يحلم اليهود من آلاف السنين بالعودة إلى القدس "أورشليم" كما يزعمون، فهم يدعون أنهم يعودون لأرض كانت لأجدادهم، ولوطن كان تاريخهم، ويدعون أنهم يعودون إلى أقدس مكان لهم على وجه الأرض، تم تدميره بفعل الغزاة، ونتيجة ضعف ممالك اليهود.
ما سبق من أكاذيب سياسية لا يرقى إليها الشك لدى معظم اليهود، ولا مجال لمناقشتهم بصحة زعمهم من عدمه، ولاسيما أن الأصل في وجودهم المسلح فوق هذه الديار، هو حسن العبادة، والالتزام بتعاليم المعتقد، إذ لا تصح عباداتهم إلا إذا عادوا إلى هذه الأرض المقدسة، وأعادوا بناء الهيكل في المكان نفسه الذي كان قائماً قبل آلاف السنين، كما يزعمون، لذلك هم يحضرون للحدث الديني الهام منذ سنوات، حيث قامت جماعات دينية برسم المخطط العام للهيكل، وتقوم جماعات دينية منهم بجمع الحجارة المقدسة التي سيبنى منها الهيكل، وتعطي كل حجر رقم، وتحدد مكانه في المبنى، وهنالك منظمات يهودية تقوم بنسج البسط الحمراء التي ستفرش في حجرات الهيكل وساحاته، وهناك مزارع في الجليل تتدعي أنها عثرت على البقرة الحمراء التي ستذبح على أبواب الهيكل؛ لتطهير اليهود قبل دخولهم المكان المقدس، ويشرف على تربية البقرة المقدسة مجموعة من اليهود المتدينين، وهنالك المعاهد الدينية الخاصة التي تعمل على إعداد مجموعة من الحاخامين المكلفين بعلوم الدين والإرشاد في الهيكل المزعوم.
قبل أيام، كشفت بعض المواقع الإعلامية العبرية التابعة "لائتلاف منظمات الهيكل المزعوم"، عن خطة عمل تهدف إلى هدم المسجد الأقصى في غضون ثلاثة أعوام، وهو الموعد المحدد لبناء الهيكل المزعوم
بعد ذلك كشفت القناة العبرية الثانية عن مؤسسات ومنظمات يهودية تجهز نفسها لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وأنها وبانتظار قرار سياسي رسمي في ذلك، بعدما تم وضع خرائط للهيكل المزعوم ومدة البناء لن تزيد عن ثلاثة أعوام، وأن هذه المنظمات بدأت في نقل المعدات والأدوات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة، التي باتت جاهزة بكل تفاصيلها ومكوناتها، وأزعم أن القرار السياسي لن يتأخر في ظل الانشغال الفلسطيني بأحداث شمال الضفة الغربية، وفي ظل الصراعات الداخلية الفلسطينية، وغياب استراتيجية العمل الفلسطيني الموحد ضد المخططات الصهيونية، التي كشف عنها رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، رجل المخابرات "آفي ديختر" حين قال: لن نسمح للمسلمين في المسجد الأقصى بأن يحظروا دخول غير المسلمين لهذا المكان المقدس للجميع، لن نسمح للمسلمين بحرماننا من دخول القدس مثلما يحدث في مكة والمدينة في السعودية، ولن نسمح لهذا الفكر بأن يتحقق.
إن ترك المسجد الأقصى تحت رحمة اليهود ومخططاتهم دون مواجهة فلسطينية عربية إسلامية شاملة فيه تهديد للمقدسات الإسلامية؛ التي لا يدافع عنها عملياً إلا حماة الأقصى، أولئك المرابطون في ساحات المسجد ليل نهار للدفاع عنه، وهؤلاء الرجال والنساء لهم طاقة محدودة في المقاومة والمواجهة، وهم بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي، وهذا لا يقدر عليه سكان القدس وحدهم، والذين يبلغ عددهم 360 ألف مواطن فلسطيني، لديهم الاستعداد للدفاع عن مقدساتهم الإسلامية، والتضحية بالروح دفاعاً عن عقيدتهم.
القدس تستصرخ قوة العرب والمسلمين، ولا تنتظر التصريحات التي يهزأ منها اليهود.
فحين ولد بنيامين بن إليعيزر في العراق قبل ثمانين سنة، سماه والداه من الخوف "فؤاد"، في الوقت الذي كان اسمه الحقيقي "بن يامين" ومعناها بالعربية، "ابن البركة".
ظل فؤاد يهودياً مؤدباً متواضعاً محترماً متسامحاً حتى عاد إلى أرض الميعاد، كما يزعمون، ووسط الضعف العربي والتفكك كبر "فؤاد" وكبرت معه إسرائيل وصارت قوة عسكرية غاشمة، وصار فؤاد ملك القتل والذبح ورب المجازر ضد العرب والفلسطينيين، صار فؤاد بطلاً من أبطال إسرائيل، وصار وزيراً للحرب، واسمه الجنرال بن يامين إليعيزر.
قوة العرب والمسلمين فقط هي قادرة على أن تجعل اسم بنيامين نتانياهو فؤاد عطا الله.
د. فايز أبو شمالة