لا شَكَّ بِأَنّهُ وَمُنْذُ أَنْ تَأَسَّسَتْ جَامِعَةُ الْأَزْهَرِ بِقرَارٍ من الرئيس الشهيد ياسر عرفات رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَقَدْ لعبَّتْ دَوْرَاً مهماً فِي إتَاحَة الْفُرْصَةِ لِلتَّعْلِيمِ الْجَامِعِيِّ لِلشَّبَابِ الْفِلَسْطِينِيِّ دَاخَلَ وَطَنهِ, بِالْإضَافَةِ الى تَلْبيَة اِحْتِيَاجَاتِ الْمُجْتَمَعِ الْفِلَسْطِينِيِّ مِنْ موَارد بَشَرِيَّةٍ مُؤَهِّلَةٍ فِي جَمِيع التَّخَصُّصَاتِ الْمُعَرَّفِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ, الا ان ما يَجْرِيَ الآن في جَامِعَةُ الْأَزْهَرِ مِنْ فسادٍ وافساد يَجْعَلُنَا في مَوْقِعِ المطالبة من السَّيِّدِ الرَّئِيس بِسَرِعَةِ التَّدَخُّلِ وتكليف مَجْلِسَ أمناءٍ جَدِيد ,مع ضرورة تشكيل لجَنَّةٍ لِمُتَابَعَةِ كافة الْقَرَارَاتُ الصَّادِرَةِ عن هذا المجلس والتحقيق فيها في ظل سياسة الْفسَادِ الْمُتَّبِعَةِ والإفساد مِنْ حَيْث عَدَم تَحْقِيق مَجْلِس امناء الْجَامِعَةَ لِأَهْدَافِ الْجَامِعَةِ, وَذَلِكَ مِنْ خِلَال الْاِنْحِرَافِ عَنِ الْاِسْتِجَابَةِ لِلتَّطَوُّرِ الْحضَارِيِّ وإهمال اعضاء هَذَا الْمَجْلِس ايضا الْاِهْتِمَامَ بِمُرْتَكِزَاتِ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ, وَمَا الرُّسُومُ وَالتَّعْيِينُ والاعفاءاتُ وَالتَّسْجِيلُ وَالْقَبُولُ ايضا, وَكَذَلِكَ التَّعْلِيمَ الْمُوَازِي الَا النِّقَاط الْأبرزَ فِي هَذَا الْاِنْحِرَاف والإهمال وَهَذَا الْفسَاد والإفساد.
صَحِيحٌ بِأَنَّ جَامِعَةَ الْأَزْهَرِ هِي جَامِعَةُ الْكَلّ الْفِلَسْطِينِيِّ, وَهِي عَرِيقَةُ بِعْلمِهَا وَبِعُلَمَائِهَا وَمُثَقِّفِيهَا ايضا, الًا أن حُبَّ الذات وَالتَّمَلُّكَ وَسِيَاسَة الْاِنْتِهَازِيَّةِ وَالتَّسَلُّقِ الَّتِي تُسَيْطُر وَلِلْأَسَفِ عَلَى ثَقَافَةِ شعبِنَا اِنْعَكَسْت عَلَى اداء الْجَامِعَةَ, فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَجبُّ فِيهِ اِنْعِكَاسَ اداء الْجَامِعَةَ وأهدافها عَلَى ثَقَافَةِ شعبنَا لِلرُّقِيِّ بِمُؤَسِّسَاتِهِ وَالنُّهُوضَ بِهِ, حَيْثُ مَرَّتْ الْجَامِعَةُ وَخَاصَّة مَعَ بِدَايَاتِ السُّلْطَةِ بِأَسْوَأِ مَرَاحِلِهَا مِنْ حَيْثُ اِنْضِمَامِ الْبَعْضِ الِيهَا دَرَّاسَةً وَعَمَلَاً بِاِسْمِ الْمُقَاوَمَةِ والأسر, وَبِاسِم الْجهَادِ ايضا مِمَّا ادى الى عَرْبَدَة السِّلَاَحِ الْفَصَائِلِيُّ وَالْعَائِلِيّ, لَيْسَ في ساحاتها فقط, وإنما في داخل اروقتها ايضا ,حيثُ ان هَؤُلَاءِ انفسهم هم من نقلوا الفساد فيما بعد ومارسوا الافساد الْمُنَظِّمَ الَّذِي نُعَيِّشُهُ اليوم نتيجة صمتٍ وتقاعسٍ من المجالس المتعاقبة لأمناء جامعة الازهر على ما كان يجري من فسادٍ وافساد ومن عربدة السلاح ,حيث ُ أصبح هؤلاء الطلاب هم من يمارسون الافساد اليوم بعد أن وصلوا لمواقع مُتَقَدِّمَةٍ, ليس في جامعة الأزهر فقط ,وانما في مواقع نفوذٍ اخرى ,وهم انفسهم من اوصلوا شعبنا بوعيٍ منهم او دون وعيٍ الى الإقتتال والإنقسام والى التخوين ودعوات الْاِسْتِئْصَالِ من أجل مطامع ليست بريئةً من مخططاتِ الاحتلال لِإِحْدَاثِ الْفَوْضَى واعاقة تطور المجتمع ووقف النهوضِ به عِلْمِيَّاً وَاِقْتِصَادِيَّاً.
ان مَجْلِسَ الأمناء يَحْتَاجُ لِأمنَاءٍ عَلَيهِ حقًّا, وهُنَا فاني أسْتُثْنِيَ الْبَعْضَ مِنهُمْ, لَيْسَ لِمُعَرَّفَتِي الشَّخْصِيَّةِ بِهُمْ فَقَطْ, بَلْ لِضَمِيرِهِمْ الَّذِي مَا زَالُوا يُحَافِظُونَ عَلَى وَجُودِهِ رَغْم مَا يَحِيط بِهم مِنْ فسَاد ,فاين مجلس الأمناء من حقيقة ما سَمِعْنَاهُ مِنْ قَرَارَاتٍ صَدَرْت عَنْ رئيس مجلس الأمناء مِنْ حَيْثُ التَّلَاعُبِ عَلَى وَتَرِ الصِّراعِ الدَّاخِلِيِّ الفتحاوي وَمُحَاوَلَة تَجْيِيرِ الْخِلَاَف لِصَالَحَ تَرْشِيحهُ الْمُسْتَقْبِلِيِّ وَمِنْ حَيْثُ نجَاحِهِ ايضا فِي اِسْتِخْدَامِ الْخِلَاَفَاتِ لِمَصْلَحَتِهِ بِشِرَاءِ ذِمَمِ الْبَعْضِ دُونَ أِدَّنَى اِعْتِبَارٍ لِلْوَطَنِ وَالتَّعْلِيمِ وَفَقَا لَمَّا جَاءَ فِي بَيَانَاتِ الْكَتَلِ الطَّلَاَّبِيَّةِ؟, وأين هُمْ بَاقَي مَجْلِس الأمناء عَنْ تَجَاوُزِ الْبَعْضِ قَانُون التَّسْجِيلِ إِلَى الدَّرَّاسَاتِ الْعُلْيَا مِنْ حَيْثُ الْحَاقِّ عددٍ مِنَ الطَّلَبَةِ وَالطَّالِبَاتِ لِبَرْنَامَجِ الْماجِسْتِيرِ بِمُعَدَّلٍ لَا يَتَجَاوَزُ الْخَمْسَيْن فِي اِمْتِحَانِ الْقَبُولِ الْكِتَابيِّ وَالشَّفَوِيِّ؟, وأين هُمْ أيضا مِنْ تَعْيِينِ أحَدِ أعضاء هَذَا الْمَجْلِسَ نَفْسهُ كَرَئِيسٍ لِلْكُلِّيَّةِ الْمُتَوَسِّطَةِ بِرَاتِبِ أَلِفِي دُولَارِ شَهْرياً أَوْ يزَيِّدُ فِي وَقْتٍ كَانَ فِيهِ قَدْ تُجَاوِزَ الْعُمرالْمَسْمُوح بِهِ قَانُونَاً بِثُمَانِ سنوَاتٍ وَفَقَا لَمَّا جَاءَ فِي اقوال اُحْد اعضاء الْهَيْئَةَ التَّدْرِيسِيَّةَ لِلْجَامِعَةِ نَفْسهَا, فَهَلْ يبَقَّى بَعْدَ هَذَا الْفسَاد وَالْإفْسَاد فِي الْجَامِعَةِ فسَاد؟، وَهَلْ بَقِّي فِي مِثْل هَؤُلَاءِ الْأمنَاء أَيُّ خَيْرٍ يُرْتَجَى لِهَذِهِ الْجَامِعَةَ مِنهُمْ, فَمنْ هُوَ الَّذِي يُحَدِّدُ مَعَايِيرَ الْاِنْتِسَابِ لِبَرْنَامَجِ الدَّرَّاسَاتِ الْعُلْيَا مِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ وَالْمُعَدَّلِ؟, وَمِنْ هُوَ الْمُكَلِّفُ بِمِنَحِ الْاِعْتِمَادِ ايضا لِبَرْنَامَجِ الْماجِسْتِيرِ؟, وَمَا هُوَ دَور الْهَيْئَةُ الْوَطَنِيَّةُ لِلْاِعْتِمَادِ وَالْجَوْدَةِ وَالنَّوْعِيَّةِ فِي وِزَارَةِ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ مِنَ اِخْتِرَاقِ تِلْكَ الْمَعَايِير؟.
وَفِي ظَلّ اِزْدِيَاد أَعَدَّادِ الطَّلَبَةِ الْمُلْتَحِقِينَ بِجَامِعَةِ الأزهر, وَفِي ظلِ الْحَاجَةِ ايضا إِلَى كادِرٍ أكَادِيمِيِّ وَإِدَارِيّ, فَمِنْ حقِنَا ان نَتَسَاءَلَ هُنَا عَن اجراءاتِ التَّعْيِينِ الْمُتَّبِعَةَ, فَهَلْ يَمر الطِّلَبُ الْوَظِيفِيُّ بِالْإعْلَاَنِ وَوُصُول هَذَا الإعلان الى أكْبَر شَرِيحَةٍ مِنَ الْمُسْتَهْدَفِينَ؟, وَهَلْ يَتَمُ تَشْكِيل لجنَّةِ لِلْمُقَابِلَاتِ، وَمِنْ ثُمَّ يَتَم الْاِتِّصَالُ عَلَى الشَّخْصِ الَّذِي وقَع عَلَيهِ الْاِخْتِيَار؟, وَهَلْ لِوِزَارَةِ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ حُضورٌ وَرَقَابَة عَلَى عَمَلِيَّةِ التَّعْيِينِ؟, وَهَلْ هِي مُشْرِفَةُ ايضا عَلَى مُقَابِلَات التَّعْيِينِ وَعَمَلِيَّة الْمُقَابِلَاتِ وَالْاِخْتِيَار لِإِجْرَاءَاتٍ تَضَمن تَكَافُؤِ الْفُرَصِ وَالْوُصُولِ إِلَى الأنسب؟, وَهَلْ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَمَّ تَعْيِينُهُمْ سوَاءً كَانُوا اكاديميين او اداريين وَحَتَّى عمالاً مِنْ حُقوقٍ لَا يَسْتَطِيعُ أحد الْمسَاسَ بِهَا؟, وهل الْعلَاَّقَةُ مَا بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَمَجْلِس الأمناء تَمْرٌ وَفَقَاً لِلْأُصولِ الْقَانُونِيَّةِ وَاللَّوَائِحِ التَّنْظِيمِيَّةِ لِمَجْلِس الْجَامِعَةِ, أم أن تَقْويمَ الأداءِ لهَؤُلَاءِ يَخْضَعُ لِلْمِزاجِيَّةِ وَالْمَحْسُوبِيَّةِ وَالشَّلَلِيَّةِ وَالْمَناطِقِيَّةِ؟.
أسئلةٌ كَثِيرَةٌ تَحْتَاجُ الى اجاباتٍ فِي ظلِّ حَالَة الْفسَاد الْإِدَارِيِّ وَالْمَالِيِّ المستشري الَّتِي تعَيِّشُهَا جَامِعَةُ الْأَزْهَرِ بِغَزَّة, وَهِيَ الْحَالَةُ نَفْسُهَا الَّتِي تَجْعَلُنَا فِي حَالَةِ وُقُوفٍ مَشْدُوهِينَ أمام مَا يجَرِّيَ مِنْ وَقَائِعٍ عاشهَا الْبَعْض فِيمَا سَمِعَهَا الْبَعْضُ الاخر، مِنْ حَيْثُ تَعْيِينِ عَدَدٍ مِنَ الْمُوَظِّفِينَ بِصُورَةٍ فَاضِحَةٍ وَوَاضِحَة تُزْيَل أَيٌّ لبسٍ أَوْ غُمُوض عَنْ فسَادِ مَجْلِسِ الْجَامِعَةِ وَعَدَم اِعْتِمَادِ مَعَايِير التَّعْيِينِ وَتجاوز شُرُوطِهَا فِي الْوَقْتِ الَّذِي يُعْلِنُونَ فِيهِ عَنْ عَدَمِ الْحَاجَةِ لِمُوَظِّفِينَ جُدد وَوُجُود تَضَخُّمٍ فِي أَعَدَّادِ الْعَامِلِينَ, وَبِأَنَّ الْجَامِعَةَ تُعَيِّشُ حَالَةٍ مِنَ الْبِطَالَةِ الْمُقَنَّعَةِ, حَيْثُ نرى بَأنَ عَمَلِيَّةَ التَّوْظِيفِ فِي جَامِعَةِ الازهر تَتِمُّ اِعْتِمَادًا عَلَى تَقَاسُمِ الْحِصَصِ فِي التَّوْظِيفِ و الْاِمْتِيَازَاتِ فِيمَا بَيْنَ مَجْلِسِ الأمناء وَفَقَاً لَمَّا جَاءَ فِي بَيَانَاتِ الْكَتَلِ الطَّلَاَّبِيَّةِ, وَوَفَّقَاً لَمَّا جَاءَ ايضا مِنَ اِحْتِجَاجَاتِ الْعَامِلِينَ بِجَامِعَةِ الْأَزْهَرِ لَمَّا وَصَفُّوهُ " بالتَّجَاوُزَاتُ الصَّارِخَةُ " الَّتِي قَامَتْ بِهَا إِدَارَةُ الْجَامِعَةِ وَمَجْلِس الْأمنَاءِ، مُؤَكِّدِينَ أن إِدَارَة الْجَامِعَةِ قَامَتْ بِتَعْيِينِ عَدَدِ مِنَ الْعَامِلِينَ دُونَ إِخْضَاعِهِمْ لِلْاِختبَارَاتِ، أَوْ أية إِجْرَاءَاتٍ حَسْب النّظَامِ الْمَعْمُولِ بِهِ, حَيْثُ أَكَدِّ بَيَانُ الْعَامِلِينَ فِي جَامِعَةِ الأزهر أُنَّ أَسَمَاءَ الْمُوَظِّفِينَ الْجُددَ هُمْ أقربَاءٌ أَوْ أَبِنَاءٌ لِأَعْضَاءِ مَجْلِسِ الْأمنَاءِ فِي الْجَامِعَةِ، فِي إشَارَةٍ لِلْمَحْسُوبِيَّةِ وَعَدَم الشَّفَافِيَّةِ الَّتِي لَمْ يَتْبَعْهَا مَجْلِسُ الْأمنَاءِ.
أما عَنْ مفْتَاح الْقَبُولِ الى الْجَامِعَةَ وَمَا يَصْدِرُ مِنَ اِشْتِرَاطَاتِ الْاِنْتِسَابِ الِيهَا, فَمَا هِي الْقَاعِدَةُ الَّتِي يَسْتَنِدُونَ الِيهَا فِي تَحْدِيدِ مفْتَاحِ الْقَبُول؟, وَمِنْ هُمْ الَّذِينَ يَتَحَكَّمُونَ بِوَضْعِ تِلْكَ الْاِشْتِرَاطَات؟, فاذا مَا كَانَ الْقَانُونُ الَّذِي هُوَ مَا نَسْتَنِدُ اليه قَدْ نَصَّ عَلَى أَنَّ " التَّعْلِيمَ الْعَالِيَّ حَق لِكُلّ مُوَاطِنٍ تَتَوَافَرُ فِيهِ الشُّرُوطَ الْعِلْمِيَّةَ وَالْمَوْضُوعِيَّةَ", وَأَنَّ الْحقَّ فِي التَّعْلِيمِ مِنَ الْحُقوقِ الْأَسَاسِيَّةِ الَّتِي كَفِلَتْهَا جَمِيعَ الْمَوَاثِيقِ وَالْمُعَاهَدَاتِ الدَّوْلِيَّةِ وَالْإقْلِيميَّةِ وَالْإعْلَاَن الْعَالَمِيّ لِحُقوقِ الْإِنْسَانِ مِنْ حَيْثُ أن التَّعْلِيمَ حُقٌّ لِكُلّ شَخْصٍ وَوُجُوب الْقَضَاءِ عَلَى جَمِيعَ أَشكَالِ التَّمْييزِ ضدَّ الْمَرْأَةِ مَع كَفَالَةِ حُقوقٍ مُتَسَاوِيَةٍ ما بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ فِي مَيْدَانِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ مِنْ أَجْلِ ضَمَانِ النَّزَاهَةِ وَالشَّفَافِيَّةِ فِي تَحْقِيقِ الْمُسَاوَاةِ ,حَيْثُ أُوَجَّبَ الْقَانُونُ بِضَرُورَةِ اِتِّخَاذِ الدُّوَلِ جَمِيع التَّدَابِيرِ اللَّاَزِمَةِ بِمَا فِيهَا الشُرُوط المُتَسَاوِيَةِ فِي الْاِلْتِحَاقِ بِالدَّرَّاسَاتِ وَالْحُصُول عَلَى الدَّرَجَاتِ الْعِلْمِيَّةَ, فَهَلْ التَّمْييزُ مَا بَيْنَ مُعَدَّلِ الطَّالِبَاتِ وَالطُّلَاَّبِ مِنْ حَيْثِ اِخْتِلَاَف مِفْتَاح الْقَبُولِ عَلَى أساس الْجِنْس يَتَوَافَقُ مَعَ مَا نَصَت عَلَيهِ الْقَوَانِينُ؟, وَهَلْ التَّعْلِيمُ الْمُوَازِي يَنْدَرِجُ تَحْتَ هَذَا الْقَانُون وَتِلْكَ الشُّرُوطَ ايضا؟, فاذا مَا كَانَ نَفْيُّ الْجَامِعَةِ لِذَلِكَ ,فَلِمَاذَا يَتَمُ التَّمْييزُ مَا بَيْنَ طَالِبٍ واخرَ اِسْتِنَادًا لِوَضْعِهِ الْمَادِيِّ فَقِيراً وَغَنِيّاً, وَمَا بَيْنَ ذَكَرٍ وانثى؟, فَهَلْ اتاحة الْفُرْصَةِ لِلْأَغْنِيَاءِ وَمِنّ غَيْر الْحَاصِلِينَ عَلَى عَلَاَمَاتٍ جَيِّدَةٍ، او عَلَى الأقل لَمْ يَتَحَصَّلُوا عَلَى شَرْطَ الْقَبُولِ يَتَوَافَقُ مَعَ الْقَوَانِينِ الْمَنْصُوصِ عَلَيهَا؟, وَهَلْ هَذَا التَّعْلِيم الْمُوَازِي مُحَدَّدٌ بِأَنْظِمَةٍ تُصَادِقُ عَلَيهَا الْوِزَارَةُ وَمَعَايِير تَسْتَنِد عَلَيهَا الْجَامِعَةُ وَفَقَا لِلْقَانُون الأساسي؟, أم أن هَذا التَّعْلِيمَ جَاءَ وَفَقَاً لَمَّا يَرْتَئِيهِ مَجْلِسُ امناء الْجَامِعَة وَبَعيدًا عَنْ إِشْرَاف الْوِزَارَةِ لَمَّا فِيهِ مِنَ اِخْتِلَاَفٍ وَتَعَارُض مَعَ أَنظمةِ التَّرْخِيصِ وَالْاِعْتِمَاد؟, وَمَا هِي النِّسْبَةُ الْمُحَدِّدَةُ لِهَذَا التَّعْلِيم رَغَمَ عَدَم قَانُونِيَّتِهِ وَشَذُوذِهِ اخلاقياً وَقَانُونِيَّاً وَوَطَنِيَّاً, فَلِمَاذَا قرر مَجْلِسُ امناء الْجَامِعَة أن يَكُونَ نِسْبَةُ التَّعْلِيمِ الْمُوَازِي لِهَدَّا الْعَام بِمَا يُقَارِبُ 25 % فِي حِين أنْهَم أنهوا الْعَمَلَ بِهِ عَام 2014؟.
ان الْهَدَفَ مِنَ التَّعْلِيمِ الْمُوَازِي هُوَ تَحْقِيقُ الرِّبْحِ عَلَى قَاعِدَةِ التِّجَارَةِ وَالْاِسْتِثْمَار، وَلَيْسَ كَمَا يُبَرِّرُ مَجْلِسُ امناء الْجَامِعَةِ عَلَى أنْه جَاءَ لِإعْطَاءِ الطَّلَبَةِ فُرْصَةٍ لِلتَّعْلِيمِ فِي الْجَامِعَاتِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ بَدَلًا مِنَ الْخَارِج ,فَهَذِهِ تَبْرِيرَاتٌ وَقِحَةُ وَدَنيئةُ يُحَاوِلُونَ اِسْتِخْدَامهَا لِتَمْريرِ فسَادِهِمْ وَتَحْقِيق مُكْتَسِبَاتِهِمْ فَعَلَى وِزَارَةِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ ,وَعَلَى السَّيِّدِ الْوَزِيرِ صَبِرَي صيدم الَان, وَلَيْسَ غَدَا وَقْفٌ مَا يُسْمَى التَّعْلِيمُ الْمُوَازِي فِي جَامِعَةِ الأزهر لِمَا يُسْهِمُ هَذَا النَّوْعَ مِنَ التَّعْلِيمِ فِي تَقْسِيمِ الْمُجْتَمَعِ مَا بَيْنَ " غَنِيٍّ وَفَقِيرٍ", وَمِنْ عَوْدَةِ لِلطَّبَقِيَّةِ والإقطاعية الَّتِي تُحَطِّمُ الْعَدَالَةَ الْاِجْتِمَاعِيَّةُ وَتَدْمُرُ نِظَامَ التَّعْلِيمِ فِي فِلَسْطِين, فَالْغنِيُّ يَمْتَلِكُ الْفُرْصَةَ، وَالْفَقِيرُ لَا يَمْتَلِكُهَا, وَهَذَا مَا يَتَعَارَضُ مَعَ الْقَانُونِ وَتَنْفِيذِهِ مِنْ حَيْثُ الْاِزْدِوَاجِيَّةِ فِي التَّعَامُلِ مَا بَيْنَ طَالِبٍ وَطَالِبَةٍ وَمَا بَيْنَ فَقِيرٍ وَغَنِيٍّ, وَهُنَا يَتَبَادَرُ الي ذِهْنَيْ أسئلة اِلْتَقَطَتْهَا مِنْ طَلِبَةٍ تَقَدَّمُوا لمقابلة لَجْنَة الْقَبُولِ لدَرَّاسَة الطُّبِّ, حَيْثُ وَجَدَّتْ فِيهُمْ الْحَيْرَةَ بِسَبَبِ اجراءاتِ الْقبُول وَالَّتِي لَا تَرْقَى لِمُعَامَلَةِ كُلِّيَّةٍ رَاقِيَةٍ لِطُلَاَّبٍ يَشْكُلُونَ عُنْوَانَا لِشَبَابِ فِلَسْطِين تَمَيُّزَاً وَتَفَوُّقَاً ألَا وَهِي مِنْ يُحَدِّدُ نِسْبَةَ الْمَقْبُولِينَ فِي التَّعْلِيمِ الْمُوَازِي؟, وأيِن موقع مَجْلِسُ الامناء مِنْ تَحْدِيدِ هذه النِّسْبَةَ؟, وأيِن وِزَارَةُ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ مِنْ ذَلِكَ ؟,وان عَلَى وِزَارَةِ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ أُن تَقَوُّم بِدَوْرِهَا تجَاهَ الْمُؤَسِّسَاتِ التَّعْلِيمِيَّةِ فِي فِلَسْطِين، وَيَجِبُ الْعَمَلُ عَلَى إنْهَاءِ تَفَرُّدِ قِلَّةٍ بِحُقوقِ كَثْرَةٍ، وإلا فَلَنْ يَصْطَلِحَ حَالُ التَّعْلِيمِ لأنَ مَا صَدَّرَ مِنْ كَشَوْفَاتٍ عَنْ كُلِّيَّةِ الطِّبِّ يُنَافِي الْوَاقِعُ الْفِلَسْطِينِيُّ وَالْوَاقِعُ الْعَالَمِيُّ بِشَكْلٍ عَام.
ان مَا صَدَرَ عَنْ كُلِّيَّةِ الطِّبِّ مِنْ حَيْثِ تَحْدِيدِ الْمَقَاعِد الْعَادِيَةِ وَاِرْتِفَاع نِسْبَةِ الْمَقَاعِدِ الْمُوَازِيَةِ يَتَعَارَضُ مَعَ الْحَقِّ بِالتَّعْلِيمِ كَحقِّ مِنْ حُقوقِ الْإِنْسَانِ، وَيَتَعَارَضُ مَعَ مَوَاثِيقَ دَوْلِيَّةٍ تَنصُّ عَلَى تَوْفِيرِ فُرْصَةٍ مُتَسَاوِيَةٍ وَمُتَكَافِئَةٍ لِكُلُّ الْأَفْرَادِ بِالْحُصُولِ عَلَى التَّعْلِيم, فَهَلْ التَّمْييزُ مَا بَيْنَ الطُّلَاَّبِ عَلَى اساس الْجِنْس يَتَوَافَقُ مَعَ الْقَانُون؟, وَهَلْ اعطاء فُرْصَة لِطَالِبِ أهْلُهُ يَمْتَلِكُونَ الْمَالَ وَحِرْمَانَ لِآخر لَا يَمْتَلِكُونَ الْمَالَ جَاءَ مُتَوَافِقًا ايضا مَعَ الْقَوَانِينِ الَّتِي تَتَغَنَّى بِهَا جَامِعَةُ الأزهر؟, فَالْمَالُ يا سَادةُ لَا يَخْلَقُ الْعِلْمَ وَخَاصَّةُ اذا مَا كَانَ مَصْدَرٌ هَذَا الْمَالَ بِيَعَ ارضٍ اِمْتَلَكُوهَا بِقَرَارٍ انجليزي لِقَاءَ خِيَانَةَ اجدادهم لقضية الشعبِ, وامَا مِنْحَة ًلِقَاءَ كَاسٍ مِنَ الشَّاي تَنَاوَلَهُ مُوَظِّفٌ فِي الادارة الْمُصِرِّيَّةَ مَا بَيْنَ رُبوعٍ خَضْرَاءَ بِوُجُودِ وَجِهٍ حَسَن.
نَعَم عَلَينَا أن نَعْتَرِفَ بَانَ جَامِعَةَ الأزهر هِي جَامِعَةُ لِلْكَلِّ الْفِلَسْطِينِيِّ ,وَهِي نَمُوذَجٌ مُصَغَّرٌ لِمُجْتَمَعِ يَضُمُّ الْفِئَاتِ وَالطَّبَقَاتِ وَالشّرَائحِ لِشَعَبَنَا الْفِلَسْطِينِيِّ كافةً , وَلَكُنَّ عَلَينَا ان نَعْتَرِفَ ايضا بَانَ جَامِعَةً كَهَذِهِ هِي الأكثرُ عُرْضَةً لِلْفسَادِ والافساد لِأَنّهَا اِنْعِكَاسٌ لِمُجْتَمَعِ يَرْفِضُ اِعْتِمَادَ سِيَاسَة فِلَسْطِينِيَّةِ خَاصَّة, بَلْ التَّبِعِيَّةَ لِلْغِيَرِ, لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى مُسْتَوَى الْقِيَادَةِ الْعُلْيَا او الْحِزْبِ وَالتَّنْظِيمِ فَقَطْ, بَلْ وَحَتَّى عَلَى مُسْتَوَى الْمُؤَسَّسَةِ وَالْكادِرِ وَالْعُنْصُرِ, حَيْثُ ان هَؤُلَاءِ جَمِيعًا يَتَسَابَقُونَ فِي تَنْفِيذ سِيَاسَة الْغِيَرِ وَتَمْرير أجنداتهم كَلاً حَسْبَ موقِّعِهِ وَصِفَتِهِ, وَهُنَا لَا بُد مِنَ الْقَانُونِ وَالرَّقَابَةِ والاشراف مَعَ الْحزُمِ وَالصَّرَامَةِ لِكُلِّ مَا يُخَالِفُ الانظمة وَاللَّوَائِحَ وَمَنْ اولويات ذَلِكَ إِنْشَاء مركَّز لِلْجَوْدَةِ الْإِدَارِيَّةِ فِي كُلُّ جَامِعَة بِغَرَضِ تَوْعِيَة كَافَّةِ الْمُوَظِّفِينَ بِمَعَايِيرِ النَّزَاهَةِ وَالشَّفَافِيَّةِ وَتَدْرِيبِهِمْ عَلَى أَنظمةِ الْمُسَاءلَةِ، وَكَيْفِيَّة التَّعَامُلِ مَعَ الْجُمْهُورِ بِصُورَةٍ حَضارِيَّةٍ تَعْكِسَ صُورَة جَامِعَة الأزهر كَصَرْحِ أكَادِيمِيّ انشأه الرَّئِيسُ الرَّاحِلُ لِأَهْدَافٍ وَطَنِيَّة عَلَينَا جَمِيعًا ان نَسْعَى لِتَحْقِيقِهَا, مَعَ ضَرُورَة مُرَاجَعَة وِزَارَة التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ وَتَدْقيقَيْهَا لِأَنْظِمَةِ الْقَبُولِ وَالْمِنَحِ الطَّلَاَّبِيَّةِ وَالرُّسُومِ الْجَامِعِيَّةِ بِغَرَضِ ضَمَانِ نَزَاهَتِهَا مع تَحْدِيثِ وَتَطْوِيرِ قَانُونِ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ وَالْإِشْرَاف الْكَامِلِ وَالشَّامِلِ عَلَى عَمَلِ مُؤَسِّسَاتِ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ ,الْمُؤَسِّسَاتِ الْعَامَّةِ منها وَالْخَاصَّةِ وبِمَا يُضْمَنْ الْعَمَلُ عَلَى تَفْعِيلِ دُورِ " مَجْلِس التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ " أَوْ إِنْشَاءَ " الْمَجْلِسَ الْأعْلَى لِلْجَامِعَاتِ " بِحَيْثُ يَتَمِ وَضْعِ السِّيَاسَاتِ الْعُلْيَا مِنْ قَبْلَ كِفَاءَاتٍ وَطَنِيَّةٍ مُقْتَدِرَةٍ، وَذَلِكَ لِتَحْقِيقِ النُّهُوضِ بِوَاقِعِ التَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ فِي فِلَسْطِين.
نِدَائِيِّ الى السَّيِّد الرَّئِيس مَحْمُود عبَاسِ وَالَى السَّيِّدُ وَزِيرُ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ الْعَالِيِّ وصرختي لهُمَا بِاِسْمِ كُلُّ وَطُنِّيُّ غَيُورِ يَسْعَى الى حِفْظ مَوْرُوثُنَا الْوَطَنِيِّ وَتَطْوِيرِ مُؤَسِّسَاتِنَا وَالرُّقِيَّ بِهَا لِلنُّهُوضِ بِشِعْبِنَا نَحْوِ دَوْلَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ أن أوقفوا سِيَاسَة تَدْويرِ الْمَنَاصِبِ لَانَ مِثْل هَذِهِ السِّيَاسَةَ هِي مِنْ جَعَلْتِ عَلَى رَأسَ مَجْلِسُ امناء الْجَامِعَةَ مِمَّنْ جَرَّبْنَاهُمْ وَلَا يُصَلِّحُونَ الَا عَنَاوِين فسَادٍ وَإفْسَاد؟!", كَمَا عَلَيكُمْ الْعَمَلَ عَلَى ايقاف كُلُّ مِنْ يَبِثَّ سُمُومَ فسَادِهِ, وَأَنْ أَعَيَّدُوا النَّظَرَ فِي عُضْوِيَّةِ مَجْلِسِ أمنَاءِ جَامِعَةِ الازهر الَّذِي لَمْ نرى مِنَ اعضاءه الَا فسَادُ ومحاصصة, وَمِنْ تَوْزِيعِ لِلْمَغَانِمِ وَالْحِصَصِ كَمَا لَمْ نرى مِنَ اخرين الَا الصُّمَتِ الْمُطْبِقِ عَلَى كُلَّ مَا يجَرِّي فِي الْجَامِعَةِ مِنْ فَسَادٍ وافساد, وَمَا التَّعْلِيمُ الْمُوَازِي الا اُحْدُ أسْبَابِ هَذَا الْفسَادَ مِمَّا يَعْكِسَ ذَلِكَ بِصُورَةِ سَلْبِيَّةٍ, لَيْسَ عَلَى حَاضِرِ و مُسْتَقْبِل جَامِعَةُ الازهر فَقَطْ, بَلْ وَحَتَّى عَلَى مُسْتَوَى الْعَدَالَةِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ وَنظَام التَّعْلِيمِ فِي فِلَسْطِين بِفِعْلِ مَا يُمَارِسُ فِي جَامِعَةِ الازهر مِنْ فسَادٍ وافساد.
ماجد هديب
كاتب وباحث فلسطيني