للمرة الثانية خص الرئيس السيسي موقف مصر الاستراتيجي الخاص بالقضية الفلسطينية وقضايا الصراع وفي حوار موسع مع الصحف المصرية القومية " الاهرام ، والاخبار ، والجمهورية "" بالاضافة الى موقف مصر الخاص بالقضايا الاقليمية والدولية ، تلك المواقف التي تنطلق من سيادة الدولة الوطنية بالقرار والتحرك والموقف المستقل الغير تابع بل المشارك في كافة القضايا وعلى قاعدة الشراكة في حل كافة الازمات في العالم ، ومن هنا تأخذ مصر موقعها الاصيل ولحضارة اكثر من 10000 عام .
بخصوص الصراع العربي الاسرائيلي ما زالت وستبقى مصر تمثل الركيزة الاساسية والعمق لنظرية الحرب والسلام في المنطقة ، هذا الموقف الذي عبر عنه الرئيس السيسي في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية والاعتماد على الحوار والمبادرات السلمية لحل الصراعات ، موجها رسالته الثانية للفلسطينيين .... ولعل الرسالة قد تصل للرئيس محمود عباس اولا وحماس ثانيا .
مصر الذي تتبوء موقعها الاصيل في الامة العربية والتي تحرص كل الحرص على الامن القومي العربي ، تلك المسؤليات التي تتحملها تاريخيا واهمها القضية الفلسطينية ما قبل وما بعد النكبة عام 48م، مصر الثورة وما تمثله القضية الفلسطينية لها من عمق تاريخي وامني وعادات وتقاليد وانساب وامة واحدة ، تلك الدولة الوطنية واستمرارية وصلابة وجودها امام التحديات والمتغيرات التي تعصف بالمنطقة وعلى حدودها ، ومواجهتها لقوى الارهاب والتطرف والطائفية والمذهبية .
رسالة السيسي الاولى للفلسطينيين في 17/5/2016 والتي وجهها للفلسطينيين والاسرائيليين والتي تعتمد على حل الدولتين وحسن الجوار والاخذ بالمعطيات الامنية التي تخص الطرفين في ظل السيادة للدولتين واثناء تواجده في فعاليات محطة اسيوط ، والاشارة للمبادرة العربية والفرنسية كمفاتيح لحل الصراع ، والتي دعى فيها الفلسطينيين للوحدة بين كافة الفصائل وحل الازمات داخل فتح وحالة الانقسام والتفسخ الناتجة من قرارات الرئيس عباس كمفتاح للوحدة الوطنية التي تؤهل للحفاظ على البرنامج الوطني وتمكن الجانب العربي من وضع برامج وسياسات داعمة للحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال .
في ذاك التاريخ السابق قال الرئيس السيسي في رسالته """"إنه لا بد من حل مشكلة الفلسطينيين والزمان والوقت كفيل بتجاوز الكثير من المسائل، وارجو ان كلامي هذا يبقى مسموعا لكل الاشقاء الفلسطينيين مطلوب منكم توحيد الفصائل المختلفة مع بعضها البعض، وتحقيق مصالحة حقيقية مع بعضكم، ومصر مستعدة للمساعدة في تقديم هذا الدور".
وأضاف السيسي خلال فعاليات افتتاح محطة اسيوط الجديدة جنوب مصر "ان مصر على استعداد ان تعطي فرصة حقيقية لحل الازمة، وبقول للإسرائيليين لازم تذيعوا خطابي في اسرائيل مرة واثنين لايجاد حل للأزمة الفلسطينية واذا كنتم تثقوا في كلماتي ومسيرة التجربة اللي انا شفتها كإنسان شفت حالة كنا موجودين فيها وبقينا في حاجة تانية والحالة اللي احنا فيها حققت السلام للإسرائيليين".
وتابع "أن هناك مبادرة عربية وفرنسية وجهود امريكية لحل أزمة الفلسطينيين ولا نستهدف أن نلعب دور ريادي ولكننا مستعدين لبذل كافة الجهود لحل هذه المشكلة من فضلكم يا إسرائيليين توافقوا لايجاد حل هذه الازمة لو تحقق الامل ده سندخل مرحلة جديدة جداً محدش يقدر يصدقها".""
اما الرسالة الثانية وهي واضحة وباكثر تفصيلا للفلسطينيين ، فهي رسالة تؤكد الموقف المصري من الانقسام الداخلي في فتح مطالبا بوحدة فتح وحل كافة الازمات بين الرئيس عباس والقائد الفتحاوي محمد دحلان الذي يتمتع بشعبية كبيرة ومنصرين له داخل فتح وخارجها وكتبويب لوحدة وطنية بين كافة الفصائل بما فيها حماس .
اعتقد ان الرسالة واضحة الان واصرار الجانب المصري بانهاء الخلافات داخل فتح ولان وحدة فتح تهم الامن القومي المصري والموقف المصري على الجانب السياسي والامني ، وهنا وصلت الرسالة للرئيس محمود عباس والكرة الان في ملعبه ، فلا اعتقد الان ان هناك مجالا للمناورة والمماطلة والتشرذم وعدم الاصغاء لنداء مصر ، الا اذا كان الرئيس عباس مصرا على تفتيت فتح والحركة الوطنية الفلسطينية ، وعندئذ يجب على فتح ان تحدد موقفها من موقف الرئيس وتبحث عن وحدتها وبأي خيارات اخرى ، ولان فتح تمثل العامود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية والتي لايسمح التلاعب فيها .
بقلم/ سميح خلف