عريقات: "لعب" نتنياهو على وتر تفضيل المبادرة المصرية "رخيص وخبيث"

اعتبر امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ان محاولة " لعب" رئيس الوزراء الإسرائيلي على وتر تفضيل "المبادرة المصرية" على " المبادرة الفرنسية" أسلوب "رخيص وخبيث" يسعى من خلاله بنيامين نتنياهو الى افشال الجهد الدولي لاحياء عملية السلام على أساس إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.

وقال عريقات في مقابلة عبر قناة تلفزيون" فلسطين" الرسمية ان "نتنياهو لا يؤمن بخيار حل الدولتين وهو يرى في العرب اقلية محترمة (كما كان يقول والده) يجب ان نعطيها حقوقها(..) مع إبقاء الوضع القائم على ما هو عليه ".

وشدد عريقات قائلا " نحن لم نولد على هذه الأرض الا لاعادة دولة فلسطين على الخارطة العالمية، والمبادرة الفرنسية تسعى الى تطبيق حل الدولتين، بعد الفشل الدولي طوال الفترة الماضية باقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".

وقال عريقات " في الاساس لا يوجد هناك مبادرة مصرية، والقاهرة تحركت باتفاق تام مع القيادة الفلسطينية بناء على تفاهمات عربية (..) وعندما جاء وزير الخارجية المصري سامح شكري الى إسرائيل مؤخرا اكد اثناء اللقاء مع نتنياهو على ان، (اقامة دولة فلسطين على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هو نقطة ارتكاز امن المنطقة)، وطلب شكري استئناف المفاوضات على هذا الأساس".

وجدد عريقات التأكيد على ان استئناف المفاوضات (الفلسطينية – الإسرائيلية) لاحياء عملية السلام، لا يمكن ان يتم الا بناء على ما سبق وهناك دعم عربي كامل للموقف الفلسطيني، وقال " هذه الحكومة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو تريد ان تقول للعالم ان الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ليس شريك ويجب التخلص منه، نتنياهو يريد بقاء الوضع على ما هو عليه من خلال الحديث عن حسن نوايا، نحن لا نريد حسن نوايا ونريد وقف الاستيطان والالتزام بالاتفاقيات الموقعة".

وقال " وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية والالتزام بالاتفاقيات الموقعة والافراج عن الاسرى (ما قبل اسلوا) والاعتراف بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 هو الأساس لاستئناف المفاوضات، ولذلك نسعى لتنظيم المؤتمر الدولي برعاية فرنسية لتطبيق هذا الخيار."

وحول إمكانية تغيب إسرائيل عن حضور المؤتمر الدولي لإنهاء الصراع (الفلسطيني – الإسرائيلي) والذي سيعقد في بداية ديسمبر المقبل برعاية فرنسية، قال عريقات " هنا يجب على العالم ان يبادر الى الاعتراف بفلسطين المعترف بها كدولة في الأمم المتحدة، واذا حضرت اسرائيل عليها الالتزام بتطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة (..)ولا معنى لاي عملية سلام بدون سقف زمني للمفاوضات وسقف اخر للتنفيذ واطار دولي جديد لمتابعة التنفيذ."

وعن تعارض تقديم مشروع (فلسطيني - عربي) ضد الاستيطان في مجلس الامن الدولي مع المبادرة الفرنسية لاحياء عملية السلام، قال عريقات " هدفنا مع فرنسا والعالم هو انعقاد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات لتطبيق حل الدولتين على حدود 67، والذهاب لمجلس الامن حول الاستيطان من خلال اللجنة العربية يساعد على ذلك" وقال " لا تناقض بين المشروع الذي تعمل عليه اللجنة الرباعية العربية بمجلس الامن والمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي."

وحول التحرك الفلسطيني لمقاضاة إسرائيل في المحكمة "الجنائية" الدولية ومقاضاة بريطانيا لإصدارها وعد بلفور، قال عريقات :"  نحن لا ننكر وجود اسرائيل ، ولا نحاول محاكمة احد، بل نحاول الدفاع عن شعبنا، امام نظام عنصري ، ما قمنا به في الجنائية الدولية خلال عام ونصف العام عزز هذه القضية والعمل يحتاج الى وقت".

وأوضح عريقات بان العمل لمقاضاة بريطانيا على اصدار وعد بلفور لمنح اليهود وطن قومي على ارض (فلسطين التاريخية) يحتاج الى جهد كبير ومساعدة قانونية على مستوى العالم، وهناك تجربة خاضتها كينيا لمقاضاة بريطانيا وهي مثال جيد بالنسبة لنا ، " وقال" فريق دولي يعمل لنصل الى محكمة العدل الدولية، لاحقاق حقوقنا ونقول للعالم.. لماذا ترفض بريطانيا الاعتراف بفلسطين؟

وقال "عنوان المبادرة الفرنسية والتحرك المصري ، هو رفض استمرار الوضع على ما هو عليه ، وخلق جسم دولي جديد لدعم مبدأ حل الدولتين، في وقت يسعى نتنياهو لاقناع العالم بان الرئيس عباس ضعيف، واذا خرجنا من الضفة ستنهار السلطة الفلسطينية."

وحول تعرض القيادة الفلسطينية لضغط من قبل واشنطن خلال لقاء الرئيس عباس مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في باريس مؤخرا (لوقف تحركها على الصعيد الدولي)، أشار عريقات الى بيان صدر عن الخارجية الاميركية قبل أيام تضمن ادانة غير مسبوقة للاستيطان الاسرائيلي" وقال" ولكن هل ستوافق الولايات المتحدة على دعم تقديم مشروع (فلسطيني عربي) في مجلس الامن ضد الاستيطان لا اعتقد"، مشيرا الى ان "كيري اكد في لقاء باريس على دعم بلاده لحل الدولتين وان الإدارة الحالية في واشنطن ستعمل من اجل ذلك حتى انتهاء مدتها".

وأوضح عريقات بان الرئيس عباس سلم كيري ووزير خارجية فرنسا ،جان مارك ايرولت ، خلال لقاءات باريس ملف كامل بكل ما يتعلق بالاستيطان وهدم البيوت وجثامين الشهداء المحتجزة والاسرى المضربين عن الطعام (..)وطلبنا مساعدة فرنسا و الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل في كل ما يتعلق بهذه القضايا.

وعلى صعيد الوضع الفلسطيني الداخلي قال عريقات " نأمل ان ينتهي عام 2016 وقد زال الانقسام الفلسطيني، لانه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة ولا دولة بدون سلاح شرعي واحد، يجب ان ننهي الانقسام ونتمنى ان تكون الانتخابات المحلية في أكتوبر المقبل مقدمة لازالة الانقسام وإجراء انتخابات عامة".

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -