منذ سنوات كان الجميع ينتظر قرار رشيد وحكيم يقطع الطريق على الناعقين ومن رأوا مصالحهم مع حالة التفسخ والانفصام الذاتي والمتداخل في حركة فتح ، كان البحث عن الذات هو عصب التفكير لكل فتحاوي ووطني يدرك خطورة ان تبقى فتح في حالة الترهل والتجزءة والنفور بين ذاتها ومساماتها وعروقها الحية ، ومن هنا كانت وما زالت فتح ووحدتها هي ام المسؤليات التي تلقى على عاتق قيادتها ،فلا اشكاليات لدى القاعدة الفتحاوية ، ومهما حاول بعض اصحاب لغة التشرذم والفبركة والمواقف العصبوية ان ينشروا ثقافتهم السوداء في اوساط هيكليات فتح واطرها ومؤسساتها .
بعض منهم فوجيء بالاستجابة العاجلة من قيادة فتح للمجهود الاقليمي الذي تقوم به مصر وعلى رأسها الرئيس السيسي والمجهود الاردني وعلى رأسه العاهل الاردني جلالة الملك عبد الله الثاني ..... هذا المجهود المدعوم من قبل دول اقليمية اخرى وهامة من الامارات الى المملكة العربية السعودية ، هؤلاء الذين مازالوا يفكرون بانهم قادرون على وقف سيل المصالحة والوحدة الداخلية في داخل حركة فتح ، واذهلتهم الخطوات الايجابية التي اتخذتها اللجنة المركزية لفتح بعودة كل المفصولين الى حضن فتح الذي يجب ان يستوعب الجميع ويستوعب كافة وجهات النظر ، وهي الظاهرة الصحية التي تقفز فيها فتح عن الامها وجروحها لتستطيع ان تؤدي دورها الوطني والقومي على كافة المسارات الداخلية والخارجية .
لم تكن الاستجابة المسؤلة من قيادة فتح قد ادهشت الانفصاليين والاقصائئين فقط بل خرج البعض منهم بذرائع واهية والتفاف على حقيقة المرحلة وظروفها محاولين وضع بعض العراقيل والتعليلات والتبريرات التي قد تعرقل مسيرة التلاحم الداخلي المطلوب ، هؤلاء الذين يضعون الغش في ارادة نقاء الحليب ، اصبح سلوكهم وابجدياتهم مفضوحة لدى ايقونة فتح والشعب الفلسطيني وبالتالي لن يجدوا لهم مقعدا او لغة او ابجديات في مسيرة الوحدة الداخلية ومسيرة الوحدة الوطنية المنشودة .
كثير من المهمات والقرارات واعادة صياغة البنيان الداخلي لحركة فتح ما زالت تنتظر التئام الجرح الحركي وعودة ما اطلق عليهم المفصولين من الحركة لكي تكتمل ديمومة وميكانيزمات حركة فتح في ميادين الفعل الوطني والاقليمي ولان فتح ووحدتها لا تمثل فقط حالة وطنية فقط بل هيي من صلب المعادلة القومية التي تواجه عدة ارباكات وتحديات نتيجة المتغيرات التي تعصف بالمنطقة ومن اهمها استهداف منظمة السيادة الوطنية ووحدة الاراضي لدول عربية .
الاقصائيون وذرائعم ما عادت تنطلي على احد وبكل ما استخدموه من سلوكيات وادوات التزوير والاختلاق لمشوهات طالت العديد من القيادات وعلى رأسها الاخ محمد دحلان ن فكان لابد من الاصغاء لموقف تاريخي ينهي الحالة الخلافية بين قطبي الحركة عضو اللجنة المركزية محمد دحلان ورئيس فتح محمود عباس ، وهي حالة لعب فيها اللاعبون من شحن وحقن وتزوير ونقل معلومات خاطئة وغير مشروعة بين الطرفين .... وما اكثرهم هؤلاء الذين يتصيدون في الماء العكر لتعلو مصالحهم على حساب الاخرين وعلى مستقبل كوادر وقيادات اوفت لهذه الحركة واعطت وما زالت تعطي ...... وفي سلوك يبتعد عنه الضمير .....
امام قيادة فتح الان مهمة تاريخية وملحة ولمطلب وطني واقليمي بل تجاوز ذلك الى الموقف الدولي عندما يرحب المنسق الدولي لعملية السلام ميلادنوف بقرار اللجنة المركزية لتوحيد صفوفها وهذا يعكس اهمية الاهتمام الدولي بالاوضاع الداخلية للحركة .
التاريخ لا يرحم وكذلك الاجيال القادمة فل تسرع الخطوات فامام مسؤليات الحركة والوطن لا شيء صعب ، فيجب ان نخلف ما كان وراء ظهورنا لفجر جديد وفي صياغة جديدة لمنظمة العمل الحركي والوطني على كافة المسارات التنظيمية والسياسية والثقافية والاعلامية ..... فالمسؤليات جمة ... ولتنطلق فتح بوحدة قيادتها وقواعدها ومؤسساتها كما يرجو لها الشعب الفلسطيني ودول الاقليم .... وسياتي اكتوبر وما يحمل من مستجدات سواء على صعيد الانتخابات او المبادرات الدولية والاقليمية بفتح الواحدة الموحدة ...... فلا مجال الان للناعقين وادواتهم .
بقلم/ سميح خلف