فشل ليبرمان بين العصا والجزرة ..

بقلم: مازن صافي

تهدف خطة ليبرمان العنصرية والتي طرحها بإسم "الجزرة والعصا"، إلى إعادة تنفيذ سياسات قادة الاحتلال القديمة الجديدة، والمتمثلة بتنفيذ أقصى درجات العنف والعقاب والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني، ليعيش شعبنا في حصار مستمر وإحباط بلا حدود، وتضييق في كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذه الخطة "الجهنمية" تهدف في نفس الوقت الى تقويض السلطة الفلسطينية بخطة مبرمجة لإحداث "إنقلاب شعبي" عليها، وهذا واضح من خلال إنشاء قنوات إنترنت هدفها مخاطبة الجمهور الفلسطيني وطرح قضايا تفاعلية تخص خلط الأوراق وتفريغ السلطة من مضمونها و التحريض الواسع ضد كل ما يتعلق بالحياة السياسية الفلسطينية، وأعتقد أن التركيز سيكون على فئة الشباب، خاصة ان 90% من فعاليات غضبة القدس تتم بواسطة شباب لم يتجاوزا 23 عاما، ومن مراحل الخطة الالتفاف على الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، من خلال عدة وسائل وأهمها الاتصال المباشر مع أعمدة الاقتصاد الفلسطيني وأصحاب المؤسسات التجارية الكبرى، ورجالات المجتمع الفلسطيني من العشائر والأكاديميين والمؤثرين إجتماعياً، وبهذا يحقق ليبرمان خطة اقتصادية وأمنية، وستغلف بالتغلغل في المجتمع الفلسطيني، وتعيد سيناريو وأدوات روابط القرى 1982م، وهنا نجد أن ليبرمان يسير على خطط شارون ولكن باستخدام مواد حديثة تناسب واقعنا القائم على التكنولوجيا ونمط الحياة الحديث ومفهوم الأمن والخطط الاقتصادية.

 

ومن أهداف خطة ليبرمان القضاء على الاستحقاقات الدولية ونتائج الحراك الدبلوماسي الفلسطيني والتي سجلت تقدما خلال الأربع سنوات الماضية وتمثلت في حصول دولة فلسطين على صفة عضو غير مؤقت في الأمم المتحدة وما تلى ذلك من قبول عضوية فلسطين في العشرات من المؤسسات الدولية الهامة، وبالتالي فإنه يرى أن أنسب الطرق تتم من خلال الانقضاض على القيادة الفلسطينية وهدم بنيان المؤسسات الوطنية والمدنية التي حظيت بقبول دولي واعتبرت أنها صالحة كنواة للدولة الفلسطينية ووفق شهادات دولية موثقة.  

 

وتمنح هذه الخطة امتيازات وهمية "الجزرة المسمومة" للقضاء على النضال الفلسطيني، وإغراق المدن والقرى الفلسطينية بإمتيازات وتسهيلات "وقتية" ومشروطة، وهنا يجب أن نشير وبوضوح أن هذه الخطة لا تميز بين فلسطيني وآخر، لأنها تستهدف الكل الفلسطيني وتركز على التمييز العنصري بين الشعب، بالتالي تستهدف الجميع، فمن يحقق مصلحة (إسرائيل) ينال اللون الأخضر وبالتالي امتيازات، ومن يكون فلسطينيا هدفه التحرير وإنهاء الاحتلال سيحاط بدائرة حمراء وصفراء ويقع تحت سطوة الاحتلال وعقوبات متعددة، وهذه التصنيفات يعرفها شعبنا الفلسطيني ولعلنا نتذكر ما قام به رابين من القبضة الحديدية وتكسير الأيدي والأطراف وما يمارسه نتنياهو من قرصنة إقتصادية ومنح تسهيلات وهمية للسكان، وعدوان عسكري مستمر ضد شعبنا، وما قام به شامير وباراك وكل قادة الاحتلال، فالمقصود هو "العصا الاحتلالية"، بمفهومها المعروف لشعبنا " سياسة العقاب الجماعي"، و" العدوان العسكري الشامل"، و "الحصار والقرصنة"، ومصادرة الأراضي والاستيطان والتهويد وجدار الفصل العنصري، وحملات الاعتقال الجماعية.

 

لن تنجح خطة ليبرمان العنصرية، وشعبنا الفلسطيني بقيادته وشخصياته الوطنية والاقتصادية والأكاديمية وشبابه لديهم الوعي والمعرفة التي تشير بوضوح أن الاحتلال هو الاحتلال، وقياداته الحالية لا تختلف عن قياداته السابقة، وسياسته العنصرية وأدواته العقابية ضد شعبنا المستمرة، لن تكسر إرادة شعبنا في إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وسيستمر نضال شعبنا والحراك الدولي، وسُتكسر العصا وسُتحرق الجزرة.

 بقلم د.مازن صافي