من الغباء ان لا نفهم السياسة التهويدية للاحتلال، والتي يلمح فيها قادته عبر وسائل اعلامية وغير اعلامية ، والتي تحاول ان تفرض وقائع سياسية جديدة في الضفة الغربية ن فلقد صرح نتنياهو اكثر من مرة بان الرئيس عباس والسلطة ليست شريكة في عملية السلام ، قادة اليمين المتطرف الذين قتلوا اسحاق رابين شريك عرفات في السلام وما سماه ياسر عرفات "" بسلام الشجعان"" ولم يكتفي اليمين بتصفية اسحاق رابين بل قام باغتيال الشريك الاخر بعد حصاره عدة شهور في مقاطعة رام الله.
هذه العقلية الاسرائيلية الممهنجة التي استفادت من عامل الوقت والزمن التفاوضي لبناء المستوطنات وعملية الترويض المدنية للسكان بقبول واقع الاحتلال تحت مصالح اقتصادية وحياتية وفي ظل عجز من القيادة الفلسطينية بصناعة الحدث والفعل لكبح جماح هذا التغول الاحتلالي وفقدان السلطة ومنظمة التحرير لبدائل جاده على المستوى السياسي وعلى مستوى البناء الداخلي للمؤسسة والمجتمع الفلسطيني ، ووضع ابجديات عملية وتطبيقية لدعم صرخة القدس بحيث تخل من توازن العدو الامني ، بل ذهبت السلطة بمطالبها للاحتلال بعدم اجتياح المنطقة A تعبيرا عن سيادتها على قطعة من الارض في رام الله وما حولها وبعد ان وصل جيش الاحتلال الى مسكن رئيس السلطة ، بل طالبت السلطه ايضا بنفوذ امني لها في مناطق ما حول القدس في تعاون وتوجه واحد مع الاحتلال لحفظ الامن المناطق التي تشهد اضطرابا وعمليات مقاومة للاحتلال التي اشعلتها انتفاضة القدس .
يبدو ان السلطة ومنظمة التحرير وتنفيذيتها لا تعرف ماذا تريد...؟؟؟ وان عرفت فهي لا تقوى على اخداث أي ترتبات عملية لمواجهة السيناريوهات المختلفة للاحتلال الذي يسعى من خلالها لقتل مفهوم وطرح حل الدولتين وكما قال يعالون سابقا بانهم يعتمدون على الزمن لاذابة هذا الطرح وفرض وقائع جديدة اقتصادية امنية لادارة المناطق المحتلة ضمن تصور البلديات ومنظمات المجتمع المدني .
قد تكون الانتخابات اوان اتت باستحقاق زمني او بضغوط تمويلية للسلطة باتخاذ قرار الانتخابات البلدية وفي وقت كل شيء في الشرعيات الفلسطينية مؤجل ، وفي اجواء ومناخات غير صحية فان تلك الانتخابات قد تكون ملهاه وتوزيع خارطة جديدة للصراع الفلسطيني الفلسطيني والذي يمكن ان يعمل فيها الاحتلال خارج تفاهماته المعهودة مع السلطة بفوز حماس في الضفة وفوز فتح في غزة أي بتعميق اسس النزاعات الداخلية وبحكم اجهزة سيادية في كل من الضفة وغزة . وفي ظل تصور تركي قطري اسرائيلي لادارة الضفة بواسطة قوى الامن ومنظمات المجتمع المدني ، اجمالا الانتخابات البلدية لن تضفي جديدا على الواقع الداخلي الفلسطيني من حيث الخدمات اكثر منها تمهيد لخريطة جديدة ، اما غزة فما زالت حماس وبعيدا عن طرح السلطة ومنظمة التحرير والمشروع الوطني لهما تراهن على دور تركي لميناء ومطار وتسهيلات اقتصادية فقلقد عبلر نائب المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية بان قصة الميناء استحقاق فلسطيني ، في حين علق القيادي في حماس محمود الزهار عن رأيه في الانتخابات معلقا : بان تلك الانتخابات لن تكون غطاء لعودة نهج الرئيس عباس لغزة .
ليبرمان وزير الاحتلال الاسرائيلي لما يسمى قوات الدفاع والموصوف بالتطرف ، بادر وعند استلامه لحقيبة الجيش قائلا ، بان الرئيس عباس ليس شريكا واعتمد على مبدأ القوة الناعمة في ادارة شؤون الارض المحتلة واضعا برنامجا يتراوح بين العصا والجزرة للسكان الفلسطينيين معلالا بان عمليات الارهاب غفي الضفة ناتجة من سوء تعامل السلطة وفسادها وضيق الافق بين الشباب الفلسطيني عارضا مزيدا من بناء الملاعب والساحات والانشطة الرياضية التي تلهي الشباب ومزيدا من تصاريح العمل للمناطق التي يعتبرها مستقرة وامنة .
ليبرمان كغيره من قادة الاحتلال تعتمد سياسته على المدى القريب والمتوسط على ادارة المناطق والمدن والقرى الفلسطينية ، في ظل تخافت بل رفض عملي لمبدأ حل الدولتين .
في تصريح له مع المراسلين العسكريين اوضح ليبرمان بان الرئيس عباس ليس شريكا واسرائيل تجاوزت السلطة في تعاملها مع الفلسطينيين ، وهنا نشير ان هناك من الشخصيات والشركات ومنظمات المجتمع المدني اصبحت على علاقة وثيقة وتنسيقية مع الاحتلال وهناك اموال تضح في تجاوز للسلطة واجهزتها المعروفة ، قال ليبرمان بانه لن يتدخل في الانتخابات البلدية ولكن لاسرائيل برنامجها في العامل مع الفلسطينيين خارج نطاق السلطة وهنا يكون الامر واضحا بان هناك توجه لبناء قاعدة تتفق مصالحها مع الاحتلال خارج نطاق القيادة السياسية للمنظمة والسلطة ، وقد تعمل اسرائيل وبشكل غير مباشر لتوجيه البوصلة والعبث فيها في الانتخابات البلدية القادمة ، ومن هنا قد تخلق وقائع جديدة على الارض وتوزيع قوى جديدة وقد تكون نهاية لما تبقى اساسا من المشروع الوطني او تكتل القوى الوطنية المتفرقة التي لم تستطيع منظمة التحرير والسلطة جمعها تحت برنامج واحد وخيار واحد ..... وقد تعود الضفة الى اسوء من طرح روابط القرى ، في ظل عجز قائم لقيادة فتح من وضع معالجات للازمات الداخلية ، وما اثير من فلتان امني ونزاعات عشائرية وازمات في الكهرباء وعدم مقدرة فتح للان النزول بقوائم مستقلة في انتخابات البلديات .... والله المستعان
بقلم/ سميح خلف