حركة فتح كسفينة نوح من خارجها فهو غارق ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة فتح كسفينة نوح من خارجها فهو غارق ، ففي سفينة الفتح النجاة ومعها سنصل إلي بر الآمان ، ومن خارج السفينة فمصيره الغرق ، سنبقي شراع ومجداف للسفينة وسنتحدى كل الأمواج العاتية والمتلاطمة ، وستخرج سفينة الفتح من ظلمة البحر الهائج إلي بر الآمان لينعم الوطن بالنور ،

وفاؤنا لحركة فتح لا يحتاج لتساؤلات ولا تأويلات ، فهذه فتح تحتاج الجميع ، وحينما تنادي فتح وتحتاج رجالها فلبوا النداء ولا مجال للمعاتبة أو الزعل أو الخلافات ،
اتجاهنا فتحاوي ووطني ونحن نعرف ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات وفتحاويتنا اكبر من أي توترات لدي البعض ،

ففي ظل هذه الظروف غير مجدي إجراء مؤتمرات داخلية لحركة فتح ، مع قناعاتي أن المؤتمرات الداخلية " البرايمرز " كما سابقا يتم تسخيرها للتحشيد والكوتات وتسبب بانقسام وتشرذم وخلافات وتكتلات أكثر مما هو موجود ، والأفضل الالتزام بقوائم الحركة دون شروط ، لأنه بانتخابات 2006 كنا موحدين والقيادات تشاوروا وتقاسموا الحصص وتراضوا ولكن القواعد الفتحاوية ما حدا كان راضي عن الأسماء ، ولكن كان شعار فتح ورقم القائمة كافي لانتخابنا لفتح دون النظر للأسماء مع أنه أغلب الأسماء المرشحة حينها لا تصلح وكانت جزء من الفساد المستشري بالسلطة ، وكانوا سببا بتنفير الناس ،

نحن مع فتح دون أي اشتراطات ، وأعتقد أن وضع شروط مقابل انتخاب حركة فتح يعني أنه لن يكون إلتزام حديدي ولا حتي مجرد تعاطف ممن يضعون شروط مسبقة بـ إما ، وإلا ، وهنا سيكون الخسران للجميع ، فللناس عقول ولكل إنسان الحرية بممارسة قناعاته كيفما يري ، فعشرة سنوات من الألم أليس كافية ليصحوا الناس ويعيدوا الأمانة إلي أهلها بعد أن سلبوها السماسرة وتاجروا بنا في كل أروقة السياسة والنخاسة ، فإما أن نغير بصندوق الانتخابات ما تم سلبه بصندوق الذخيرة وإما سيلعننا الوطن وستلعننا الأجيال القادمة ،

فالحقيقة مريرة والواقع صعب وليس كما يتخيل البعض ، فهناك المضللون لا يوصلون الصورة كما يجب أن تصل ، علي أمل أن يحصدوا حصة بأسماء بالقائمة أو لأهداف خاصة بهم ومصالح شخصية ،
فالناس عام 1996 تختلف عن عام 2006 واختلفت كثيرا في 2016 ، وفي النهاية سيكون للناس أن تمارس حقها في التصويت وفق ما تمليه عليها قناعتها وضميرها ، ولكن قراءة الواقع جيدا ومعرفة الحقيقة شئ هام فلا نريد أن تتكرر غلطة وأوهام كبود 2006 ، فهذه المرة الفشل غير مسموح والتاريخ لن يرحم وشعبنا لن يغفر ، وصدقا إن الواقع والحقيقة صادمة ، وقواعد فتح منهكة من كثر خلافات ومشاكل وتقاعس القيادات ، فصراع القيادات علي المراتب والمناصب أنهك الوطن وفتح ، والناس مخنوقة ، وتجربة المواطنين خلال هذه السنوات العجاف أكسبتهم خبرة ومعرفة وفهما ووعي أكثر مما يتخيل هؤلاء الطامعين بالتسلق علي الكراسي ، ولن تسمح بأن تخذلوهم وتتاجروا بهم كما في مراحلكم السابقة التعيسة ،

كنا نتمنى ونطمح بوجود نموذج فتحاوي أفضل ومختلف عما سبق من التجارب السابقة والابتعاد عن الأخطاء التي كانت سبب بفشل الحركة ، لكن للأسف العقلية والتفكير لم تتغير وليس لديها أي نية لأن تتغير أو تراجع نفسها ، فجميعهم يقاتل لأجل السلطة والمقاعد وليس لأجل فتح ، فتح مظلومة والناس البسطاء والفقراء هم وقود لهذا الصراع الفاشل ،
لأنها فتح أم الجماهير لأنها فتح حامية المشروع الوطني .. سأنتخب فتح ، سننتخب فتح لأننا لا ننتخب أشخاص بل ننتخب ونختار المشروع الوطني ،
باقون علي العهد ، مع فتح ولأجل فتح ، مع فتح لأخر المشوار ، فانتخبوا فتح دون تردد ، لأجل الوطن ، لأجل أجيالكم ومستقبل أفضل ، ولإعادة بوصلة المشروع الوطني وحمايته من الضياع ،

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]