بلال الكايد عنوان الحركة الاسيرة المناضلة

بقلم: عباس الجمعة

تظهر تجربة الاسير المناضل بلال الكايد ورفاقه بلا سلاح، وبدون مخالب، ولا أظفار، بلا جبهات ولا خنادق، ولا حتى متاريس، ومن قلب القهر والاستضعاف، سطر الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية صفحة جديدة من صفحاتهم المشرقة في الانتصار على الجلاد على السجان الصهيوني.

الاسرى هم رفاقنا وأخوتنا الذي يسطرون اروع ملاحم الصمود والمواجهة في زنازين العدو الصهيوني ...الاسرى عنوان اخلاقي قبل كل شيء فانتصروا لاسرانا ، نقول ذلك رغم الصعوبات التي مرت به مسيرة الكفاح الوطني، إلا أن الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز الصعاب، فهو جبل المحامل، وطائر الفينيق الذي ينفض الرماد ويعود من جديد إلى حياة النضال والتحرير، أليس هذا ما فعله الأسير البطل بلال الكايد الذي اصبح له شهران ونصف مضرب عن الطعام، يلقن سلطات الاحتلال درساً في الصمود والإرادة التي لا تنكسر، ليحرر نفسه من الأسر .

هذا الصمود الأسطوري من شعب أبي يخوض معاركه على عدة جبهات ومنها معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها اربعمائة اسير، يرفعون مطالبهم بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وإعادة التعليم الجامعي والتوجيهي، ووقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام الاسرى، والسماح بالزيارات العائلية ، وتحسين علاج المرضى، ووقف سياسة التفتيش والاذلال لأهالي الأسرى خلال الزيارات على الحواجز، والسماح بإدخال الكتب والصحف والمجلات، ووقف العقوبات الفردية والجماعية.

بلال كايد اليوم يمضي من اجل نيل حريته فيخوض معركة الأمعاء الخاوية ويقف في مقدمة المتضامنين معه القائد المناضل الكبير احمد سعدات والحركة الاسيرة المناضله ورفاقه ، هؤلاء المناضلون علموا الكثير في أنحاء الدنيا من التواقين للحرية والعدالة والمساواة والتحرر..بأن النصر تصنعه ارادة الاحرار .

وفي ظل هذه الظروف نرى التحرك التي تقوم به اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والحملة الاهلية لنصرلرة فلسطين وقضايا الامة الحزب الشيوعي اللبناني والفصائل الفلسطينية والاحزاب الوطنية اللبنانية والعربية على اكثر من صعيد من اعتصامات ولقاءات تضامنية للتضامن مع الاسرى في معركتهم المتواصلة ولمطالبة العالم بدعم المطالب المشروعة للأسرى المضربين ، والعمل على وقف سياسةالاعتقال الاداري .

إن دولة الاحتلال الصهيوني لا تسجن سبعة الاف فلسطيني فقط بل أنها في حقيقة الأمر تسجن الشعب الفلسطيني، فهي تستمر في الاعتقالااتت اليومية وتهويد الارض والمقدسات وتمارس الارهاب المنظم من خلال عدوانها المتواصل في الضفة وقطاع غزة ، فالضفة بالكامل مع القدس محتلة ومقطوعة الأوصال وقطاع غزة الشعب محروم من أبسط الحقوق وخاصة الغذاء والدواء وهذا القطاع مطوق من قبل الاحتلال بسياج ومعابر كاملة ، والانقسام الداخلي يلقي بظلاله ، فكل ما يحدث هو وصمة عار في علىجبين العرب وجبين الإنسانية، الا ان ارادة

الشعب الفلسطيني امام كل ما يحدث هي الاقوى ، رغمان الاحتلال لم ولن يستوعب الدرس الفلسطيني،هذا الدرس الذي يؤكد كل يوم بأن شعبنا الفلسطيني عصي على الترويض وعصيٌ على الهزيمة والانكسار بل أكثر من ذلك فإن المناضلين الفلسطينيين أسرى الحرية وفي مقدمتهم القائد بلال الكايد ورفاقه حولوا سجون الاحتلال وبالرغم من كل قساوة ظروفها إلى مدارس وجامعات في العمل الثوري وهذا ليس محض كلام بل واقع فعلي ، وةهذا يستدعي من الجميع اليوم العمل على انهاء الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي بدونها لن نتمكن من الصمود ولن نحرز الانتصار.

ونحن نقف بكل شموخ امام الحركة الاسيرة وقادتها العملاقة احمد سعدات ومروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي ، نطالب الجميع بتحمل المسؤولية في دعم الحركة الاسيرة ودعم الاسرى المضربين عن الطعام وفي مقدمتهم بطل معركة الامعاء الخاوية بلال الكايد ، فلا يجوز ان تقوم الاجهزة الامنية الفلسطينية بقمع المسيرات والاعتصامات التضامنية بدلا من مساندتها، حتى ولو كان هناك خطئ معين حصل من معتصم او معتصمة او متظاهر او متظاهرة ، فاين الديمقراطية التي ننادي بها ، فيجب ان أن نكون أوفياء لشعبنا الفلسطيني ولنضاله نقدم ونبذل كل مافي استطاعتنا من أدجل دعمه والتضامن معه تحت شعار كل ما نقدمه لايساوي قطرة دم تسال من طفل فلسطيني، هذا هو الشعار الذي رفعه الشهيد القائد الاسير الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس .

ختاما : لا بد من القول ، ان بلال كايد أعاد البوصلة باضرابه إلى مسارها الصحيح حيث تحدى الاحتلال ورفض المساومة على حقوقه وقاوم كل صنوف التعذيب بالإرادة والعزيمة وجسد بصموده وأمعائه الخاوية حالة رمزية تشكّل مصدر إلهام لشعبنا، وتعيد الاعتبار لقضية الأسرى في الواجهة بعد سنوات من التقصير والإهمال، مما يستدعي اليوم من كافة القوى والاحزاب العربية والتقدمية وأحرار العالم التضامن مع الأسرى وتكريس كل جهودهم في خدمة قضية الأسرى وتحويلها إلى قضية رأي عام دولية، وفضح ممارسات الاحتلال بحق الاسرى، وان نقول من موقع الوفاء وليس بكلمات عابرة ان ما يقومون به الاسرى وفي مقدمتهم الحركة الاسيرة ممارسة ثورية لا تعرف التردد أو الوهن، ونحن نعلم .فأن من يقدّم حريته ثمناً لحرية شعبه يستحق الحرية ، واننا على ثقة بان شعب الفلسطيني سينتصر مهما كانت التضحيات.

بقلم / عباس الجمعة

كاتب سياسي