطبيعي بالزيارة لأحد أعمدة النظام السعودي الجنرال أنور عشقي الموجه للدول العربية أن العدو الرئيس إيران وان حزب الله إرهابي وعدو إسرائيل عدونا .
هذه العناوين لمضمون ومغزى زيارة اللواء أنور عشقي
حاول الجنرال أنور عشقي إطفاء غطاء على زيارته للكيان الإسرائيلي باستغلال الفلسطينيين كغطاء وان الفلسطينيين بغالبيتهم هم براء من هذا الادعاء حيث ادعى عشقي انه لم يقم بزيارة الكيان الإسرائيلي بل ذهب إلى رام الله بدعوة من الفلسطينيين وانه اجتمع بأسر الشهداء وواساهم وانه حضر زفاف ابن المناضل المعتقل بالمؤبد مروان ألبرغوثي
هذه المبررات التي ساقها أنور عشقي لا تعفيه من جريمة التطبيع المجاني مع الكيان الإسرائيلي ولا تعفي الحكومة السعودية من التطبيع مع إسرائيل هذا التطبيع المجاني الذي يأتي تشجيعا لإسرائيل في إتمام مشروعها الاستيطاني والتهويدي وفي ظل الاعتداءات على المسجد الأقصى وتهويد القدس
فيما أكّدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، زيارة اللواء السعودي المتقاعد ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية أنور عشقي إلى إسرائيل، حيث يترأس وفدا من الأكاديميين ورجال الأعمال للقاء مسئولين إسرائيليين.
واعتبرت الصحيفة أنّ الزيارات التي يقوم بها عشقي ليست رسمية من الحكومة السعودية وأنه لا يشغل أي منصب رسمي، لكنّ السلطات السعودية لم تتنصل من زياراته العلنية السابقة، فضلاً عن تصريحاته في الإعلام، ولم تحاسبه على ذلك عندما عاد إلى بلاده، ما يؤكد حصوله على موافقة مسبقة.
وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّ الزيارة التي بدأت في بداية الأسبوع كانت حافلة باللقاءات مع المسئولين الإسرائيليين، وتهدف إلى تشجيع الحوار في إسرائيل على مبادرة السلام العربية المطروحة في العام 2002.
والتقى عشقي (72 عاماً) بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد ومنسق عمليات الحكومة في الأراضي المحتلة اللواء يوآف مردخاي. كما التقى الوفد السعودي مع مجموعة من أعضاء الكنيست، وفقاً للصحيفة.
وأشارت «هآرتس» إلى أنّ الزيارة ليست رسمية، وأنّ اللقاءات مع المسئولين الإسرائيليين لم تكن في مكتب حكومي، بل في فندق «الملك داود» في القدس المحتلة. ولكن على الرغم من ذلك التقى عشقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيره من كبار الشخصيات في الحكومة الفلسطينية في رام الله المحتلة.
والزيارة، ليست الأولى من نوعها، فقد زار عشقي، فلسطين المحتلة والتقى بمسئولين إسرائيليين مرات عدّة.
ويعتبر أنور عشقي، المستشار السابق لبندر بن سلطان، سمسار العلاقة بين الاحتلال والسعودية، ودعا مراراً إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه أشار في مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية في تشرين الأول الماضي إلى أنّ تطبيع العلاقة متوقف على موافقة الحكومة الإسرائيلية على مبادرة السلام العربية، مؤكداً أنّ بلاده سوف تبدأ على الفور في إنشاء سفارة لها في تل أبيب في حال وافقت إسرائيل.
ونشرت صحيفة هآرتز الإسرائيلية يوم أمس الجمعة ٢٢ يوليو ٢٠١٦م، خبراً بالصور عن زيارة قام بها الضابط السعودي المتقاعد أنور عشقي، المثير للجدل، على رأس وفد من الأكاديميين ورجال الأعمال السعوديين إلى إسرائيل. وتشير الصحيفة إلى أن أنور عشقي إجتمع بـ “دور قولد”، المدير العام للخارجية الإسرائيلية، واللواء موردخاي، المنسق لنشاطات الحكومة في الأقاليم، وتضيف الصحيفة، أن عشقي والوفد التقوا بمجموعة من أعضاء “الكنيست” (البرلمان الإسرائيلي). هذا الخبر، أثار سخط واستنكار المجتمع السعودي والخليجي والعربي. في الوقت ذاته، لم يصدر بيان رسمي من الخارجية السعودية يؤكد أو ينفي هذا الخبر. لكن يمكن وصف هذا الخبر مبدئياً، بأنه مقلق ومستفز ومخيب للآمال وله عواقب خطيرة ومدمرة.
المثير والمحير أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها لقاءات سعوديه إسرائيليه ، فقد جرت لقاءات بين مسئولين سعوديين وإسرائيليين في واشنطن وهناك تنسيق مع الإسرائيليين في مستجدات أحداث المنطقة وهناك مواقف تجمع بين السعوديين والإسرائيليين حول مجموعة قضايا تتصدرها إيران وسوريا واليمن وحزب الله .
السعودية في علاقاتها مع إسرائيل ليست وليدة اليوم لكنها تتطور وبسرعة غير متوقعه وفي ندوه لحزب التجمع في مصر بعنوان العلاقات السعودية الاسرائيليه مستمرة وعمليات التطبيع بعد انابوليس تزايدت بوتيرة خطيرة ، ونوهت عن ذلك في حينه ندوه عقدت بالتعاون بين مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة وحزب التجمع بالزقازيق بمحافظة الشرقية (مصر) وعقد الندوة بعنوان (العلاقات السعودية الإسرائيلية بعد أنابوليس) و تحدث في حينها نخبة من المفكرين والسياسيين وممثلي الأحزاب والنقابات المهنية المصرية، وأجمع فيها المشاركون على أن آل سعود بسياستهم وعلاقاتهم السرية المشبوهة مع الكيان الصهيوني يعدون التوأم السياسي لهذا الكيان في خدمة الإستراتيجية الأمريكية العدوانية على المنطقة وأنهم بصفقات السلاح التي لا تستخدم والتي وصلت فقط خلال عام 2007 حوالي 100 مليار دولار يقدمون شريان الحياة للاقتصاد الغربي الذي بدوره يقدم المعونات لهذا العدو الصهيوني.وكشف الخبراء في حينها عن معلومات خطيرة مفادها أن 15 شركة إسرائيلية تعمل في الرياض تحت أسماء أمريكية وهمية وقدموا للجمهور أسمائها الحقيقية.
العلاقة السعودية مع إسرائيل ليست جديدة أو وليدة اليوم وهي تجد مبررها اليوم لإعلانها للعلن ، والمثير والمحيّر في زيارة أنور عشقي والوفد المرافق له ، أنها ليست المرة الأولى التي يتم الإشارة فيها إلى لقاءات سعودية إسرائيلية، ومن أنور عشقي تحديداً، وقد سبق أن صدر عن الخارجية السعودية بيان بتاريخ ديسمبر ينص على “أن جمال خاشقجي ونواف عبيد وأنور عشقي، ليس لهم أي علاقة بأي جهة حكومية، ولا يعكسون وجهة نظر حكومة المملكة العربية السعودية، وأن أرائهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية” (المصدر: واس).
والسؤال الذي يطرح عن نفسه عن توقيت الزيارة وأهدافها ومضمونها وكيف ستبرر الخارجية السعودية اليوم عن زيارة أنور عشقي الأخيرة والوفد السعودي، وكيف سيتم تبرير دعوة أنور عشقي لمجموعة من الإسرائيليين لزيارة السعودية، حسب ما أوردت الصحيفة؟ الإشكالية التي ستقع فيها الخارجية السعودية، أن الصحيفة الإسرائيلية سببت للحكومة السعودية حرجاً كبيراً بنشرها الخبر، سواء أكدت الخارجية أو نفت علمها أو علاقتها بالزيارة. فإن كنت تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.
العلاقة السعودية مع إسرائيل هي من التعقيد والخطورة السياسية بحيث تحتاج إلى سنوات من التمهيد، حتى بعد إعلان إسرائيل قبولها للمبادرة العربية للسلام، وحتى، أيضاً، اكتمال تنفيذ كافة بنود المبادرة، وحتى ثالثاً، قبول كافة الفصائل الفلسطينية للتنفيذ الإسرائيلي. المواقف السياسية المعلنة للسعودية حول القضية الفلسطينية منذ قيام دولة إسرائيل، باتت من المبادئ والركائز الثابتة للسياسة الخارجية السعودية، التي قد تقبل المرونة الطفيفة في التنفيذ ولكن ليس في أصل المبادئ، وما طرح السعودية للمبادرة، إلا جزء من تلك المرونة بهدف إيجاد حل للقضية الفلسطينية. المعروف والمستغرب، أنه منذ إعلان المبادرة العربية للسلام في العام 2002 وحتى اليوم، لم تعلن إسرائيل تلميحاً أو تصريحاً قبولها للمبادرة جزئياً أو كلياً، بل على العكس تماماً. فقد قام إرييل شارون باجتياح الضفة الغربية وحاصر الشهيد ياسر عرفات لحظة إعلان المبادرة، وقبل أن يجف حبرها، وبعد ذلك استمرت إسرائيل في صلفها وتعنتها واستمرأت التهام كثير من الأراضي، وبناء المستوطنات، وشن حروب متعددة على الفلسطينيين، ناهيك عن حياكة وحبك المؤامرات في كافة أرجاء الوطن العربي، فما الذي حدث أو تغيّر من إسرائيل لكي ينطلق الضابط السعودي أنور عشقي في لقاءاته وزيارته؟
إن ما قام به أنور عشقي هو أخطر على السعودية من إجراءه حوار مع كافة من تعتبرهم السعودية رسميا اليوم خصومها السياسيين، أو الأمنيين المصنفين ضمن الإرهاب ويحظر التعامل أو التعاطف معهم. فإسرائيل دولة ولدت بإرهاب وولدت الإرهاب، ولذا فالعداوة معها في كفة، والحوثيين، والإيرانيين، والسوريين، وحزب الله اللبناني، وجماعة الأخوان المسلمين، والقاعدة، وداعش، مجتمعين في كفة أخرى، على الأقل في نظر المجتمع السعودي. إسرائيل هي العدو الذي سكنت كراهيته الوجدان والعقل العربي والسعودي قرابة (68 ) عاماً، منذ العام 1920 مروراً بالعام 1948 تاريخ اغتصاب فلسطين وإعلان الكيان الإسرائيلي مقام فلسطين إلى حرب 1967 ، تبعتها عشرات من الحروب التي قامت بها إسرائيل بعد ذلك وما نتج عنها من قتل في لبنان، وسوريا، والعراق، والضفة، وقطاع غزة. وأي تساهل تجاه إسرائيل هو تبسيط مخل لعلاقة خطرة ومعقدة. كما أنه بالرغم من كل هذا التاريخ الأسود لإسرائيل الذي يتذكره كل سعودي،وتاريخه ارض نجد والحجاز حيث حافظت المملكة على أثار بنو قريضه وبنو النظير وهدمت أثار ومعالم الخلفاء الراشدين
والسؤال المطروح اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى لسان كل الأحرار والمخلصين لفلسطين والقضية الفلسطينية ؟؟؟؟؟ ماذا يفعل أنور عشقي في إسرائيل؟ فهي خطوة غير موفقة، ومغامرة محفوفة بالمخاطر، وهي تشكل استفزاز للشعب السعودي ولأحرار السعودية وهم ليسوا بأقل خطر من الإرهاب نفسه لان إسرائيل بأعمالها وأفعالها واغتصابها لفلسطين والحقوق الوطنية الفلسطينية حاضنه للإرهاب ، ومكن خطورة الزيارة هو في المصون والمغزى إذا كانت هي رسالة السعودية للمجتمعين في قمة نواكشوط للتطبيع المجاني لإسرائيل دون إلزامها وإذعانها لتطبيق قرارات الأمم المتحدة وانسحابها من كافة الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس
لان ما ذكرته الصحف الاسرائيليه يحمل مخاطر التطبيع المجاني حيث ذكرت الصحف العبرية إن ممثلي الأحزاب الإسرائيلية الذين عرضوا على الجنرال السعودي السابق استقبالهم في السعودية لتطوير العلاقات بين الجانبين من أجل دفع العملية السلمية في المنطقة، وإكمال ما بدأ به الرئيس المصري الراحل أنور السادات .
المحامي علي ابوحبله