نظرة على قوائم الانتخابات المحلية

بقلم: سميح خلف

تسلمت  اللجنة المركزية  للانتخابات المحلية  القوائم الانتخابية  وعددها 840 قائمة  تمثل كل المحافظات تحت سيطرة السلطة الوطنية  والتي تمثل بقوائمها ما يقارب 5 مليون فلسطيني  موزعين على محافظات الوطن المحتل وبتعداد ما يقارب 3 مليون فلسطيني في الضفة و2 مليون فلسطيني في غزة تمثل في 16 محافظة 11 في الضفة الغربية 5 في غزة .

الانتخابات والمقر استحقاقها  بناء على قرار وزارة السلطة  في 8/10/2016 وكان يوم الخميس الموافق 25/8/ 2016 اخر موعد للترشح وتقديم القوائم والاستحقاقات المالية للجنة .

في ظل التفاؤل من البعض والتشاؤم من البعض الاخر ، الفلسطينيون ينظرون للانتخابات بحذر شديد واندفاع وحقن وشحن من كافة القوى  لا تخلو من الحزبية والعشائرية التي توظف لخدمة هذا الحزب او ذاك ، وبصرف النظر عن الدوافع التي ادت لاتخاذ هذا القرار  في اجواء  غير صحية يعيشها المواطن والحالة السياسية والامنية للشعب الفلسطيني ، الا ان على الفلسطينيون المقيمين في سلطة الحكم الذاتي عليهم بادلاء صوتهم في هذه الانتخابات   في اجواء تفتقر  للحالة الصحية  التي يمكن ان تسير فيها العملية الديموقراطية  بدون مؤثرات على المواطن سواء من قبل الاحتلال او من خلال السيطرة في الضفة والسيطرة في غزة ، والملاحظ ان العجلة الاعلامية لكلا القوتين المشاركتين في الانتخابات وبشكل اساسي  لا يتحليان بالمنافسة على برنامج له استراتيجية واحدة مع اختلاف التكتيك  ولكن الانقسام ما زالت ثقافته واضحة وممنهجة بحيث تستبدل مناخات التنافس لخدمة المواطن  الى شكليات التناحر ، وان كان نظام الانتخابات يعتمد على التمثيل النسبي وهو مؤشر لن يعطي أي فصيل تمثيل 100% بل يمكن ان يكون المجلس البلدي ممثل من اكثر من قوة سياسية وفصائلية ، فان توفرت النوايا الحسنة وكان الهدف خدمة المواطن فهي ظاهرة وتمثيل صحي ولكنني اشك في ذلك لوجود عصى الانقسام واستحقاقات مهمة كان يجب تقديمها مثل انهاء الانقسام والانتخابات الرئاسية والتشريعية  واحياء مؤسسات منظمة التحرير  بحيث تتم عملية الانتخابات البلدية في اجواء صحية بامتداد لوحدة البرنامج السياسي في ظل مؤسسات تشريعية وتنفيذية حية .

المهم قدم الجميع قوائمهم الانتخابية  لليوم الحاسم كما سموه في الصراع على السلطات المحلية التي قد تعطي الشرعية لهذا او ذاك امام دول الاقليم والمجتمع الدولي الذي يراقب والاحتلال  الذي يتطلع لسلطات الحكم المحلي  والوجهاء والعائلات ورجال الاعمال  بانهم الفئات التي يمكن ان يتعاون معها الاحتلال   وكما جاء على لسان ليبرمان وفي تجاوز للسلطة بعد اضعافها  وهو احياء لروابط القرى واطروحات ايجال الون في السبعينات وروابط القرى ومن بعدهم شارون.

انتقاء اسماء القوائم  وهنا لا ننكر ان هناك بعض الكفاءات  مدرجة في كثير من القوائم باختلاف الانتماءات الحزبية  الا ان مرحلة النضوج الثقافي  ما زالت متأخرة  في المجتمع الفلسطيني ن فقد اعتمدت كثير من القوائم على البناء والنفوذ والحجم العائلي والقبلي  سعيا لاستقطاب الاصوات ، ومن الملاحظ ايضا  ان كثير من العائلات لهم اكثر من اسم وفي اكثر من قائمة ولاحزاب وفصائل مختلفة ..... ربما التعددية  الانتمائية للقبيلة قد تكون ظاهرة صحية  ولكن من مساوئها في حالة الانقسام انها تكرس الانقسام افقيا وعموديا في المجتمع الفلسطيني الذي يبدا بتفسخ الاسرة والقبيلة واضفاء صفة التناحر السياسي من اضيق الابواب الى اوسع الابواب ، وبالتالي  قد وجدنا ان احد القبائل تحذر ابنائها بعدم التمثيل في حزب اخر والا قطع الغطاء القبلي والعائلي عنها ...... ثقافة لا تبشر بخير ابدا ....... ما دام هذا النفس  وهذا السلوك استنهض قوة العشيرة والقبيلة  للتمثيل للشعب يعني ان الانتخابات تخرج عن مفهوم الديموقراطية بتفاصيلة فهو نهوض العائلة والقبيلة التي تتمتع بتعداد وافر على حساب كفاءات وطنية وحزبية لاسر صغيرة ....... وهدا ما حدث فعلا في تشكيل القوائم بالاضافة للولاءات الشخصية والجماعية .

اما تمثيل الشباب وان كان بعض التمثيل شكلا ولكن لم يخلو ايضا  من دكتاتورية الخيار باستثناء وتغييب كفاءات شابة واعدة كانت يمكن تصقل تجربتها ككوادر وقيادات مستقبلية من خلال سلطة البلديات ..... اجمالا هذا هو الموجود وهذه هي الثقافة  وهذا هو الواقع ... ويجب التعامل من خلالة ..... فما زلنا ابعد كثيرا عن ثقافة المواطنة وحقوقها وواجباتها .... في ظل نظرات اخرى سياسية للانتخابات المحلية  وهي نظرة غير خدماتية  تسعةى كافة الاطراف لتكريس وجودها وشرعيتها  في ظل احتلال يدرس ويتمعن ويخطط بكيفية التعامل مع تلك الافرازات  في تخطي للسلطة وبرنامجها ووجودها ....... ومهما كانت التصورات ....... نأمل ان تكون تلك الانتخابات  وافرازاتها  ان تخدم المواطن في ظل برنامج وطني موحد ينهي الانقسام ويوحد الطاقات ويؤسس لنظام سياسي بشرعيات  وبشراكة في القرار تعطي نموذجا لشعب موحد يعاني من قهر الاحتلال والفقر والبطالة  والتسطيح الثقافي والاجتماعي

 

بقلم/ سميح خلف