لوحظ في الآونة الخيرة ازدياد التصريحات والنشاطات السياسية لمعظم اجهزة الكيان الصهيوني ، حول النظرة والتوقعات ، واحيانا التمنيات لنتائج انتخابات البلديات الفلسطينية المزمع عقدها في أكتوبر من العام الجاري ، فتارة نراه يعلن عبر ماكنته الاعلامية عن توقعه بفوز حماس ، ومرة يقوم بقمع للحريات، لحصد تأثيراتها على سير العمليّة الانتخابية، بما قد يسفر عن عرقلة إجرائها في معظم المناطق للتّأثير على نتائجها ..
ومن منطلق اخر نرى ليبرمان ، وضمن رؤى دهاقنة السياسة الصهيونية ، يضعون خطط للمدى القريب والمتوسط للعمل على ادارة المدن والقرى الفلسطينية ، في ظل غياب مبدأ حل الدولتين .
في تصريح له مع المراسلين العسكريين اوضح ليبرمان بان الرئيس عباس ولا حتى حماس لا يمكن ان يكونوا شركاء ، وبدأت من الناحية العملية تجاوز إسرائيل للسلطة في تعاملها مع الفلسطينيين ، عبر التواصل مع العديد من الشخصيات والشركات ومنظمات المجتمع المدني في الضفة ، ومن المعمول به سرا ، ان السياسة الخبيثة الصهيونية تقوم الآن على بناء علاقة وثيقة وتنسيقية مع تلك الشخصيات وهناك اموال تضخ تحقيقا لهذا الهدف، وتحقيقا لسياسة التجاوز غير المعلن للسلطة ،..
وفي هذا السياق نرى ان ليبرمان قال ان لإسرائيل برنامجها في التعامل مع الفلسطينيين خارج نطاق السلطة ، ومن هنا تكمن الخطورة بان هناك توجه لبناء قاعدة تتفق مصالحها مع الاحتلال خارج نطاق القيادة السياسية للمنظمة والسلطة ، وقد تعمل اسرائيل وبشكل غير مباشر لتوجيه البوصلة، والعبث في نتائج الانتخابات البلدية القادمة ،وتخلق واقع مرسوم و جديد على الارض، وخلق قوى جديدة ، تؤدى الى خنق وقتل ما تبقى من المشروع الوطني
اسرائيل قد تستسخ تجارب السبعينات
امر التدخل في البلديات الفلسطينية لم يأتي ولادة لحظة سياسية ، بل هو امتداد لمنظومة تدخلات سابقة في انتخابات البلدية عام 1976 ، حيث حاولت دولة اﻻحتلال الدفع برجاﻻها الذين شكلوا نواة روابط القرى للفوز بانتخابات البلدية وكانت محاولتها الخبيثة تستهدف القفز عن منظمة التحرير، وضرب التمثيل الفلسطيني الموحد، وإيجاد طرف يقبل ذلك ، لكن شعبنا أحبط هذا المخطط الخبيث وانتخب القوائم الوطنية المدعومة من منظمة التحرير . حينها اصيب اﻻحتلال بتخبط فحاول اغتيال عدد منهم وإبعادهم عن الوطن .
وبتقديرنا نحن على أعتاب انتخابات بلدية هي إلى حد كبير متطابقة لما كان عام 1976 إنها تُجرى في ظل محاولة اﻻحتلال ضرب التمثيل الموحد لشعبنا الفلسطيني وقطع الطريق على حقنا بالدولة المستقلة بناءً على معطيات الكومبارس ليبرمان السابقة لذا تكمن المخاوف من استخدام اسرائيل شتى السبل والوسائل لإيصال مجالس بلدية وقروية تقبل بالعلاقة المباشرة مع الإدارة المدنية ومتجاوزة الحكومة الفلسطينية والسلطة.( روابط قرى بثوب جديد)
تأسيسا لما سبق نرى المطلوب :
- على السلطة وقيادة المنظمة والفصائل المساهمة الفورية في سن قانون وطني ثوري يحرم ويمنع التعاطي مع مخططات ليبرمان وحكومته ..
- اﻻنتباه والحذر من طبيعة المعركة الانتخابية للبلديات الخصوص ومراقبة بعض الشخصيات وتمويلهم وشعاراتهم ..
- عدم السماح لأي تجمعات او شخصيات تربط اجندتها بأجندات الاحتلال او عتبات اقليمية تهدف الى ضرب العمق الوطني وتتماهي مع مخططات الاحتلال ..
- الخروج من المأزق لا يتم بتأجيل الانتخابات أو إلغائها، فهذه انتكاسة أكبر لمنظمة التحرير أمام العالم أجمع وأمام الشعب الفلسطيني ..
بقلم/ د. ناصر اليافاوي