أضواء على الصحافة الاسرائيلية 31 آب 2016

ليبرمان يهاجم عباس ويتهمه بقيادة سلطة فساد

كتبت "هآرتس" ان وزير الامن افيغدور ليبرمان، هاجم مؤخرا، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واتهم القيادة الفلسطينية بأنها تدير "نظام فساد". وقال ليبرمان خلال جلسات مغلقة، ان الفساد الاقتصادي الذي قاده عباس والمقربين منه هو العائق الأساسي امام تحسين الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية. وحسب اقوال ليبرمان، "من المهم لرجال الاعمال في السلطة الفلسطينية ان يتخلصوا من عباس، فهو يدير نظام فساد يشمل كل شيء".

وكان ليبرمان قد عرض خلال لقاء مع المراسلين العسكريين، قبل اسبوعين، خطته لتغيير سياسة الجهاز الامني في الضفة، التي وصفت بأنها مجموعة من العصي والجزر – تسهيلات للمناطق التي يسود فيها الهدوء الامني، وخطوات عقابية ضد البلدات التي سيخرج منها مخربون لتنفيذ الهجمات الارهابية. وخلال اللقاء نفسه قال ليبرمان، انه ينوي المبادرة الى لقاءات مع رجال اعمال وسياسيين فلسطينيين من اجل ترسيخ "مسار يلتف على عباس" ويسمح لإسرائيل بمناقشة سكان الضفة مباشرة حول اوضاعهم.

ويعتبر ليبرمان الرئيس الفلسطيني خصما سياسيا عنيدا لإسرائيل، ويدعي انه بسبب سياسة عباس لا يمكن التقدم الان في العملية السياسية مع الفلسطينيين. ومنذ عرض خطته، قال ليبرمان خلال فرص مختلفة انه بدأت فعلا اتصالات بين ممثلي الجهاز الامني وفلسطينيين من الضفة بدون وساطة عباس او بتصريح منه.

وحسب اقواله "التقينا عشرات الاقتصاديين ورجال الاعمال من السلطة الفلسطينية. عندما تسأل ما هو اهم شيء بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني يجيب الجميع: الأمر الاكثر اهمية هو التخلص من عباس. انه يدير سلطة فساد تشمل كل شيء. لديه رجال في كل قطاع اقتصادي، في العقارات وسوق الوقود وسوق الاتصالات، ورجال عباس يحصلون على المعشر من كل صفقة، وباستثناء رجال الدائرة الداخلية، لا تسمح قيادة السلطة لاحد بالتطور اقتصاديا. ولذلك من المهم التخلص من عباس. طالما تواجد هناك، لن يحدث أي شيء".

وقال ليبرمان ان إسرائيل ليست ملزمة بالعمل من اجل انهاء سلطة عباس، ولكنه في الوقت نفسه، لا يمكنها اتهام نفسها بالوضع الناشئ في المناطق. "لا يرتبط كل شيء بنا. طالما تواصلت السلطة الفاسدة وغير الفاعلة في السلطة، لن يتحسن الوضع الاقتصادي هناك". وادعى ليبرمان ان عباس يكاد لا يزور مدن شمال الضفة، نابلس وجنين، ويفضل السفر للزيارات السياسية في الخارج. "انه لا يريد الانشغال في قضايا الاقتصاد والتشغيل".

رئيس الموساد السابق يحذر من حرب اهلية في اسرائيل

نقلت "هآرتس" عن رئيس الموساد السابق، تمير بيدرو، قوله امس، ان "التهديد الداخلي يجب ان يقلق الدولة اكثر من التهديدات الخارجية". وفي اول تصريح علني له منذ انهى ولايته، قال بيدرو انه "اذا اجتاز المجتمع حافة انقسام معين يمكن الوصول الى ظاهرة الحرب الأهلية". وحسب أقوال بيدرو فان المسافة الفاصلة بين المجتمع الاسرائيلي والحرب الداخلية تتقلص. "أنا اتخوف من اننا نسير في هذا الاتجاه". وجاءت تصريحات بيدرو هذه في اطار مؤتمر صحفي عقد تمهيدا لمسيرة احياء ذكرى جنود الجيش من ابناء الطائفة الدرزية والتي ستقام في دالية الكرمل في الشهر القادم.

وأضاف بيدرو: "في هذه الأيام تتزايد الامور المسببة للانشقاق على الامور الموحدة. وخلال معركة الانتخابات تم اجتياز الكثير من الخطوط الحمراء، لكن المشكلة هي ان المعركة الانتخابية تتواصل طوال كل سنة. الانقسام شرعي في بيت المشرعين، لكنهم ينقلون هذه الخلافات الى الأسفل، وكأن هذا هو الأهم". مع ذلك قال بيدرو ان الجمهور ايضا، يتحمل المسؤولية عن الانقسام الداخلي. و"تحميل السياسيين المسؤولية عن كل الانقسامات في المجتمع ليس صحيحا. لا يمكن ان نعفيهم من المسؤولية ولكن التغيير يجب ان يأتي من اسفل فصاعدا".

كما تطرق بيدرو الى المقارنة التي اجراها وزير الامن ليبرمان بين الاتفاق النووي الايراني واتفاق ميونخ وقال انه يمنع المقارنة بين الاتفاقيات، مضيفا ان الواقع السياسي في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، يختلف عن الواقع السياسي في ايامنا، ومحاولة المقارنة بين الاحداث خاطئ.

وحول حزب الله قال بيدرو ان التنظيم لم يشكل ابدا تهديدا وجوديا لإسرائيل، مضيفا: "يمكنه ازعاج الوحدة الداخلية لكنه لا يوجد هنا تهديد". وتنبأ بيدرو بقيام الدولة الفلسطينية، وقال: "رئيس الحكومة قال انه ستكون دولتان بين البحر والنهر وهو محق".

نتنياهو يهاجم مبعوث الامم المتحدة ملدانوف

كتبت "هآرتس" ان ديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اصدر ليلة الاثنين – الثلاثاء، بيانا رد فيه على تصريح مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيقولاي ملدانوف، الذي قال في مجلس الامن بأن المستوطنات هي عقبة امام السلام.

وجاء في بيان ديوان نتنياهو ان تصريح ملدانوف "يشوه التاريخ والقانون الدولي ويبعد السلام. اليهود عاشوا في القدس والضفة الغربية منذ الاف السنين، وتواجدهم هناك ليس العقبة امام السلام. العقبة امام السلام هي المحاولة غير المتوقفة لإنكار الرابط بين اليهود واراضي دولتهم التاريخية والرفض المتعنت للاعتراف بانهم ليسوا غرباء فيها".

وكان ملدانوف قد صرح بأن التوسيع غير القانوني للمستوطنات وعدم سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة هي عقبات اساسية امام السلام. واضاف بأن هناك "زيادة في البيانات الاسرائيلية حول البناء في المستوطنات وهدم المنازل".

تمديد امر منع نشر تفاصيل التحقيق في قتل شقيقين فلسطينيين

ذكرت "هآرتس" ان محكمة الصلح في القدس، مددت للمرة الرابعة، امس، امر منع نشر تفاصيل التحقيق المتعلق بقتل شقيقين فلسطينيين على معبر قلنديا في شهر نيسان. وتم تمديد الأمر حتى 27 ايلول المقبل، ما يعني اجتياز امر المنع لسقف المئة يوم التي يحددها القانون.

وكان الحراس المدنيين على المعبر قد اطلقوا النار على مرام اسماعيل (23 عاما) وشقيقها صالح طه (16). ونقلت شرطة "شاي" الى النيابة نتائج التحقيق، منذ شهرين، ولكنها، وبشكل غير عادي لم ترفق ذلك بتوصية بمحاكمة او عدم محاكمة الحراس.

ويمنع امر النشر، ايضا، نشر التوثيق الذي التقطته كاميرات الحراسة على المعبر للحادث. وكانت الشرطة قد رفضت السماح بنشر التوثيق بادعاء ان المقصود مواد تحقيق، ولكن يستدل من الفحص ان الناطق بلسان الشرطة نشر اشرطة في احداث مشابهة في السابق، بل اضاف لها عناوين من اجل شرح ما يحدث وتبرير سلوك الشرطة.

المدعي العسكري: "من واجبنا التحقيق في المخالفات الخطيرة"

قالت صحيفة "هآرتس" ان المدعي العسكري الرئيسي، العميد شارون افيك، تطرق امس، الى الانتقادات المتعلقة بمحاكمة الجندي اليؤور ازاريا، المتهم بقتل المخرب الفلسطيني الجريح في الخليل، وقال ان النيابة تقوم بواجبها رغم الانتقادات. وقال افيك: "اسمع في الأشهر الأخيرة اصوات ناقدة ضد اجراءات قانونية معينة تسبب ضررا للمجتمع. الانتقاد مهم، ولكن في المكان الذي ارتكبت فيه مخالفة خطيرة، ظاهرا، من واجبنا التحقيق والمحاكمة، حتى عندما لا تكون القرارات شعبية".

الى ذلك استؤنفت في المحكمة العسكرية في يافا، امس، اجراءات محاكمة ازاريا. وشهد الى جانب الدفاع عضو طاقم الطوارئ في الحي اليهودي في الخليل، اشير هوروبيتس، والمضمد "إلعاد" فاس من الحي اليهودي. ودعم هوروبيتس رواية ازاريا بأنه ساد خلال الحادث التخوف من وجود عبوة على جسد المخرب، وادعى ان القتيل لم يرتد ملابس ملائمة لحالة الطقس.

هدم منزل الفلسطيني محمد عمايرة في دورا

كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي هدم ليلة الاثنين/ الثلاثاء، منزل محمد عمايرة من بلدة دورا في جنوب جبل الخليل، الذي كان شريكا في عملية اطلاق النار على شارع 60 والتي اسفرت عن قتل الراب ميخائيل مارك، رئيس المدرسة الدينية في عتنئيل.

وكانت قوات الامن قد اعتقلت عمايرة الذي يخدم في جهاز الامن الفلسطيني، بعد ثلاثة ايام من العملية، واعترف بأنه قاد السيارة التي تم اطلاق النار من داخلها. اما مطلق النار محمد فقيه فقد قتل خلال تبادل للنيران مع الجيش في الشهر الماضي. واعتقلت قوات الامن، ايضا، شقيق فقيه، بتهمة تقديم المساعدة له في توفير مخبأ له وللسلاح. كما اعتقلت ابن عمه بتهمة توفير مأوى لفقيه بعد العملية.

المفتش العام للشرطة: "دماغ الشرطي يعتبر الاسود مشبوها"

كتبت "هآرتس" ان المفتش العام للشرطة الاسرائيلية، روني الشيخ، قال امس، لدى تطرقه الى عنف الشرطة ضد الشبان من اصل اثيوبي، انه "في كل الابحاث في العالم ثبت بأن المهاجرين والشبان يتورطون اكثر من غيرهم بالجرائم. وحين يمتزج هذين الأمرين تكون النتيجة تورط جمهور معين بالجريمة اكثر من غيره". وحسب الشيخ، فانه "بطبيعة الأمر، عندما يلتقي الشرطي بمشبوه، فان دماغه يشتبه فيه اكثر مما لو كان شخص آخر". ويستدل من معطيات وزارة القضاء الاسرائيلية ان نسبة لوائح الاتهام ضد المهاجرين الاثيوبيين كانت في السنة الماضية، اعلى بضعفين من نسبتهم في المجتمع الاسرائيلي.

وقال الشيخ الذي تحدث خلال مؤتمر لنقابة المحامين، انه على الرغم من ان الشرطة بدأت بمعالجة الموضوع بشكل متأخر، الا ان هناك "خطة وثيقة يجري تنفيذها مع قادة الجالية بهدف تقليص دوريات الشرطة الزائدة ومساعدة الجالية والشبيبة على عدم التدهور". كما اضاف ان الشرطة تعمل على اغلاق "ملفات الاحتكاك" التي تقف في مركزها مخالفات اهانة مستخدم جمهور، وملفات تتعلق بالصدامات مع الشرطة والمشبوهين بالدوريات الزائدة.

وقالت عنبار بوغاليه، الناشطة البارزة في احتجاج الجالية الأثيوبية، ان "هذه ليست المرة الاولى التي نسمع فيها بأنهم يتعاملون معنا كمجرمين. والان يأتي المفتش العام للشرطة ويقول ان الأسود هو مشبوه. انا سوداء – انا مجرمة. من الطبيعي ان يعتقد الشرطي ذلك، هذا طبيعي، هذا ليس مشوها، من الطبيعي انه لا يمكنني التجوال في هرتسليا، ومن الطبيعي ان يتوجه الشرطي الي". واضافت: "في الواقع لقد لخص المفتش العام للشرطة الامور في جملة واحدة، صادق فيها على ادعاءاتنا منذ بدء الاحتجاج. انه لا يأتي بأي شيء جديد، وانما يصادق فقط على اننا سود ومجرمين".

مواجهة بين نتنياهو وكحلون حول دعم التعليم

كتبت "هآرتس" انه اندلعت مواجهة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير المالية موشيه كحلون خلال جلسة الحكومة، امس، بعد قيام كحلون بانتقاد الفجوة بين انجازات الطلاب في المناطق الطرفية ووسط البلاد. وقال كحلون: " نسبة استحقاق البجروت في المناطق الطرفية تصل الى 2%، بينما تصل في رهط الى صفر، ولا يمكن لهذا ان يستمر. يجب تحمل المسؤولية. لا يمكن ان يصلح طلاب المناطق الطرفية للمسارات المهنية فقط. هذا يرسخ الفجوة. كل شيء يتعلق بالتعليم ويجب الاستثمار فيه".

ورد نتنياهو على كحلون قائلا: "رغم ان حكومة رابين استثمرت الكثير في جهاز التعليم الا ان الانجازات انخفضت. المسألة ليست التعليم فقط، وانما التعليم والاقتصاد. اهتم بالاقتصاد النامي". ورد وزير المالية قائلا انه يهتم حاليا بالاقتصاد ولكن هذا لا يتناقض مع التعليم. فقال نتنياهو: "لا اوافق مع خطكم. لم اوافق مع غدعون ساعر ولا مع شاي فيرون (وزيرا التعليم السابقين). المبادرات الصناعية ستحقق النمو الاقتصادي لهذه الأماكن. انظر كم استثمر الاتحاد السوفييتي في التعليم، لكنه فشل لأنه لم تكن هناك مبادرات صناعية. في روسيا كان الجميع مهندسون، وفي نهاية الأمر انهار الاقتصاد". ورد كحلون على هذا الادعاء قائلا: "لا يمكن ان تكون المناطق الطرفية هي الاتحاد السوفييتي وشمال تل ابيب ورمات هشارون هي الولايات المتحدة".

وتطرق نتنياهو في بداية الجلسة الى افتتاح السنة الدراسية، يوم غد الخميس، وقال: "هدفنا هو احداث ثورة في جهاز التعليم. هذه الثورة ستعتمد على امرين، وانا اختصرهما في كلمتي "التميز والصهيونية". وحسب اقواله فانه الى جانب استخلاص المحفزات الشخصية، سيبذل جهاز التعليم جهود عليا لتدريس التوراة وميراث اسرائيل. "تاريخ الصهيونية في العصر الحديث، تطهير الاكذوبة الكبيرة القائمة هنا بشأن حقنا في هذه البلاد، وعدالة كوننا هنا، شعب اسرائيل في ارض اسرائيل. هذه امور هامة، ولكن ايضا من المهم تدريس ميراث اخر، ميراث تطور شعب اسرائيل ومساهمته في العالم".

اسرائيل لم تنفذ قرار المحكمة العليا بشأن سد النقص في الغرف التعليمية في القدس الشرقية

تكتب "هآرتس" انه يصادف هذه السنة مرور خمس سنوات على قرار المحكمة العليا الذي امهل الدولة وبلدية القدس خمس سنوات لبناء غرف دراسية وسد النقص في مدارس القدس الشرقية. لكن السلطات فشلت في المهمة، والنقص في الغرف الدراسية اليوم اكبر بكثير مما كان عليه في 2011.

وكانت المحكمة قد حددت في 2011، ردا على التماس قدمه اولياء للأمور من القدس الشرقية، بأن على البلدية ووزارة التعليم بناء ما يكفي من الغرف الدراسية كي يتمكن كل طالب يرغب بذلك، من الانتقال من مدرسة خاصة او من جهاز تعليم غير رسمي، الى مدرسة رسمية. ومنذ ذلك الوقت اعلن رئيس البلدية نير بركات مرارا عن بذل جهود متزايدة في موضوع بناء غرف دراسية في شرقي المدينة، لكن المعطيات تظهر ان الجهود لم تحقق أي تغيير ملموس على الأرض.

وحسب تقرير لجمعية "مدينة الشعوب، فقد تم منذ 2011 استكمال بناء 237 غرفة دراسية من بين 2000 غرفة ناقصة. واعترف مدير عام البلدية، امنون مرحاب، خلال نقاش جرى في لجنة التعليم البرلمانية بأنه يجب بناء 1300 غرفة دراسية من اجل استيعاب الطلاب من المدارس الخاصة والمدارس المعترف بها وغير الرسمية، كما ان هناك حاجة لبناء 700 غرفة دراسية اخرى لاستبدال الغرف الدراسية القائمة حاليا في مساكن ومباني مستأجرة، غير ملائمة للتعليم.

وحسب ادعاء جمعية "مدينة الشعوب"، فان المشكلة ليست مالية، وانما نابعة من التمييز في التخطيط، والذي يسبب النقص في اراضي البناء العام في احياء القدس الشرقية. وقالت انه حتى عندما تتوفر اراضي كهذه فانه يجري استغلالها لأهداف اخرى. وعلى سبيل المثال، قامت ادارة اراضي اسرائيل مؤخرا بتكريس الاراضي المعدة للبناء العام في حي الشيخ جراح، لبناء المدرسة الدينية اليهودية اور سمياح، بدعم من ادارة البلدية.

وكان المدير العام للبلدية قد كتب في رسالة بعث بها الى مدير عام وزارة المالية قبل تسعة اشهر، انه يمكن بناء مؤسسات للتعليم متعددة الطبقات او استئجار ارض خاصة للبناء. وقبل سنة اقيمت في شركة موريا لتطوير القدس دائرة خاصة لحل مشكلة الغرف الدراسية في القدس الشرقية.

وفي هذه الاثناء، تم في السنة الأخيرة تسجيل زيادة في عدد الطلاب في جهاز التعليم غير الرسمي في القدس الشرقية. وحسب المعطيات، فان 40% من طلاب القدس الشرقية يتعلمون في جهاز التعليم البلدي، و40% في مدارس معترف بها ولكنها غير رسمية، وحوالي 20% في مدارس خاصة. وحسب معطيات البلدية فان هناك الاف الطلاب غير المسجلين في أي مؤسسة تعليمية. وحسب قرار المحكمة العليا يمكن منذ شهر شباط القادم للعائلات التي لم يتم توفير اماكن لأولادها في جهاز التعليم البلدي، الحصول على رسوم التعليم التي يدفعونها للمدارس الخاصة من الدولة. ولكن حسب تقدير المحامية اوشرات ميمون من "مدينة الشعوب"، يمكن للسلطات ان تراكم المصاعب امام اولياء الامور الذين يطلبون تطبيق هذا الحق.

وقبل حوالي شهر، قدمت لجنة اولياء الامور البلدية في القدس، بالتعاون مع اولياء امور يهود وفلسطينيين، التماسا ضد وزارة التعليم والبلدية، طالبوا فيه بإصدار امر احترازي يأمر السلطات بتفسير سبب عدم تنفيذ قرار المحكمة العليا الصادر قبل خمس سنوات. كما يطالب الملتمسون بمنع وزارة المالية من استخدام فائض الميزانية (حوالي اربعة مليارات شيكل) حتى يتم حسم الموضوع.

وحسب الالتماس، فانه بالإضافة الى نقص 2000 غرفة تعليم في القدس الشرقية، هناك نقص يصل الى حوالي 1600 غرفة دراسية في القطاع المتدين في القدس.

وقالت البلدية في تعقيبها انها "تستثمر جهود عليا لتقليص الفجوة في الغرف الدراسية في القدس التي تولدت طوال 50 سنة. هذه مهمة قومية وليست بلدية. وخلال فترة بركات طرأ تحسن ملموس في بناء الغرف الدراسية. ومع ذلك تنقص القدس اكثر من 3800 غرفة تعليم في كل القطاعات، وتتحمل الدولة المسؤولية عن تمويل انشاء الغرف الدراسية. البلدية تحصل كل سنة على تمويل لحوالي 100 غرفة في كل المدينة، وهو مبلغ لا يساوي شيئا امام الاحتياجات والنقص".

تسليم جثة فلسطيني من كفر عقب

كتبت "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل اعادت، امس الاول، جثة المخرب الذي طعن اربعة اشخاص بواسطة مفك بالقرب من قاعدة الجيش في تل ابيب، وتم قتله من قبل ضابط في شهر تشرين الاول الماضي. والحديث عن مخرب اقام في كفر عقب، شمال القدس، وتمت اعادة جثته بعد التزام عائلته بإجراء مراسم دفن مقلصة. وتم دفنه، ليلة امس الاول في المقبرة الإسلامية في القدس الشرقية، بمشاركة عشرات من ابناء العائلة فقط.

بدء محاكمة محمد الحلو

كتبت "يسرائيل هيوم" انه بدأت في المحكمة المركزية في بئر السبع، امس، محاكمة محمد الحلبي، المتهم بتحويل اموال تنظيم المساعدات World Vision الى حماس. وجرت المحاكمة وراء ابواب مغلقة. ويمثل الحلبي المحاميان محمد محمود وليئة تسيمل. وحسب ادعاء الجهاز الامني فان الاموال التي قام بتحويلها استغلت لبناء الانفاق.

اسرائيل غاضبة على تشيكيا بسبب اعتبارها لتل ابيب العاصمة وليس القدس

كتبت "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل اعربت عن غضبها ازاء قرار وزارة التعليم التشيكية عرض مدينة تل ابيب، وليس القدس، كعاصمة لإسرائيل في الأطلس وكتب التعليم. واصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بيانا جاء فيه ان "هذا الأمر حقير، والوزارة تعمل بجهد امام الجهات المعنية في الحكومة التشيكية من اجل الغائه. لا حدود للتحريض العربي الذي لا يكتفي بتسميم نفوس العرب الشبان ويريد زرع الاكاذيب في صفوف الشبان التشيكيين".

وادعت وزارة الخارجية ان القرار جاء في اعقاب قيام سفير نظام رام الله، في براغ، بممارسة الضغط المكثف على السلطات التشيكية. يشار الى ان تشيكيا تعتبر صديقة لإسرائيل، ولذلك لم تغضب القدس فحسب، وانما اعربت عن استهجانها للقرار.

عائلة غولدين تطالب نتنياهو التنصل من تصريحات ليبرمان

كتبت "يسرائيل هيوم" ان عائلة الجندي هدار غولدين، طالبت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتنصل من تصريح وزير الامن افيغدور ليبرمان بأن جثتي غولدين واورون شاؤول لن تعادا الى اسرائيل لأنه لا ينوي اجراء صفقة تبادل مع حماس. واتهمت العائلة وزير الامن بقتل هدار وشاؤول مرة اخرى.

وهاجمت العائلة الوزير ليبرمان، وقالت انه "لم يحدث ابدا ان قام وزير للأمن بالمس بالعائلات الثكلى عبر التلفزيون او اللقاءات الصحفية. هذا يحطم قلوبنا، ويحطم الرمز الاخلاقي للجيش. لم يتطوع لا ليبرمان ولا المقربين منه لوحدات النخبة التي خدم فيها اولادنا. انه لا يملك التفويض الاخلاقي بكسر هذا الالتزام. لم نطالب بإطلاق سراح اسرى، فإسرائيل تملك روافع ضد غزة. من وفر شروط اعتقال ممتازة للأسرى وشروط لترميم غزة، يجب عليه اعادة الاولاد. هدار سيرجع ليدفن في جنازة عسكرية كما يليق به. لقد سقط دفاعا عن الوطن، ولا يمكن لأي سياسي قطع هذا الالتزام بين شعب اسرائيل والجيش".

شكيد تعتبر كثرة القوانين تنال من حرية المواطن

كتبت "يديعوت احرونوت" ان وزيرة القضاء اييلت شكيد، نجحت بشكل استثنائي، امس، بتوحيد نواب في الكنيست من الائتلاف والمعارضة، في اطار اقتراحها المثير للجدل، الذي يدعو الى تقليص عدد القوانين في الدولة.

فقد قالت شكيد خلال محاضرة القتها في مؤتمر نقابة المحامين في تل ابيب، ان "فائض القوانين وصل الى مستوى خطير وبات يمس بحرياتنا جميعا. التنظيم المفرط يخنق سوق العمل. انفجار القوانين الخاصة التي يقدمها أعضاء الكنيست هو شهادة عار. أنا فخورة بصد 1100 مشروع قانون في اللجنة الوزارية للقانون".

وحسب اقوالها فان حريات الفرد تتعرض الى الضرر جراء "فائض" القوانين: "نحن نستبدل المنافسة الصحيحة بين المصالح التجارية بالمنافسة المسببة للضرر بين النواب والوزراء. حرية المواطن في إسرائيل تعرضت الى مس عميق جراء التدخل المبالغ في حياته من خلال المنافسة بين النواب على سن القوانين".

وادعت شكيد ان النواب يديرون "سباقا الى الادنى" في عدد القوانين من اجل الحصول على عنوان. وقالت: "وصلنا الى وضع تم من خلاله طرح اكثر من 12 الف مشروع قانون خاص على طاولة الكنيست خلال العقد الأخير. العدد الكبير من مشاريع القوانين، والاخطر من ذلك – ان القوانين التي يصادق عليها لا تخلق مشكلة الضغط على الجهاز فقط، وانما تخلق مشكلة بالنسبة لحرية كل واحد منا". وقالت انه ابتداء من جلسة الكنيست القادمة، سيتم تحويل كل مشروع قانون حكومي يسعى الى تشديد العقوبة، الى قسم الابحاث الذي تعمل على اقامته في وزارة القضاء.

واعلن معهد الديموقراطية الاسرائيلي عن دعمه لشكيد، وقال رئيس المعهد يوحنان فلسر ان "فائض القوانين الخاصة يهين عمل الكنيست ويدهور ثقة الجمهور بالمنتخبين الى ادنى المستويات".

وقالت رئيسة المحكمة العليا مريام نؤور ان الجهاز القضائي يتعقب بشكل متواصل الاكتظاظ من اجل تقليص فترة مناقشة الملفات.

لكن الانتقاد لتصريحات شكيد لم يتأخر. فقد هاجم رئيس الائتلاف الحكومي النائب دافيد بيتان (الليكود) الوزيرة وقال: "لا يوجد أي خطر على حرياتنا او على الديموقراطية. انها تفتعل دراما زائدة. انها لم تتحدث هكذا عندما كانت عضو في الكنيست. لا يوجد أي امل بأن تتخلى الكنيست عن حقها بسن القوانين".

كما هاجمت النائب ميراف ميخائيلي (المعسكر الصهيوني) الوزيرة شكيد وقالت: "سن القوانين هو الهدف الذي انتخبنا من اجله للكنيست، والوزيرة شكيد تخطئ في تعريف مهامنا كمشرعين من خلال عرض التشريع بشكل شعبوي مستهتر".

وهاجم النائب ايتسيك شمولي (المعسكر الصهيوني) الوزيرة شكيد، ايضا، وقتال ان "ادعائها بأن التشريع ينتزع الحريات ويمس بحرية المدنيين هو ادعاء واه ومنغلق تماما. ما هي الحرية التي يتمتع بها مسن تهينه شركة التأمين وتنكل به، او ناج من الكارثة تطالب دائرة الاجراء والتنفيذ بإخراجه من بيته لأن القانون يسمح بذلك؟ القوانين الخاصة هي الحجر الأساس للبرلمان".

بعد الكشف عن مخيم التحريض: تصعيد المطالبة باخراج "لهباه" عن القانون

كتبت "يديعوت احرونوت" انه في اعقاب النشر فيها، امس، عن قيام تنظيم "لهباه" بتنظيم مخيم صيفي لشبيبة التلال، يتضمن دورات في اللغة العربية لتخويف الفلسطينيين، وطرق عرقلة تحقيقات الشرطة والشاباك، تزايدت الأصوات التي دعت الى منع المخيم واخراج تنظيم "لهباه" المتطرف عن القانون.

وقال النائب اريئيل مرجليت (المعسكر الصهيوني) انه سيقدم اليوم طلبا عاجلا الى لجنة الخارجية والامن لمناقشة الموضوع، وتوجه بشكل رسمي الى وزير التعليم نفتالي بينت مطالبا بتفكيك المخيم الصيفي. وقال مرجليت ان "الحديث عن نشاط متآمر، منظم وممول، يتوجه الى الشبيبة ويحاول تقويض اسس السلطة وقوانين الدولة. ويبدو ايضا ان منظمي المخيم لا يجدون أي امر سلبي في هذا النشاط ويعملون بدون أي ازعاج على دفع رسائل التحريض والكراهية والتمرد والعنصرية. ويجري هذا كله تحت انظار وزارة التعليم ووزير التعليم. كل من يملك عينين في رأسه يعرف انه هناك ينمو الارهاب اليهودي القادم".

كما عقب النائب يتسحاق شمولي، رئيس اللوبي ضد احداث "بطاقة الثمن"، وقال بغضب ان "النشاط المتآمر الذي تم الكشف عنه يثير القلق الشديد وهو خطير جدا. يجب ان لا يرتبك احد، ليس الحديث عن مخيم بريء يتم فيه توزيع الشوكو والخبز، وانما عن نشاط يقوده تنظيم راديكالي متطرف، قومي وعنصري يعتبر التحريض وملاحقة كل من لا يتفق معه، راية له". وقال النائب ايال بن رؤوبين: "نحن نتذمر وبحق من التحريض في الجانب الفلسطيني، ولكن التحريض لدينا يثير قلقي بشكل اكبر".

وتوجه المركز الإصلاحي الى المستشار القانوني للحكومة، والى النيابة العامة، مطالبا بالتحقيق مع تنظيم "لهباه"، واخراجه عن القانون. اما في "لهباه" فقد واصلوا الادعاء بأن النشاط في المخيم لا يتعارض مع القانون. وقال مؤسس التنظيم، بنتسي غوفشتاين، امس: "ابني يخدم في الجيش، وكذلك ابن نوعام فدرمان. نحن نحب الجيش لكننا نعارض التحقيق العنيف في الشاباك. هدفنا هو تحضير الشبان لمحبة البلاد. اقترح على رجال اليسار قبل قيامهم بإرسال الطلبات لإخراج "لهباه" عن القانون، العمل ضد الحركة الإسلامية ومخيماتها".

مقالات

مذبحة في الخليل 2016

يكتب عوزري برعام، في "هآرتس" انه خلال عيد المساخر في عام 1994 روعت البلاد في ضوء المجزرة الرهيبة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي. وعبرت الردود التي وصلت من معظم أنحاء البلاد، عن الحزن والصدمة. وكان اليمين المهووس فقط هو الذي تحدث عن "باروخ البطل". في حينه اتصل بي رئيس الوزراء اسحق رابين خلال نهار المذبحة وطلب مني أن أذهب إلى الناصرة العربية والتحدث مع المعلمين والطلاب في المدارس. وكان واضحا لي أنه يريدني تمرير رسالة مفادها أن حكومته مصرة على تحقيق السلام وتؤمن بالحقوق المتساوية.

فلنتخيل ان مذبحة كهذه يجري تنفيذها في الخليل، "مدينة الآباء"، اليوم. ليس لدي أي شك في أن حكومة إسرائيل كانت ستشجبها. وان العالم سيعصف، وسيتم وضع إسرائيل في قفص الاتهام، فيما ستجد صعوبة في الدفاع عن نفسها أكثر مما في عام 1994، عندما قامت هنا حكومة اختارت السلام، ولم تدر ظهرها له كما هو الحال اليوم.

ومع ذلك، فان الفرق الرئيسي ينعكس في الساحة العامة. الشبكات الاجتماعية كانت ستستعر. وكانت ستقام لجنة شعبية لإحياء ذكرى وإرث القاتل. ضابط الأمن في الخليل كان سيفسر يأن القتلة ينتمون إلى العدو الذي يكن لنا الشر، وغولدشتاين انقذنا. الحاخامات، الذين تمكنوا بالكاد من الحفاظ على الصمت في عام 1994، كانوا سيسمحون لألسنتهم بتمجيد البطل الذي ضحى بحياته في سبيل الله والناس. وتدريجيا كانت الفطريات المتعفنة التي تجلس في الكنيست ستطلق عبارات مثل: " قد يكون أخطأ في تصرفاته، ولكن دوافعه كانت وطنية."

مستوطنو الخليل ما كانوا سيقيمون نصبا تذكاريا للقاتل سرا ومكرا، لأنه بعد أسبوعين سيقول رئيس الوزراء شيئا مثل: "رغم ان القاتل أخطأ في تصرفاته، يجب علينا أن تتذكر بأننا نعيش في حالة حرب. لن نسمح بتشويه سمعة دولتنا."

لقد مرت 22 عاما على المجزرة، ويبدو ان القيم والمواقف تغيرت بشكل يصعب التعرف عليها. يقولون ان آرثر فينكلشتاين، مستشار اليمين على مختلف فتراته، حدد بأن السؤال الذي يعكس مواقف الجمهور، اكثر من غيره، هز: "هل تكره العرب". العداء للعرب هو السلاح غير السري لليمين، الذي يوصله إلى السلطة على الرغم من كل مخاطره. يكفي أن يصف خصومه بمحبي العربي. بنيامين نتنياهو لا يطلق كلماته المدمرة عبثا. لقد تحدث مرتين عن عرب اسرائيل - مرة عندما أرسل تحذيرا سفيها الى ناخبيه حول العرب الذين يهرعون إلى صناديق الاقتراع، ومرة عندما أرسل تحذيرا للمواطنين العرب في أعقاب الهجوم في شارع ديزنغوف.

السهولة التي يتعاملون فيها هنا ازاء كل تعرض لعربي غير محتملة. الدفاع الشامل تقريبا عن الجندي اليؤور ازاريا  ينبع من حقيقة أن الكثيرين يعتقدون بأن العربي يجب ان يموت، حتى اذا كان ارهابيا تم نزع سلاحه. لا يوجد لديهم اي ذرة من الإيمان الا وتشكل خطرا. وعلى ما يبدو فقد أعتقد ازاريا ذلك ايضا. الرقص حوله يترك لدي الشعور بأنه في السنوات العشرين الماضية تدهورنا إلى هاوية كراهية الآخر، التي يرافقها البكاء المفجع.

معادلة التعامل مع العرب هذه، لا تتوقف على اليمين الصلب فقط. متى زار يائير لبيد بلدة عربية؟ متى عقد حزب العمل جلسة لمركزه هناك؟ هذا لا يحدث لأن التدهور الأخلاقي معد ولا توجد وصفة لايقافه.

جيش الشعب ضد جيش الدولة

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان لقب ضابط الامن في الاستيطان اليهودي في الخليل، مضلل. ليبمان، الذي دعي للإدلاء بإفادته من قبل الدفاع لصالح الجندي اليؤور ازاريا في المحكمة التي تحولت الى رمز للصراع بين اليمين واليسار، وبين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وبين القائد العام للجيش ووزير الأمن الذي أطيح به وبين رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، يمثل امة. امة المستوطنين التي وضعت نفسها كحصن أمام سلسلة من القيم التي يطمح الجيش الى التلفع بها.

هذه أمة لديها شتات يسمى دولة إسرائيل. ليبمان هو جزء من سلالة تعتبر بالنسبة للكثيرين تمثل جوهر حركة الاستيطان. والده الحاخام مناحيم ليبمان، كان احد مؤسسي كريات أربع، وكان من بين اولئك الذين وقفوا مع الحاخام لفينغر في مركز المدينة وأمروا الجنود برفض "الأوامر غير القانونية" بإخلاء المستوطنين من الخليل ومن كنيس "أبراهام أبينو". شقيق، يهودا، هو أحد مؤسسي مستوطنة يتسهار، وشقيق آخر، شلومو، قتل في هجوم وقع في يتسهار، وشقيق آخر، دافيد، الذي عاش في مستوطنة تفوح، كان عضوا في "العصابة السرية الجديدة" التي عملت في عام 2003 واشتبهت بقتل تسعة فلسطينيين. ليبمان، الذي ادان خلال افادته وزير الامن بشدة، وفتح فمه ضد النائب العسكري، يحمل وسام تقيدر من قبل رئيس هيئة الاركان لجهوده ونشاطه خلال الهجوم على "طريق المصلين" في الخليل في عام 2002، والذي قتل خلاله 12 اسرائيليا بينهم العقيد درور فاينبرغ.

تمثل عائلة ليبمان التكافل المدمر بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. وقد تسبب هذا دائما للجيش بالرضوخ لرؤساء المستوطنات، قبل وقت طويل من ظهور براعم "شبيبة التلال". كانت تلك هي "العائلات النبيلة"، و"زهرة" المستوطنات، مثل عائلات تور، ليفنغر، ليبمان، فيليكس، ليفني، كاتسوبر، بورات وغيرها، والتي وضعت الأساس للنضال السياسي ضد الجيش الإسرائيلي. هذه النخبة التي تعتبر أوامر الجيش لا قيمة لها، ونجحت في إرساء ثقافة العصيان. لا يهم ما اذا كانت تصريحات ليبمان ستفيد او ستسبب الضرر لأزاريا الذي لا يعتبر الا بيدق يمكن التضحية فيه. الأمر الأكثر أهمية هو محتوى الافادة: "هناك من يعتقدون انه اذا تم اطلاق عيار على المخرب وسقط على الأرض فقد تم احباطه. المخرب الذي يتم احباطه هو احد خيارين: اما انه وصل لتنفيذ عملية وفي اطار اوامر فتح النيران تتم تصفيته – اطلاق النار على مركز جسده وبعد ذلك رصاصة في الرأس – او المخرب الذي يتم فحصه من قبل خبير المتفجرات ويتم تقييد يديه ورجليه".

لقد اوضح ليبمان أنه لا يتقبل افتراض قائد اللواء، بأنه يمكن تقديم العلاج الطبي للإرهابي بعد ان تم "تطهيره" (أي تم التأكد من عدم خطورته وما إلى ذلك)، من دون انتظار خبير المتفجرات. لكنه لا يدير هنا مناقشة تكتيكية مع قائد اللواء او مع الجيش الإسرائيلي كله، انه يتحدث باسم السياسة والاستراتيجية والتقليد التي حفرت من قبل امة المستوطنين. ويمكن للجيش الإسرائيلي ومبادئه القفز.

الجيش الإسرائيلي لا يستطيع عمل أي شيء ضد هذا التقليد. النضال على رأس الجبل الذي يقوده رئيس الأركان غادي  ايزنكوت ضد كبار الحاخامات، من اجل التعليم وضد الوعظ، هامشي بالمقارنة مع النضال ضد ثقافة الاستيطان التي تهدد قدرة الجيش على السيطرة على قواته. هذه ثقافة التمرد وعدم تقبل السيادة، والتي يمكن أن تؤذي قدرة الحكومة على الاعتماد على الجيش.

شهادة ليبمان لا تتعامل مع تقنية تحييد الإرهابيين، وانما مع اسس استسلام الجيش الذي لا يزال يصر على اظهار بوادر الاستقلال. إذا كان والد ليبمان ورفاقه قد قاموا بثني أيدي الجيش من خلال المستوى السياسي، فان جيل ليبمان وأبنائه لم يعد بحاجة الى المستوى السياسي، الذي يحتقره. هذا هو الجيل الذي اصبح له جنود والقادة في الجيش. صراعه لا يدور حول القيم أو ضد التناقض بين ما لا يزال يسمى "قيم الجيش الإسرائيلي" وقيم أمة المستوطنين، ولكنه صراع من أجل السيطرة على الجسم العنيف والشرعي للدولة.

الشرق الأوسط: خطة التقسيم

يكتب د. ادي كوهين، في "يسرائيل هيوم" ان الدعاية العربية رددت دائما شعار ان الصهيونية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، حاول تقويض وتقسيم الدول العربية من اجل السيطرة على كنوز الشرق الأوسط، واليوم، ايضا، يمكن أن نرى مقالات الرأي في الصحف العربية تتهم إسرائيل بهذه المؤامرة. ولكن المفارقة هي أن العرب أنفسهم في السنوات الأخيرة بدأوا عملية تدهور وتفكك، يمكن الافتراض بأنه سيتم في نهايتها تقسيمها الى عدة دول، ونتيجة لذلك ستقام كيانات جديدة في منطقتنا. الشرق الأوسط على وشك الحصول على شكل جديد، سيرافقه لسنوات عديدة قادمة.

احدى النتائج المترتبة على الربيع العربي هي أنه ضخم الصدع في المجتمع العربي، وعمق الفجوة بين المتدينين والعلمانيين، وبين القوميين والدولة وبالتأكيد بين السنة والشيعة. الصراعات التي ولدتها الاحداث الجارية في بعض البلدان ستؤدي في نهاية المطاف، وفقا لتقديرات الخبراء في العالم العربي، ووفقا للمزاج على المدونات وقنوات الاتصال التي تنشغل في الموضوع، الى تقسيمها. غني عن التأكيد، وعلى الرغم من ذلك: ان هذه هي تقديرات فقط، ولكن بات من المعروف أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت معضلة مثيرة، تصبح محاولة تخمين ما سيؤول اليه مصيرها مثيرة في حد ذاتها.

دعونا نبدأ في مصر: سقوط الرئيس مرسي أدى سلطة  مستبدة وصراعات بين الإخوان المسلمين والمؤسسة في ظل الضرر المتواصل للأقلية هناك، اي الأقباط (المسيحيين)، الأبرياء الذين يدفعون دائما ثمن الكراهية والعنصرية. ووفقا لهذا، يبدو أن تغييرات كبيرة ستحدث في مصر. اليوم، مع تشجيع المؤسسة المصرية، تحدث عملية هجرية سلبية، ترانسفير حقيقي، لأبناء الاصول المصرية العريقة من شبه جزيرة سيناء الى داخل مصر. لا يوجد في سيناء اي رمز لدولة ذات سيادة، وانما مناطق عسكرية فقط . هناك كيانان يسيطران:.. ولاية سيناء وانصار بيت المقدس. كما يبدو تخلت مصر عن سيناء لتخدم الفلسطينيين. والأقباط سيمرون بعميلة ترانسفير الى منطقة مطروح غرب البلاد، حيث يمتلك الكثير من المسيحيين الأراضي هناك.

ومن المحتمل أيضا أن يتم تقسيم ليبيا إلى ثلاثة كيانات: في الغرب سيسيطر انصار ثورة 17 فبراير الذين قاتلوا القذافي، وفي الشرق، سيسيطر الجنرال خليفة خفتر الذي يحارب الإسلام الراديكالي، وفي الجنوب ستسيطر القبائل البدوية، وهناك ستقام دولة القبائل.

لبنان اصبح مقسما بشكل عملي، بل اصبح مشلولا. الإيرانيون بدعم من حزب الله لا يسمحون باختيار رئيس مسيحي ماروني يحظى بإجماع كامل من قبل الشعب، ولكن الاتجاه هو أن الجنوب سيتبع لحزب الله والدروز، كعادتهم، سيديرون شئون حياتهم في الجبال، كما فعلوا طوال قرون، وإلى الشرق من بيروت وحتى طرابلس سيهيمن المسيحيون، بينما في طرابلس وأجزاء كبيرة من العاصمة سيسيطر السنة . وفي سورية سيقيم العلويين وأنصار الشيعة دولتهم في منطقة طرطوس، وسيحصل المسلمون السنة على دولة في حلب، وفي شمال القامشلي سيقوم كيان كردي يرتبط سياسيا وجغرافيا بجمهورية كردستان.

بعد انهيار نظام صدام حسين وخروج الولايات المتحدة من العراق، وقعت نزاعات وصراعات على السلطة بين السنة والشيعة الذين يتلقون الدعم من إيران. وكما ذكر أعلاه، في شمال البلاد، قطاع كردستان - اربيل – سيتم تأسيس دولة كردية. وفي الجنوب، في منطقة البصرة سيتم إنشاء دولة الشيعة، بينما سيسطر السنة على العاصمة بغداد والموصل والفلوجة.

الدول التي تم تقسيمها بالفعل في الماضي البعيد أو مؤخرا هي السودان واليمن. في جنوب السودان اقيمت جمهورية عاصمتها جوبا، وبقي الشمال تحت سيطرة عمر البشير، واليوم تتحدث الأنباء عن احتمال قيام دولة ثالثة في دارفور.

اليمن هي الدولة التي تم تقسيمها منذ عدة عقود وتم توحيدها مرة أخرى في عام 1990. واليوم، بعد فشل الثورة، استغل الحوثيون، بوحي ودعم من إيران، الفراغ السياسي لتأسيس كيان شيعي يمني في جنوب البلاد. أما بالنسبة للسنة - فسيبقون في الشمال، على مقربة من جارتهم المملكة العربية السعودية، التي دعمت الحكومة اليمنية في نضالها ضد الحوثيين. ليس هكذا بدا الشرق الأوسط الجديد الذي تصوروه قبل حوالي 20 سنة. لقد أثبت الواقع أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بعيد عنا، ومن يعرف كيف ستكون النهاية؟

خدعوا الولايات المتحدة ويسببون لنا الضرر

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان الأمريكان يقومون الآن ببيع الأكراد السوريين للأتراك، ايضا، لكننا تعودنا على سخرية سياستهم الخارجية. لكن ما يصعب تعود إسرائيل عليه هو حقيقة ان حليفها الاكبر، يستهتر بالمصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط.

خلال العامين الماضيين، منذ بداية التدخل الدولي في سورية، حاولت الدبلوماسية الغربية تجنيد حلفاء في العالم للتعاون مع الأقليات في سورية. الى جانب الأكراد والدروز، الذين هم أكبر أقلية، توجد في سورية جماعات عرقية ودينية اخرى تطالب بالحكم الذاتي. في اسرائيل ايضا، هناك "استراتيجية للأقليات"، تنبع من الافتراض بأن تفكك سورية الى مناطق حكم ذاتي للأقليات سيحد من السيطرة الإيرانية – الشيعية على الدولة، وبالتالي سيبعد التهديد الرئيسي: موطئ قدم لإيران في مرتفعات الجولان، بالإضافة إلى سيطرتهم اليوم في لبنان.

لقد حاولت إسرائيل تنسيق المواقف مع الروس والأميركيين حول مختلف القضايا المتعلقة بسورية، على أعلى المستويات. ولم تكن هناك توقعات من الروس – لكن حقيقة استعدادهم للإصغاء على الإطلاق يعتبر إنجازا في حد ذاته. في كل ما يتعلق بالأميركيين، يتضح أن الاتفاق النووي مع إيران ليس استثناء - واشنطن لا تأخذ إسرائيل في الاعتبار، ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو او وزارة الخارجية ووزير الأمن ليبرمان. يجب الاعتراف بالحقيقة: اسرائيل لا تملك إمكانية الوصول إلى البيت الأبيض. الأميركيون يتجاهلون مصالح إسرائيل طوال الوقت، ابتداء من خيانة الرئيس المصري حسني مبارك، وصولا إلى التظاهر بعدم بقاء أسلحة كيميائية في سورية، رغم انه لا يزال يتم استخدامها علانية. إسرائيل تفتخر بالحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ولكن على ما يبدو هناك مونولوج – كل طرف يتحدث مع نفسه. نقطة الالتقاء الوحيدة في عهد أوباما هي رسوم الصمت التي تدفعها الولايات المتحدة لإسرائيل كي لا تزعج. صحيح ان الأميركيين يشاركون اسرائيل في المعلومات بشأن أنشطتهم في سورية، ويتشاورون معها. وتتحمس إسرائيل في كل مرة يتحدث فيها جنرال أمريكي عن الأنشطة العسكرية، ولكن هذه مهدئات – مثل الميداليات التي يوزعونها على رؤساء الأركان لدينا أثناء زياراتهم للولايات المتحدة، كحافز لحسن السلوك. إدارة أوباما تشتري طاعة إسرائيل بالأسلحة، وتنسى تبليغها بأن مبيعات أسلحتها إلى الشرق الأوسط هي أولا مصلحة أمريكية. هذه الهدايا هي، في الواقع، أداة للسيطرة الامريكية على سياسة الدول الحليفة في المنطقة.

الامريكيون ينظرون الى الأكراد السوريون كوقود للحرب، بدلا من القوات الأمريكية البرية، واحتاج أوباما الى مدة سنة حتى ادرك أنه يجب منحهم أسلحة كي يواصلوا خدمة المصالح الأمريكية في التعامل مع داعش. في اسرائيل رحبوا بالخيار الذي تم فتحه لإقامة حكم ذاتي كردي في سورية، بدعم أميركي، لكنه بعد ذلك تحول المد: الأتراك والروس توصلوا الى التفاهم على تقبل الأتراك لاستمرار حكم الأسد لفترة مؤقتة، ومشاركتهم في المعركة ضد داعش، مقابل سماح الروس لطائراتهم بالتحليق في سماء سورية، والقصف وقطع تسلسل الحكم الذاتي الكردي في سورية وإقامة منطقة أمنية من شأنها اقصاء الاكراد وداعش عن الحدود التركية. الأميركيون وبكل بساطة انضم الامريكيون الى الاحتفال الروسي – التركي، وهذا يعني بالنسبة لإسرائيل موافقة الولايات المتحدة على استمرار حكم الأسد، مؤقتا، وتوطيد تواجد ايران وحزب الله في سورية تمهيدا للتسوية المستقبلية في البلاد.

هذا التحول تم طبخه في البيت الأبيض في اللحظة التي فهم فيها جنرالات الولايات المتحدة أنه بعد "مرحلة الصد" و"مرحلة التآكل" وصلوا الى "مرحلة انهيار" داعش: في العراق أولا، ثم في سورية. على الورق، احتل الأمريكيون الموصل، ويتخيلون كيفية بناء الإدارة المدنية هناك.

لقد تحول التعاون التركي – الامريكي في سورية الى حجر الزاوية على طريق انهيار داعش، ولكنه مرت أيام قليلة فقط منذ قام الأتراك بغزو سورية - بترحيب من الولايات المتحدة - حتى فهم الأمريكان انهم تعرضوا للخداع. فالأتراك، كما تبين، يطلقون النار ايضا على حلفائهم الأكراد السوريين، الذين من المفترض أن يتم احتلال عاصمة داعش السورية الرقة، وتسليمها لهم. وهكذا، تنظر إسرائيل بقلق الى كيفية قيادة الأميركيين لسورية نحو حل أسوأ بالنسبة لها: الأسد في السلطة، والإيرانيين في مرتفعات الجولان.

 

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -