منذ أن أعلن عن تحديد موعد إجراء انتخابات البلدية سارع أبناء فتح في الميدان وبادروا الى التواصل والاتصال مع بعضهم البعض قبل قيادتهم والعمل سويا على لملة صفوفهم والوقوف خلف قوائم حركة فتح والعمل على انجاحها بكل السبل في مواجه الخصم وايقاع الهزيمة به، وهذه خطوة جريئة احتسبت للكل الفتحاوي بمختلف تياراتهم ومسمياتهم ومواقعهم التنظيمية، وترك الجميع الاختلافات والخلافات وتباين المواقف الحركية جانبا من على وعي وإرادة تامة من أجل حركة فتح الثورة والثوار التي تعرضت لمحطات مختلفة في محاولة الالتفاف عليها والاصطياد في المياه العكرة، ولكن صحوة أبناء فتح قطعت الطريق على كل من يراهن على الاختلافات الداخلية ليسجل انتصاره، ويحسب للأخوة دعاة التيار الإصلاحي في الحركة مواقفهم الوحدوية والتي لامسها الجميع في الميدان قبل التصريحات دليل قاطع على حسن النوايا اتجاه انجاح مشروع حركة فتح في البلديات.
وعلى ما يبدو أن وحدة حركة فتح أزعج المزعجين في الخصم السياسي الذي سخر كل امكانياته الاعلامية وغيرها للنيل من وحدة حركة فتح من خلال تسخير مواقعها المنتشرة لنشر الأكاذيب والفبركات الاعلامية والاشاعات والأخبار الكاذبة والتحريض ضد الحركة بهدف توتير أجواء الأخوة وتسميمها دون أدنى التزام بالمهنية وأخلاق المهنة للعب على وتر الخلافات الداخلية، ولكن يقظة أبناء فتح أفشلت كل مخططات الخصم وبقى النسيج الفتحاوي متماسكا ليبقى الاختلاف في العمل التنظيمي في أورقة العمل الفتحاوي الداخلي فقط.
وجاء البيان الأخير للجنة المركزية لحركة فتح والدعوة الى الوحدة الفتحاوية ورص الصفوف ونصرة قوائم الحركة وتكاتف الجهود من أجل المصلحة العامة للحركة، واستعداد قيادة الحركة مراجعه بعض القرارات والاجراءات العقابية المتخذة بحق مجموعة من أبناء الحركة كخطوة أولى في الاتجاه الصحيح وخلقت أرضية وأريحية لدي أبناء فتح بأن حركة فتح قوية ومتماسكة، وأيضا دليل واضح على حسن متابعة القيادة للواقع الميداني للحركة نحو رص الصفوف ومواجهة التحديات التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية.
ولعل اهتمام رؤساء العرب والعالم أجمع وترحيب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبدالله أثناء لقاء القمة الذي عقد بينهما بلم الشمل الفتحاوي ووحدة الحركة يؤكد على أن حركة فتح مظلة الكل الفلسطيني وحامية المشروع الوطني والمؤتمنة على مقدرات شعبنا، وهي رسالة افتخار ومحبة عربية بأن فتح أم الجماهير وخيار المرحلة وكل المراحل؛ وأنها تحمل الفكر المعتدل للدفاع عن الوطن وحمايته من المتعدين وانها مشروع وطني فلسطيني بامتياز بعيدا عن الاجندات الخارجية.
لقد بات اليوم واضحا للجميع بأن حركة فتح تدخل معترك انتخابات البلدية موحدة بعد فشل كل الرهانات على غير ذلك؛ وتقطع الطريق على كل المتربصين وأصحاب الأوهام الشيطانية ، ويسجل للرئيس أبو مازن وللقيادة وجميع أطر حركة فتح وتياراتها المختلفة موقفهم الوحدوي، وأن المصالحة الفتحاوية الداخلية خطوة ايجابية تخدم المصالحة الوطنية الفلسطينية، وستخدم الدفع بالعملية السياسية في المستقبل.
بقلم/ د. رمزي النجار
[email protected]