لم يختلف الفيتناميون على حكومة بلادهم أيام الاحتلال الأمريكي وكذالك لم يفعل الفرنسيون أيام الاحتلال النازي,
نحن وحدنا من دون شعوب الأرض من جعلنا الاحتلال مربح وبدون تكاليف فهو يحتلنا علنا وعلى رؤوس الأشهاد ونحن نرفع عنه أية كلفة للاحتلال بل على العكس من ذلك هو يمارس الربح علنا الآن، وعليكم أن تعودوا لحساباتكم, كم ندفع له ثمن كهرباء تولد على أرضنا وماء يسرق من جوف أرضنا وبترول يأتي من بترولنا وثمن الهواء الذي تدفعه الاتصالات لهم هو يستغل الأرض ويصدر مواردها ويستغل الأيدي العاملة الفلسطينية هو يزرع ويبني المستوطنات ويقيم المشاريع والبني التحتية في أرضنا التي يستغلها تحت سمعنا وبصرنا وبإرادتنا , نحن لسنا أكثر من شركة استثمارية مربحة للاحتلال ، فالاحتلال يحقق مرابحه من جراء احتلاله ما يقارب أربعة مليارات دولار سنويا
انشغلنا بخلافاتنا واشغلنا العالم بها وتناسينا وتناسى العالم معنا أن هناك احتلال على الأرض يمارس القتل والتدمير والتهويد والاستيطان علنا وعلى مرأى منا ومن عالمنا العربي وتحت بصر وسمع المجتمع الدولي
للتذكير فقط دعونا لا نستنسخ التاريخ فبدلا من صراعنا مع المحتل فان صراعنا مع أنفسنا وهذه هي الكارثة :
1- المجلسيين والمعارضين شكلوا النموذج الأول في تاريخ الخلاف الفلسطيني وانتهت إلى ما انتهت إليه خلافاتنا الفلسطينية وقضيتنا الفلسطينية الضفة الغربية ضمت للأردن وقطاع غزه تحت الاداره المصرية .
2- منظمة التحرير بقيادة الشقيري في بداية الستينات وظهور الفصائل وبروز الصراع على قيادة المنظمة بعد هزيمة 1967 مباشرة.
3- الصراع مع السلطة اللبنانية والاقتتال مع السلطة في الأردن وما آلت إليه الأمور من خروج المقاومة من الساحة الأردنية واتفاق القاهرة عام 69 مع لبنان.
4- ظهور الصراع الداخلي في أوساط منظمة التحرير بين تحالف فتح الديمقراطية والقوى الرافضة للحلول الاستسلامية.
5- الحرب الأهلية اللبنانية والانغماس الفلسطيني بها والوصول للاجتياح الإسرائيلي للبنان والخروج الرسمي للمقاومة من لبنان.
6- ظهور الانقسام الحاد في المنظمة بين التحالف الوطني والتحالف الديمقراطي واللجنة المركزية لفتح.
7- الانتقال إلى محادثات مدريد وأوسلو وإعلان الاتفاق وظهور محور أوسلو – الفصائل العشر.
8- تأسيس السلطة الفلسطينية والتخبط الذي أصاب الجميع بين مشاركة حيية ومعارضة أكثر خجلا ومواقف بلا معنى بدأت بمقاطعة الانتخابات وانتهت بالمشاركة المطلقة للجميع وانتهت إلى ما انتهت إليه .
9- ما نعيشه الآن من خلافات وصراع لا نعلم إلى أين سيقودنا وانتظار ليس له ما يبرره من قبل الآخرين.
كل ذلك وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس نشاطاتها الاستيطانية وسياستها التهويديه في ظل خلافاتنا, لقد انتصرت إسرائيل على المجلسيين والمعارضين وانتصرت على المنظمة والأردن وها نحن نكمل توفير الأجواء لها للانتصار دون أن يحقق أيا منا شيئا بشان القضية الفلسطينية فلا المجلسيين استمروا بحكومة عموم فلسطين ولا المنظمة انتصرت بإخراج الأردن من الدائرة وتحول قرار مؤتمر الرباط من قرار لصالح القضية الفلسطينية إلى فرصة لتفريغ المكان أمام الاحتلال من مطالب عربي آخر, وهكذا تحول فك الارتباط القانوني والإداري بين الضفتين الشرقية والغربية إلى تسهيل لسلطات الاحتلال الصهيوني ولامعان إسرائيل في نهب أرضنا وتهويدها وتمكنت من تحويل الصراع من صراع على حقوق إلى تنازع على أراضي ،وبالتالي فلم نجد في سلتنا سوى هذا الصراع على الاستحواذ على النفوذ والقوى دون أن نأخذ في اعتبارنا أن الاحتلال جاثم على صدورنا ، , فهل هذا الصراع يحقق هدفنا ويوصلنا لتحقيق شعار رفعناه منذ انطلاق ثورتنا استقلال القرار الفلسطيني, وأي استقلال هذا ونحن نعيش صراع مراكز القوى وصراع مصالح والبعض يعمل لتحقيق مآرب لأجندات خاصة ,
نختلف ولا نعرف على ماذا نختلف ضللنا بوصلتنا وغرقنا في متاهات خلافاتنا وأصبحنا نفتقد لمعرفة ما نريد ، نريد سلطه وطنيه ولا نريد .... نريد حكومة وفاق ونقف في وجهها ..... نريد امن واستقرار ونسعى للفوضى والعبث الأمني ،نرفع شعار نعم لتطبيق القانون والانتصار لمبدأ سيادة القانون ونخرق القانون ، نريد الحفاظ على الأرض والهوية ونغرق بخلافات تؤدي بالأرض والهوية معا
عاصرنا ثورات العالم التي انتصرت إلا نحن الم ينتصر الفرنسيون على حكومة فيشي النازية الم ينتصر الجزائريون على احتلال فرنسا للجزائر الذي دام مائة وثلاثون عاما ، الم ينتصر الفيتناميون على الاحتلال الأمريكي الم تنتصر كوبا على حصارها ويبقى السؤال لماذا لم ننتصر والجواب لأننا نستنسخ تاريخنا ونغرق في صراعاتنا وخلافاتنا دون أن ننجح لتحديد أولوية بوصلتنا
المحامي علي ابوحبله