ثلاثة مراحل ومحطات تاريخية عبر مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني الذي قادته حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ولا زالت علي قيادتها ومسؤولياتها وفعلها الملموس بكل انجازاتها الواضحة وما تحقق عبر مسيرتها من مصاعب وتحديات واخفاقات نتيجة لظروف ذاتية وموضوعية لا زالت تزداد بحدتها وضراوتها ....كما لازالت فتح علي قيادتها وخيارها ومسؤولياتها المتعاظمة .
ثلاثة مراحل يجب التوقف امامها والبحث في كافة تفاصيلها وحيثياتها ....المرحلة الاولي...مرحلة انطلاقة الثورة المعاصرة وتبني الكفاح المسلح كاحد الخيارات والوسائل النضالية المعتمدة في منهج الثورة وفعلها الوطني
المرحلة الثانية...مرحلة الهجوم السياسي ومحاولة اختراق جدار الصمت والعزلة والانحياز في معادلة السياسة الدولية لصالح الكيان الاسرائيلي والذي بدا يتقلص من خلال الحوارات واللقائات مع الاحزاب السياسية الاسرائيلية والدولية وعبر الاشتراكية الدولية واحزابها التقدمية .
المرحلة الثالثة...مرحلة مؤتمر مدريد والدخول بالتسوية السياسية واعتماد النضال السياسي لاحقاق الحقوق واعادة ما سلب منها من خلال جهود سياسية ودبلوماسية تحقق منها الكثير من الانجازات والاعترافات الدولية وما يجري علي واقع الارض من بناء المؤسسات واركان الدولة الفلسطينية .
ثلاثة مراحل فيها من التفاصيل الكثير كما وفيها من الجهود المضنية والطاقات المسخرة والعمل الدؤوب من خلال ارادة تعكس صدق التوجهات وحقيقة المسؤولية والحرص عليها .
هذه المراحل الثلاثة كان القائد فيها ولا زال حركة فتح وبمشاركة متواضعة من بعض القوي الفلسطينية التي حصدت ايجابيات التجربة وتهربت من مسؤولية ما تري المسيرة من سلبيات في ظل مسيرة عمل طويل فيه الكثير من العوائق والمصاعب والتحديات وهذا ليس محاولة لتقليل اهمية الدور والمكانة والفعل للقوي الفلسطينية لكنه الفرق البين والواضح بين من يتحمل مسؤولية القيادة وتبعاتها ومن يشارك بها ولا يتحمل ادني مسؤولية .
هذا ما جعل حركة فتح بمشورة دائمة بدائرة الاستهداف والانتقاد والطعن من شركائها وحتي المعارضين لها وهذا ما تاكد عبر المراحل الثلاثة السالف ذكرهما ...
المرحلة الاولي...مرحلة الكفاح المسلح وانطلاق الثورة المعاصرة عملت حركة فتح وعلي كافة المستويات والصعد من اجل النهوض بالقضية الوطنية ونقلها من قضية شعب لاجئ الي قضية شعب ثائر وتعزيز استقلالية القرار الوطني المستقل وعدم تبعيته الا بالارادة الوطنية الفلسطينية .
كانت فتح هي الاكثر في دفع الثمن بكل اريحية وقبول علي ارضية المسؤولية والواجب الوطني وما يحكم دورها ومكانتها بالنسبة للشعب الفلسطيني المؤمن بها والواثق من قيادتها ودورها ومسؤولياتها .
اختبرنا فتح في المراحل الاولي ...كما اختبرنا فتح في المرحلة الثانية مرحلة الهجوم السياسي ما قبل وما بعد وثيقة الاستقلال وما احدثته من انقلاب في معادلة السياسة الدولية وتخبط في السياسة الاسرائيلية وخلخلة في السياسة الامريكية والذي مهد الطريق لمؤتمر مدريد .
المرحلة الثالثة...مرحلة التسوية السياسية ما بعد اتفاق اوسلوا بالعام 93 وبناء اول سلطة وطنية فلسطينية بكل مؤسساتها واجهزتها والتي اثبتت قدرات كبيرة وعلي كافة المستويات وما صاحب هذه المرحلة ولا زال من تحديات ومصاعب وعدوان اسرائيلي مستمر لاعاقة التقدم وعدم استكمال متطلبات التسوية السياسية والوفاء بالالتزامات والتعهدات واستمرار الاستيطان علي ارضية القوة المستندة الي حق القوة وليس الي قوة الحق .
ثلاثة مراحل من تاريخنا الوطني ومسيرة كفاحنا ولا زالت حركة فتح تتولي المسؤولية وتتحمل تبعات القيادة في ظل تحديات داخلية وخارجية يطول الشر فيها لكنها تحديات ومصاعب لا نستطيع تجاوزها والقفز عنها ,
القيادة الفتحاوية للعمل الوطني الفلسطيني حقيقة تاريخية ولا زالت قائمة ولا يستطيع احد التنكر لها او القفز عنها او تجاهلها.
حركة فتح كانت ولا زالت تمثل القيادة ...كما لا زالت تؤكد الخيار ما بعد سنوات الاختبار الطويلة ...والتي لم يتضح فيها من مخاض التجربة الطويلة ان هناك قوة فلسطينية يمكن ان تكون بديلا او تمتلك قدرة الاحلال في ظل طريق واحد للجميع ....طريق الشراكة وليس القسمة او الانقسام .
حركة فتح التي اعطت ...قدمت ..ضحت ..صبرت ...تألمت...توجعت ..وانتقدت وفي كثير من الاحيان دون وجه حق ...والتي تحملت الكثير مما لا يحتمل من اجل شيء واحد ووحيد له علاقة بالمسؤولية الوطنية ومشاعر ام الجماهير للملايين الملتفة من حولها والتي لا تستطيع ولا تمتلك قدرة التنازل عن دورها ومسؤولياتها المعلقة برقاب قادتها واعضائها ومناصريها وجماهيرها الواسعة .
بقلم/ وفيق زنداح