بعد غياب عشرة سنوات عن الساحة الديمقراطية وغياب المواطن الفلسطيني عن خشبة المسرح السياسي تفتح الستار من جديد ولكن هذه المرة على إنتخابات الهيئات المحلية التي لا تغني من جوع . أخشى ما أخشاه أن تكون هذه الإنتخابات عبارة عن جس نبض للشارع الفلسطيني من بعض الفصائل محاولة منها لمعرفة قوة القاعدة الجماهيرية لها وفي هذه الحالة تكون النتائج سلبية وليس لصالح المواطن الفلسطيني . وفي حال خسارة أي طرف في إنتخابات الهيئات المحلية سوف تؤدي هذه الخسارة الى هروب الطرف الخاسر من المواجهة الكبيرة وهي "الإنتخابات التشريعية والرئاسية " . بعد الإعلان عن الإنتخابات المحلية عمت الفرحة في الشارع الفلسطيني رغم أنها لا تحقق إلا جزء بسيط من طموحاته وذلك نظرا لقضاء سنوات طويلة من حرمان الإختيار الديمقراطي . إنقسمت طموحات المواطن الفلسطيني الى قسمين فمنهم من يريد الرجل المناسب لتحقيق أهداف خدماتية كما في طبيعة الحال ومنهم من يريد إختيار الرجل الذي يمثل تياره السياسي وإنتمائه التنظيمي . من الطبيعي أن ينتقل الصراع السياسي بين التنظيمات السياسية الى جميع أطياف الشارع الفلسطيني وذلك في سياق الشراكة في الإنتخابات لأنها هي الفرصة الوحيدة التي تتيح للمواطن البسيط أن يكون شريكا في أتخاذ القرار من خلال الرجل الذي يمثله أو التيار السياسي الذي يمثله .
وهناك مخاوف أيضا تختلف عن ما ذكرت في السابق وهي أن تكون الإنتخابات المحلية إمتصاص للغضب المكبوت للشارع الفلسطيني ليس أكثر وفي هذه الحالة قد تكون الإنتخابات المحلية بديل عن الحق المشروع للجميع وهي الإنتخابات العامة التي طال إنتظارها من المواطن البسيط في ظل معانات كبيرة وفراغ سياسي يعاني منه الجميع .
من الجميل أن يشعر المواطن البسيط بفرحة الإنتخابات لأنها بالنسبة له قد تحقق جزء بسيط من طموحاته ولكن من الأجمل أن لا ينسى حقه المشروع في تحقيق طموحاته كامله وتحديد هويته وإستقراره ومستقبل أبنائه وذلك من خلال الإنتخابات الرئاسية والتشريعية .
أشرف صالح