سخونة التحضير لانتخابات البلدية والمواطن لازال في الثلاجة

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

حُسم مبدأ إجراء الانتخابات البلدية في موعد قريب ، بعد غياب العملية الديموقراطية قصرا عن الساحة الفلسطينية ، بسبب ظروف ذاتية وموضوعية ، وبالفعل تم إقرار مجلس الوزراء ولجنة الانتخابات المركزية التمويل اللازم لها، ما لم تطرأ لاحقا مفاجآت غير محسوبة، تجري حمى هذه الاستعدادات بشكل واضح ، وبدأت الشعارات تكتب على الجدران وهاشتجات الفيس بوك بدأت تلمح الى شعارات حزبية يتبارى فيها الكل لإثبات انه الافضل ، وما الشعار المعروض بحجم كبير في ميدان النصيرات الذى يحمل كلمات لها مغازي واضحة ( وين كنا وكيف صرنا) إلا دليل على صحة زعمنا ،

ورغم تلك البداية الساخنة الا اننا نلاحظ ان المواطن الذى اكتوى من سخونة الانقسام وايام الحرب لا يزال في «الثلاجة» برغم حرارة المناورات المتبادلة بين الفصائل .

من الملاحظ ان عند كل محطة أو استحقاق، تتلاشى شعارات النقد الذاتى بشكل عملي ويتلاشى تقييم الاخطاء السابقة للحيلولة دون الرجوع اليها ، ونلاحظ ان كل الشعارات والوعود التي تقدم او يوعد بها المواطن غالبا ما تبدو اقرب الى «حبوب المسكنات» منها الى الحلول الطويلة المدى.

وكل ما يخشاه المواطن المهمش اصلا طوال سنوات العجاف السابقة ، ان وفي هذه المرة تكفل «ثقاب» تشكيلات القوائم على أساس حزبي او عائلي او قبلي سيشعل حريقا جديدا في العلاقة المتأرجحة بين المواطن المركون على خط الزاوية، وتلك التشكيلات المفروضة عليه غير الملبية لطموحاته وصبرة الطويل ، وباعتقادنا ان هذا الغضب وعدم الرضا سيتمدد سريعا في اتجاه الامل لانتخابات أخرى، فكيف إذا كانت القلوب ملآنة اصلا، بفعل الحسابات والعواطف المتعارضة.

وما يزيد الموقف تعقيدا وخطورة هو اتساع حجم الاشتباك في المواقف والمصالح السياسية والانتقال من سقف الاصطفاف السياسي المفروض ان نسير ورائه في المرحلة الراهنة ، الى سقف الاصطفاف الحزبي الحاد مع دخول احزاب وقوى سياسية مارست دروب التهميش الوظيفي والإنمائي على مدى السنين السابقة .

تأسيسا لما سبق :

نرى انه دون الرجوع الى القاعدة الجماهيرية وملامسة حاجاتهم ولاسيما المواطن الذى عاني من دروب الاضطهاد والتهميش والاقصاء ، المواطن الذى صبر علي الحرمان وقهر الفقر والبطالة وانعدام ابسط مقومات الحاجات الضرورية للبقاء على قيد الحياة بكرمة ، ستون النتيجة الوصول الى عالم البلديات الهشة والهزيلة التي تقف على تفريخ «صوص ونقطة هذا بدوره يكفي لاندلاع صراع من تراث الماضي الاسود ، تُستخدم فيه كل أنواع الاسلحة الكلامية القذرة والمزايدات اللعينة التي ترجعنا الى مربع الوحل الاول.

بقلم/ د. ناصر اليافاوي