ليس من الحكمة السياسية والوطنية أن نسمح بتمرير أسباب وأجواء عدوان جديد علي قطاعنا الحبيب ....كما ليس من الحنكة والذكاء السياسي والحسابات الوطنية أن ننزلق وراء تصريحات توتيريه تستهدف سحبنا الي مربعات المواجه الميدانية .
قاعدتنا الوطنية ....ومنطلقاتنا الاساسية والثابتة أن تكون الحسابات بصورة منتظمة ودقيقة وأن نعمل علي تحقيق أولوياتنا بإنهاء انقسامنا ولملمة طاقاتنا ....وتوحيد جهودنا والاستفادة القصوى من كل فرصة متاحة ....وأن تكون المبادرة والقرار بحكم حساباتنا ....وليس وفق مخططات عدونا خاصة ونحن في أشد الظروف قسوة اقليميا وفلسطينيا وفي ظل قانون المصالح الغالب علي معادلة السياسة الدولية .
هذا لا يعني بالمطلق أننا يمكن أن نمرر العدوان دون عقاب ....وأن نستسلم لعدونا وعدوانه دون الدفاع والمواجهة باعتماد خيارنا وطريقنا ووسائل مقاومتنا التي لا مناص منها ....والتي لا حياد عنها بحالة كل عدوان جديد .
دولة الكيان العنصري الاسرائيلي تستمر بالتخطيط والتدبير والتنفيذ ....وتستخدم كافة وسائلها والاعيبها وخبثها السياسي الاعلامي والامني ....وحتي الاقتصادي لتمرير ما تريد وما تهدف اليه من بث روح اليأس وتعزيز الانقسام والفتن ...ومحاولة خلق البدائل علي طريق الاضعاف والتمكن من أدوات فعلنا النضالي تحت عناوين متعددة .
نحن لا زلنا علي حالة التناقض ....ونعيش أجواء الانقسام التي تزيد من عوامل الضعف برغم خطواتنا الخجولة والمتعثرة في بعض الاحيان....لا جل تعزيز مقومات وحدتنا وقوتنا وقدرتنا علي المواجهه والتصدي واثبات الذات ....مواجهة العدوان العنصري الصهيوني ليست بالشعارات ولكن بكافة الوسائل وبمقومات الصمود والقدرة علي لجم هذا العدوان بتماسكنا ووحدتنا وتحديد خياراتنا .
شعبنا الفلسطيني يقدم الدروس والعبر والاستخلاصات علي مدار سنوات الصراع بوحدته الميدانية وما يبديه من حالة التماسك والتعاضد عبر كافة المحطات ...الا أن هذا يحتاج الي المزيد من مقومات الصمود وعوامل الاسناد السياسي ..الاعلامي ...الاقتصادي حتي نعزز من مقومات الصمود والمواجهة .
دولة الكيان دولة مارقة وتمارس الارهاب المنظم ...وهي دولة خارجة عن القانون واطار الشرعية الدولية كما انها الدولة التي لا تلتزم بالقرارات الاممية ....كما انها الدولة التي تساهم في اثارة الفوضى وتخريب اجواء الامن والاستقرار وهي من دول اشعال الحرائق والصراعات وتأجيجها .
دولة عدوانية تعمل ما بين فترة واخري علي ادخالنا بحروب عدوانية ....يقتلون منا الالاف ويدمرون الالاف من منازلنا واحياءنا ...كما يدمرون بنيتنا التحتية ....ولا زالت شواهد الحرب الاخيرة من دمار وخراب وتشريد قائمة للعيان واهلنا داخل كرا فانات الموت وهم يعيشون ظروفا قاسية علي مدار فصول العام .
كيان صهيوني يحدد مواقيت عدوانه كما ويحدد متي ينتهي العدوان ...ويبقي علي سياسته العدوانية لتحقيق اغراض سياسية من خلال الدمار واسالة الدماء واحداث الخراب والذي سيبقي شاهد اثبات تاريخي علي هذا العدو المحتل وسجله المليء بالجرائم والمجازر دون ادني عقاب دولي .
ما يجري من تصعيد وضربات جوية اسرائيلية علي مواقع المقاومة يدلل علي ان حكومة نتنياهو ليبرمان تخطط لما هو ابعد من ضربة هنا او هناك ولكنها محاولة مخططة لا خدنا لمربع المواجهه وتنفيذ ما يخططون له .
لقد خبرنا سياسة هذا العدو وحكوماته المتعاقبة وليس هناك من جديد في سياساته ومخططاته ....لكن الجديد بالأمر ان نكون بمرحلة الاعداد والتجهيز لإجراء الانتخابات المحلية ومحاولة احداث التقارب وتعزيز الوحدة والشراكة..... لنتأكد من جديد ان هذا المحتل الغاصب لا يريد لنا ان نأخذ أي خطوة يمكن من خلالها استعادة وحدتنا وتعزيز شراكتنا الوطنية ...وعلي قاعدة ان الانقسام مصلحة اسرائيلية .
التصعيد الاسرائيلي....وتصريحات ليبرمان وعودته لمشاريع الوهم والخيال المريض ...كما محاولات نتنياهو لعقد لقاء مع الرئيس عباس بمحاولة خداع العالم ورفض الرئيس لهذا اللقاء كما محاولات المستوطنين وبغطاء عنصري حكومي للمساس بالمسجد الأقصى ....وما يجري من فلتان أمني في مدينة نابلس محاولات للتشويش وحرف المسار وتضليل الراي العام ...وادخالنا بمتاهات ومنزلقات لتغيير اولوياتنا ....وهذا ما لا يمكن أن يكون في ظل صحوة شعبنا وقيادتنا وفصائلنا ...التي تدرك ما يخطط والتي لا زال عليها واجب الافشال لكل ما يخطط ضدنا وما يمارس علينا.... حتي نرتب اولوياتنا بما يخد م مصالحنا الوطنية العليا .
بقلم/ وفيق زنداح