كشفت شبكة CNN الأميركية، السبت، نقلًا عن مصدر إسرائيلي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر تأجيل اتخاذ القرار بشأن توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة إلى الأسبوع المقبل، في انتظار رد إيجابي من حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبحسب المصدر، فإن نتنياهو أرجأ القرار لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية الجارية، إلا أن الجيش الإسرائيلي يُعدّ خططًا بديلة، من بينها تطويق مدينة غزة والمراكز السكانية أو اجتياح المدينة بالكامل، في حال فشل المساعي السياسية.
تهديدات علنية بضم مناطق من غزة
تزامنًا مع هذا التأجيل، ذكرت صحيفة هآرتس أن الحكومة الإسرائيلية تُحضّر خطة لعرضها على المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) تشمل ضم مناطق من القطاع، في حال لم توافق حماس على المقترحات خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشارت إلى أن نتنياهو يسعى لاستخدام هذه الخطة كأداة ضغط تفاوضي في مواجهة موقف حماس الرافض.
في السياق ذاته، نقلت قناة كان 11 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن تل أبيب وجهت تهديدًا مباشرًا لحركة حماس، مفاده: "إذا لم تُقدّموا ردًا إيجابيًا خلال الأيام المقبلة، ستُباشر إسرائيل خطوات عقابية".
ضغوط وزارية لاحتلال مدينة غزة بالكامل
في تطور لافت، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزراء بارزين في الحكومة، بينهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، مطالبتهم الجيش الإسرائيلي بتقديم خطة عاجلة لـ"احتلال مدينة غزة وتدميرها بالكامل، بما في ذلك شبكة الأنفاق تحتها"، رغم الكثافة السكانية الكبيرة في المدينة التي يعيش فيها أكثر من 1.2 مليون فلسطيني.
ورفض قادة الجيش الفكرة مؤكدين أن احتلال المدينة سيستغرق "أشهرًا على الأقل"، ويتطلب تعزيزًا ضخمًا في القوات عبر تمديد الخدمة الإلزامية أو تعبئة الاحتياط.
انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية
أفاد مصدر إسرائيلي لـCNN بأن الحكومة "منقسمة في آرائها" بشأن الخطوة المقبلة في غزة. ورغم أن المفاوضات في الدوحة تعثرت، أشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى استعداد تل أبيب للعودة إليها "إذا غيّرت حماس موقفها".
اللافت أن نتنياهو نفسه هو من انسحب من المفاوضات الأخيرة في الدوحة، حيث قرر سحب الوفد الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة، رغم أن الاتفاق كان شبه جاهز للإعلان.
حماس: المفاوضات بلا جدوى في ظلّ حرب التجويع
من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان لها أن "حرب التجويع" التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة بلغت مستوى لا يُحتمل، مشيرة إلى أن استمرار المفاوضات في ظل هذا الوضع يفقدها جدواها ومضمونها.
وأضافت الحركة أن إسرائيل انسحبت من المفاوضات الأسبوع الماضي دون مبرر، رغم الوصول إلى نقطة قريبة من الاتفاق، متهمةً نتنياهو باستخدام سياسة المماطلة والهروب من الالتزامات.
مؤشرات على تصعيد محتمل
تتحدث أوساط سياسية وعسكرية في إسرائيل عن صعوبة التوصل إلى اتفاق جزئي مع حماس، معتبرة أن التوجه الآن يسير نحو تصعيد عسكري أوسع في القطاع، في ظل ما وصفته "غياب الصبر السياسي" وتراجع احتمالات الحل الدبلوماسي في الوقت القريب.
ورغم الانسداد السياسي، تشير تحليلات إسرائيلية إلى أن تهديدات الضم والتصعيد قد تكون مناورة تفاوضية هدفها الضغط على حركة حماس للقبول بالشروط المطروحة، خصوصًا مع تزايد الضغوط الأميركية والدولية لتجنّب عملية عسكرية شاملة في قطاع غزة.