خلال الحرب اللبنانية اعتلت الطفلة المعجزة ريمي البندلي المسرح تغني " أعطونا الطفولة " ، وقف الحاضرون في تلك الأمسية يصفقون ، والدموع تملأهم ، لما حملته كلمات تلك الأغنية من معاني مؤثرة ، بقيت داخل القاعة من دون أن تترك أثرها في نفوس المتحاربين خارج القاعة .
وقبل عام وقفت الطفلة السورية البريئة " غنى بو حمدان " تغني ذات الأغنية " أعطونا الطفولة " المصلوبة في سورية على يد خلط غريب عجيب من شذاذ آفاق ديمقراطيات ذبح الأبرياء ونكاح السبايا . يومها وقف جمهور برنامج " THE VOICE KIDS " يصفق بحرارة وهو يبكي حال سورية وأهلها والطفولة الذبيحة فيها ، وأيضاً من دون أن تترك أثراً يُذكر . فاستمر القتل والذبح باسم الدين والحرية والديمقراطية ، وأخر ضحاياها الطفل الفلسطيني عبد الله العيسى ابن أل 12 ربيعاً ، من مخيم حندرات في حلب الشهيدة والشاهدة ، والذي ذبحته مجموعة إرهابية أسمت نفسها زوراً باسم " نور الدين الزنكي " ، على مرآى وسمع العالم أجمع ، من دون أن يتجاوز مشهد نحر الطفل العيسى عبارات الإدانة والتحسر والدموع والقلق .
إذا كانت سطور المقال لا تتسع شرحاً في الاستفاضة عما تعرض ويتعرض له أطفال فلسطين ، من عمليات القتل المتعمد ، ولكن الواجب يحتم القول ، أن الطفولة االفلسطينية اليوم كما بالأمسين القريب والبعيد ، هي لم تغب عن مسلسل الاستهداف المباشر على مدار عقود القضية . وتاريخ مطادرة تلك الطفولة البريئة سياقه طويل وشواهده كثيرة عبر شتى وسائل القتل ، بإطلاق النار العمد تارة ( محمد الدرة وفارس عودة ) ، أو الحرق تارة أخرى ( محمد أبو خضير ومحمد الدوابشة وأسرته ) ، أو القصف الجوي والبري والبحري أو الغرق في البحار بحثاً عن الأمن والأمان في دول تشكو هي بدورها ذاك الأمن والأمان .
يا تُرى لو سألنا ريمي البندلي وجنى بو حمدان ، بعد أن شاهدا ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله العيسى ، هل هما نادمتان أنهما غنتا " أعطونا الطفولة " . الجواب هناك في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا .
- رامز مصطفى -