منذ قيام دولة الكيان وما الم بنا من نكبة لا زلنا نعيش فصولها واحداثها ......لا زالت الدولة العبرية تحاول بكل جهدها وتحالفاتها والمساندين لها انهاء الوجود الفلسطيني من خلال التصفية والشطب ومحاولاتهم الدائمة ....ومخططاتهم المستمرة .....وحتي تصريحاتهم التي لم تخرج عن اطار ما يتمنون من شطبنا عن الخارطة ....وموتنا غرقا ...أو حرقا ...أو قتلا برصاص غدرهم.... وعدم رؤيتنا على خارطة السياسة الاقليمية والدولية .....وتغييبنا عن كافة المنابر الدولية وحتي عن القرارات الاممية ......دولة الكيان بما توفر لها من عوامل قوة البطش والعدوان والمناخ الدولي القائم على المصالح والتحالفات..... تجد نفسها أمام طريق الاستسهال والتجاهل لحقوقنا ......كما محاولة استمرار احتلالنا والاستيطان على ارضنا ....وتدنيس مقدساتنا .....وحتي حرقها ونحن على أبواب ذكري حرق الاقصى .
دولة الكيان لا تريد لنا قيادة وطنية ....كما لا تريد لنا ممثل شرعي ووحيد ....ولا تريد لنا سلطة ودولة ....ولا علاقات دبلوماسية ...ولا مؤسسات سيادية ....لا يريدون لنا امتلاك قدرة الحياة وتعزيز مقومات الوجود ....كل ما يمكن أن تقبل به هذه الدولة الغاصبة...... أن تكون محتلة لأرضنا .....وأن تحكم شعبنا ...وأن تحاصر قيادتنا..... وأن تولد بيننا الفتن وروابط القري .
مشكلة دولة الكيان أنها لا تتعلم الدروس ...وتتجاهل التاريخ....كما تغيب تجربتها ....وتاريخ صراعها مع شعبنا بمحاولة تجاهل أننا لم نستسلم ....ولن نستسلم ....وأننا على اصرارنا وتمسكنا بحقوقنا وثوابتنا وحقنا بإقامة دولتنا بعاصمتها القدس ..... دولة خالية من المستوطنات والمستوطنين ....دولة ذات سيادة .....هذه الرسالة الفلسطينية التي وصلت الي دولة الكيان وساسته .....لا زالوا يخدعون أنفسهم بمحاولة تجاهلهم لمضمونها ....وأنهم على عهد وخيال وهمهم بإمكانية وجود روابط قري ....أو أن هناك بالإمكان أن يكون هناك بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد
في سبعينيات القرن الماضي حاولت دولة الكيان أن تخدعنا بروابط القري فكان الرد الفلسطيني انتخابات بلدية أفرزت شخصيات وطنية نذكر ببعض اسمائها الخالدة والمحفورة بذاكرة الوطن.... كريم خلف .....غسان الشكعة ....عبد الجواد صالح ..... والتي قاومت المحتل ورفضت سياساته الاحتلالية .....فكان مصيرها التفجير ومحاولة القتل .
دولة الكيان عندما وقعت اتفاقية أوسلو بالعام 93 مع منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد...... اختصرت تنفيذها للاتفاق بما نحن عليه من سلطة تحت الاحتلال ....سلطة تواجه من المشاكل والتعقيدات ما يسمح بفشلها وعدم مقدرتها على مواصلة طريقها .....سلطة عاجزة غير قادرة...... يتولد بداخلها حالة من الفلتان الامني لعناصر مشبوهة تحاول اثارة الفتن والقلاقل ....وبث روح اليأس والاحباط في نفوس المواطنين ....كما يحدث في مدينة نابلس جبل النار من قبل بعض المسلحين الذين لا علاقة لهم بوطنهم لأنهم لو كانوا كذلك لالتزموا بالقانون وسيادته ....ولما حاولوا قتل افراد شرطتهم وأمنهم الوطني .
جماعة مارقة تريد أن تأخذ القانون بيدها اعتمادا على ظروف استثنائية .....لن يطول حالها وستكشف الايام عن فحوي وأهداف مثل هذه الجماعات التي لا علاقة لها بالوطن والمواطن .
ليس مصادفة ما يجري في نابلس .....كما ليس من المصادفة تصريحات ليبرمان كما ليس من المصادفة هذا التهديد المستمر للأقصى وهذا التوجه لزيادة الاستيطان ....كما لا ننسي بأنه ليس مصادفة هذا الطيران المكثف فوق القطاع وكأن هناك شيء ما يجري ترتيبه وتنظيمه لتخريب كل خطوة نسعي لتحقيقها .....لتحسين أحوال المواطنين ومحاولة تعزيز الوحدة والشراكة وانهاء الانقسام .
هذه السياسة الاسرائيلية القديمة الجديدة والمستمرة منذ نشأة الكيان الغاصب والذي بذل من الجهود وعمل بكل قوة بطشه وغطرسته على محاولة إركاعنا وفرض الاستسلام علينا ....الا أن محاولاتهم كان مصيرها الفشل الذريع .
المشهد الفلسطيني برغم ما يعتريه من مصاعب وتحديات لا زال قائما وممتدا ومتواصلا بإنجازاته السياسية والدبلوماسية ....بينما حكومة نتنياهو ما زالت حائرة بين العزلة الدولية ....واحتمالات الانفجار الديموغرافي المهدد لوجودها .
هنا تسعي دولة الكيان على استمرار تلاعبها بمواقفها حول المؤتمر الدولي أو الاقليمي وبالمحصلة النهائية محاولة اسرائيلية للتهرب من استحقاقات التسوية السياسية التي يجب أن تدفعها كاملة غير منقوصة اذا ما أرادت الامن .....لان مبدأ الارض مقابل السلام .....سيبقي المبدأ الممكن تحقيقه والقبول به ......والا فان دولة الكيان ستبقي تعيش الفشل الاستراتيجي .....كما الفشل الامني والسياسي .
بقلم/ وفيق زنداح