حول القمة المصرية الاردنية

بقلم: وفيق زنداح

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد الله قمة ثنائية في قاهرة المعز تتويجا للعلاقات الثنائية الاستراتيجية التي يحرص الزعيمين عليها وعلي تطويرها وتأكيد أبعادها ....بما يخص علاقات البلدين وبما يخص قضية العرب الاولي قضية فلسطين ....وما وصلت اليه من طريق مسدود علي المسار التفاوضي والسياسي وما تأكد بعد سنوات طويلة ....ان دولة الكيان لا زالت علي احتلالها واستيطانها وعدوانها ورفضها لإرادة المجتمع الدولي وقراراته ذات الصلة والعلاقة بحل القضية الفلسطينية .

اجتماع الزعيمين يعتبر من الاجتماعات ذات الاهمية القصوى لما للبلدين من علاقات متميزة مع فلسطين وقيادتها وعلي راسها الرئيس محمود عباس ....وما الشكر المقدم للرئيس عباس من زعيمين عربيين الا تقديرا واهتماما مصريا واردنيا بالحرص علي فلسطين ووحدتها ....كما الحرص علي حركة فتح ووحدة ابنائها ....والحرص علي الوطن الفلسطيني وانهاء انقسامه وتعزيز وحدته باعتبار ذلك طريق وحيد لمواجهة المحتل وامكانية استئناف المفاوضات علي ارضية الوحدة الفلسطينية التي تعزز من اوراق التفاوض ....وتبدد كافة الحجج والمحاولات الاسرائيلية التي تحاول تسويقها حول العنوان الذي يمكن التفاوض معه.... وحول الشرعية المتوافق عليها ...ذرائع واوهام اسرائيلية تحاول من خلالها حكومة نتنياهو ان تشكك ....وان تتهرب من استحقاقات التسوية لأنها تدرك كما غيرها ان الشرعية الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية متمثلة بالرئيس محمود عباس وان ما تم انجازه سياسيا ودبلوماسيا من اعترافات وعلاقات دبلوماسية من دول عديدة وما صدر من قرارات اممية انما يؤكد هذا الثابت السياسي ...كما ان الموقف العربي الاسلامي الافريقي يؤكد وحدة القيادة ووحدانية التمثيل والمعترف به اقليميا وعالميا علي أن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا الفلسطيني اينما تواجد داخل الوطن وخارجه.

حرص فخامة الرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله علي فلسطين ووحدتها وتماسك قراراتها ووحدانية تمثيلها وفتح الافاق الواسعة لاستعادة وحدة ابنائها وقادتها في اطار حركتهم الرائدة حركة الجماهير والملايين فتح .....انما يؤكد علي حرص مصري اردني سيبقي محل تقدير واعتزاز وثناء وعرفان ....كما ان حرص البلدين العربيين وقيادتهم السياسية علي تعزيز المصالحة وانهاء الانقسام انما يؤكد علي الدور العروبي والقومي للقيادة المصرية والاردنية .

جاءت القمة المصرية الاردنية لتأكيد موقف الدولتين علي محاربة الارهاب الذي لازال يطل براسه بالعديد من الساحات ....واهمية مواجهته وقطع دابره واستئصاله ومحاصرته والقضاء عليه وعدم تركه يتحرك بفعل قوي استخباراتية تدفع له من المال ....كما تموله بالسلاح لإثارة الفوضى والفتن وخلق حالة عدم الاستقرار والامن وارباك اولويات الدول وتطورها واحداث التنمية بداخلها.

جاءت القمة المصرية الاردنية في اطار التنسيق المشترك والمتابعة الحثيثة لمحاربة الارهاب ....كما جاءت القمة لتؤكد ان السلام في فلسطين واستعادة الحقوق الفلسطينية كما استعادة الشعب العربي الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية يعتبر مدخلا اساسيا لتحقيق الاستقرار والامن داخل المنطقة كما يعتبر مدخلا هاما وحيويا للقضاء علي الارهاب وجذوره واسباب وجوده ومبرراته وذرائعه التي يحاولون تسويقها وخداع الناس بها .

جاءت القمة المصرية الاردنية لتؤكد علي اهمية استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وفق المرجعيات الدولية بما يحقق دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية .

كما أعرب الرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله عن تقديرهم للرئيس محمود عباس لاستجابته لدعوة لم الشمل الفلسطيني وبيان اللجنة المركزية لحركة فتح الذي اكد علي دعوته لأبناء الحركة بان يكونوا تحت مظلة حركتهم بما يخدم قضيتهم والوضع الداخلي الفلسطيني في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية.... جاءت القمة المصرية الاردنية للبحث في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في شتي المجالات السياسية والاقتصادية .

كما جاءت القمة لتؤكد عبر جلالة الملك عبد الله عن مساندته الكاملة وبشتي المجالات لمصر الشقيقة وعلي راسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي .

لقد اكدت القمة المصرية الاردنية علي الاتفاق لتكثيف التنسيق والتشاور لأجل الدفاع عن الاسلام ضد من يقومون بتشويه صورته الحقيقية والي نبذ العنف والتطرف .

لقد جاءت القمة المصرية الاردنية بتوقيت هام ...وفي ظل تحديات سياسية اقتصادية وامنية تتطلب لقاء الزعيمين للتنسيق والتشاور ودفع عجلة التقدم... بما يخدم الدولتين وبما يخدم قضية العرب الاولي قضية فلسطين.

بقلم/ وفيق زنداح