من الواضح جدا أن الكيان الصهيوني الذي يسمي نفسه بدولة إسرائيل لا يزال متمسكا بالتقاليد الدينية وتطبيق تعليمات رجال الدين اليهود بما يخص القرارات 7تحدث في العصور الوسطى بين رجال الكنيسة وعامة الشعب وهذا يعني أنها تضع الديمقراطية ومفاهيمها الحقيقية على هامش الحياة لأن الديمقراطية تتناقض مع الثيوقراطية بشكل واضح وصريح . عندما نتحدث عن إغتصاب الكيان الصهيوني لأرض فلسطين نجد أن إسرائيل تصنع مبررات عقائدية ودينية لتقنع العالم أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد . وعندما نتحدث عن تهويد المسجد الأقصى نجد أن إسرائيل تصنع المبررات أيضا بأن لديهم في المسجد آثار وقبور قديمة تخص عقيدتهم وطقوسهم الدينية . وهناك أمور كثيرة في ممارساتهم البربرية على أرض فلسطين نجد أن لها مبررات دينية بالنسبة لهم . وكل هذه المبررات لا تأتي من فراغ بل هي تعليمات واضحة من رجال الدين اليهود الى القيادات السياسية والعسكرية . وفي كثير من الأمور الإدارية للدولة يكون على رأسها رجال دين يقومون بتوجيه التعليمات حسب ما تراه المعابد وحتى في وحدات التجنيد هناك رجال دين متخصصين في الإشراف على المنتسبين الجدد في صفوف الجيش .
من المؤسف جدا أننا كمسلمين لا ندرك أن اليهود يمتلكون قوة عقائدية كهنوتية في معركة الإغتصاب ونحن لا نملك هذه القوة في معركة الدفاع الشرعية . نحن المسلمين وأصحاب القضية لا زلنا بعيدون كل البعد عن الدين والشريعة الإسلامية وخاصة في الصراع مع العدو وهذا ما يجعل خطواتنا نحو الإنجازات بطيئة جدا فمن الأولى أن نكون متمسكين في العقيدة الإسلامية أكثر من أعدائنا .
هناك خطوات كثيرة يجب أن نقوم بها كقيادة وشعب أيضا في صراعنا مع المحتل . المقاومة بالسلاح التقليدي ليس كل شيئ فيجب أن نكون أكثر وعيا وأكثر فهما ودراستا لمخططات الكيان الصهيوني . فيجب أن نتجه لنفس الإسلوب وهو أن تكون عقيدتنا هي مصدر دفاعنا عن مقدساتنا وأن نؤمن أيمانا كاملا بما نقوم به . إذا كان النظام الثيوقراطي بالنسبة لإسرائيل هو تحقيق لطموحات الدولة اليهودية الوهمية فيجب أن يكون الإتجاه الى الدين بالنسبة لنا هو طوق النجاة وخاصة أن يكون هذا الدين هو الشريعة الإسلامية شريعة الحق والعدل والقوة .
بقلم الكاتب الصحفي : أشرف صالح