السيد رئيس البلدية, لقد مضى وقت طويل على توقف العملية الديمقراطية, لم يمارس خلالها سكان مدينة غزة حقهم في انتخاب رئيس وأعضاء المجلس البلدي, منذ عهد الإدارة المصرية لقطاع غزة, وحتى يومنا هذا, نكتب إليك, ونحن على مرمى أيام للاستحقاق الديمقراطي الذي طال انتظاره, والذي سيؤهلك أنت وأعضاء المجلس البلدي القادم الإعلان عن ثورة جديدة وحقيقية على واقع الخدمات, واتخاذ قرارات جدية لتحقيق ذلك, وإطلاق خطط , وبرامج إستراتيجية, تعيد للمدينة الساحلية مكانتها, الوطنية, والسياسية, والثقافية, والاجتماعية, والرياضية, والتنموية, ودورها الفاعل, والحيوي, بما يناسب ويواكب, تاريخها, ومكانتها.
فاليوم أنت محصن بإرادة الناخبين (سكان المدينة), مرتكزاً على التفويض بالبرنامج الذى اختاروك لتحقيقه, والذى يؤهلك لخدمة المدينة أولاً, ولسكانها, ومؤسساتها, وقواها المختلفة ثانياً, والذين ينتظرون بفارغ الصبر ليشاركوا في ثورة الخدمات, وصناعة التغيير, وإعادة الروح, والحيوية, والحياة ,في شرايينها.
السيد رئيس البلدية القادم, نكتب إليك علي أمل أن تصلك رسالتنا0 في أول يوم عمل تتسلم فيه مهامك كرئيس منتخب أياً كانت توجهاتك, لقيادة أحد أعرق, وأكبر المدن الفلسطينية, والتي تمتد جذورها منذ التاريخ, والتي سيختارك سكانها, وجميعنا يعلم حجم التحديات, والمخاطر, التي ستفترش طريق العمل, والنهوض بالمدينة واستعادة مكانتها ودورها وانفتاحها على العالم من جديد.
وإليك بعض من الآمال والمطالب,والحقوق والنصائح, التي نريدها على جدول أعمالكم وبرامجكم, على أمل أن يأخذها مجلسكم بعين الاعتبار, وإلا حاسبناكم عن تقصيركم, وتراجعكم عن وعودكم الانتخابية.
سيادة الرئيس: نريد أن نعيد للسكان ثقتهم بأنفسهم, و بمدينتهم, من خلال إشراكهم, ودمجهم, في صناعة التغير, والمشاركة في الحياة العامة, وخلق المساحة والبيئة المناسبة لمشاركتكم اتخاذ القرار في مستقبل الخدمات, والرعاية, وذلك عبر إعادة تفعيل لجان أحياء البلدية )بالانتخاب),لتكون فاعلة, ونشطة, ومنتجة, تقدم لكم الرأي, والمشورة, والنصيحة, والمساعدة في تحقيق النتائج, وإشراكهم في إسناد برامج المجلس البلدي, وتشجيع الناس على فلسفة تسديد فواتير الخدمات وفق رؤية تشاركية تكاملية بين المواطن و صانعى الفرار فى البلدية يشعرو خلالها بإنجازاتكم ونجاحاتكم..
السيد رئيس البلدية: نوصيك بضرورة إشراك شباب المدينة, واستثمار عقولهم, وطاقاتهم, وإبداعاتهم, وبراءة اختراعهم, وتوفير المساحات, لخلق حاضنات لمشاريعهم, وضرورة العمل على تشكيل مجلس بلدي شبابي للمدينة, (منتخب ) توكل إليه مجموعة من المهام, والمسؤوليات, والصلاحيات الحقيقية, والفاعلة, لإشراكهم في عمليات صنع التغير, وبناء المدينة, وتحمل المسؤولية, فهؤلاء يمثلون السواد الأعظم من سكان المدينة.
السيد رئيس البلدية: المصلحة العامة تتطلب ضرورة إعادة النظر بالعلاقة مع قوى المجتمع الاقتصادية, ورأس المال, وما تبقى من المستثمرين, للمشاركة في إعادة بناء الإنسان والمدينة, ضمن رؤية وطنية يراعى بها طابع وعادات السكان.كما يتطلب منكم إعادة النظر, في القصور والإهتمام للمواقع الأثرية, والحضارات التي مرت عليها, وخاصة مدينة غزة القديمة, ووقف كافة أعمال البناء الحديثة ( المحال التجارية ),على حساب التاريخ, والتي طمست الجارفات وبعض السياسات, وتغول بعض التجار أجزاء كبيرة من المدينة, ونذكركم بضرورة إعادة النصب التذكاري للجندي المجهول لمكانته المرتبط بالمدينة, والمحافظة على كل ما يتم اكتشافه, والعمل على حمايتها بقوة القانون, والقانون الدولي والإنساني,وبناء أول متحف رسمي للمدينة وفق المعايير الدولية, ومنظمة اليونيسكو, ونطالبك الشروع فوراً بتبني خطاب ذات مضامين يعيد فتح الأبواب أمام الشراكات, والتوأمة مع بلديات عربية, ودولية, والانفتاح على أخر ما توصلت له البلديات العالمية, من برامج تخدم الإنسان, والتقدم الحضري, وإطلاق نداء استغاثة طارئ, للمجتمع الدولي, لإعادة بناء ما دمره الاحتلال باستهداف كل شيء هنا.
السيد رئيس البلدية: السكان هنا بحاجة ماسة, لتدشين عشرات الحاضنات, والمتسعات الثقافية, والأدبية, والفكرية, ودور النشر, والعرض, والسينما, والمسارح, ومدارس للفنون الجميلة, ومراكز تشجيع القراءة, والكتابة للجميع, وتوفير وصيانة أماكن الترفيه, والمساحات الخضراء, للعائلة, وبناء مراكز التدريب المهني, والابتكار, والعمل فوراً لوقف كافة أشكال التجاوزات التي تمس المخطط الإقليمي للمدينة,والشروع فورا بتشكيل فريق مهني, وفنى مختص, لوضع مخطط إقليمي جديد للمدينة, وفق أفضل الطرق والأدوات, والنماذج الدولية, وخاصة محاربة ومواجهة المد العمراني الأفقي في مدينة تزداد اختناق, وتكدس المباني, والعمل على حماية ما تبقى من الأراضي الزراعية,والسلة الغذائية, وتشجيع الزراعة الحضرية, وتشجير الشوارع والأحياء, وخلق بيئة صديقة للإنسان, ووضع مخطط حضري لإعادة بناء المدينة وفق أسس علمية تكفل للأجيال القادمة العيش بكرامة.
السيد رئيس المجلس البلدي: إن تنامى ظاهرة فحر آبار المياه العشوائية, , وتفاقم مشكلة المياه, والتصحر, الأخذة بالاتساع, والتي تشير المعطيات بتقدم زحف مياه البحر المالحة الى وسط المدينة, وعدم وصول خدمة المياه العذبة, والصحية لمنازل السكان, وخاصة مع تعارض جداول المياه, مع جداول الكهرباء المرهقة لرب الاسرة, تحتاج لحلول استراتيجية جذرية وسريعة, ونريد مصايد لمياه الأمطار, وخزانات للمياه ومحطات للتحلية وضمان وصولها لكل السكان.
نحتاج لرؤية شاملة, وواضحة للاهتمام والاستغلال لساحل المدينة وشواطئه الساحرة للمصطافين من سكان المدينة, ومرافق ميناء غزة البحري بشكل حضاري, ذات طابع فلسطينيثقافي يعكس هوية المدينة, وسكانها, وفق مشاورات مع مثقفي وقوى المدينة.
كما نتمنى أن نرى موازناتكم المالية ومصادرها, ومشاريعكم التطويرية, ومناقصاتكم معلنة, منشورة في وسائل الإعلام والإفصاح عنها لجمهوركم, وفق أفضل النظم, وأن تأسسوا لمرحلة جديدة من المكاشفة, والمساءلة, أمام دافعي رسوم الخدمات, وناخبيكم..
أنتم مطالبون برفع منظومة الحماية لسكان وأطفال المدينة من زحمة السيارات, واكتظاظ الشوارع, والتقليل من عوادم السيارات, وإطلاق أبواق السيارات في محيط المدارس, والمستشفيات, والعمل على توفير مزيد من المواقف الخاصة بسيارات النقل وان تناسب الشكل الحضري للمدينة, وفرض بناء مواقف خاصة لسيارات البنايات والمحال الجديدة, إضافة لإعادة النظر بكافة التراخيص للمنشآت المضرة , بالصحة, والسلامة العامة للسكان, وخاصة محطات البترول والبركسات داخل وجوار المناطق المأهولة بالسكان, والصحة العامة, والحرص على ضمان إزالة النفايات, وعدم التأخر بجمعها , ومحاربة كافة أشكال المخاطر التي تسبب الأمراض,و محاربة بعض التجار الفاسدين في الأسواق, ومكافحة الآفات والقوارض والكلاب الضالة وكل المسببات التي أدت لرفع نسب الأمراض والظواهر الخطرة.
السيد رئيس البلدية: نعلم ان الهم كبير وكان الله في عونكم, ولكن نوصيك بالمنكوبين والمشردين ومن لازال خارج بيته جراء العدوان, وضرورة ان يكون دور كبير للبلدية في التدخل في آليات الإعمار, وإنصاف الكثير من الضعفاء وأعادتهم لبيوتهم المدمرة في أسرع وقت, و تخصيص برامج لذوى الاحتياجات الخاصة, والعمل على موائمة وملائمة المنشآت العامة والخاصة لتمكينهم من ممارسة حياتهم, وضرورة دعم جهود المؤسسات والبرامج التي تعمل في حقل دعم وتمكين المرأة والطفل, وبناء العائلة, و وتقوية السلم الأهلي, والمجتمعى, ومحاربة العائلية, والعشائرية فى الوظائف, والمشاريع العامة.
السيد رئيس البلدية: نريد أسوِّق منظمة, مخططة, نظيفة, تليق بِنَا وأبنائنا, نريد تعبيد شوارع المدينة دون الحاجة لإعادة حفرها عشرات المرات, لأخطاء هندسية,أو سوء تخطيط, نريد مصحات, ومستشفيات وخدمة ورعاية صحية تعيد ثقة الشارع بالقطاع الصحي.
السيد رئيس البلدية: أخيراً وليس بأخر, نوصيك بالذهاب في البلدية بعيداً عن الحسابات الضيقة, والعشائرية, والفصائلية, سيقف ناخبيك وسكان المدينة بجانبكم, وسيشكلو لكم ضمانة, وحماية شعبية وجماهيرية, اذا ما حققتم لهم بعض من آمالهم, ومتطلباتهم, وحقوقهم, ولن يكتب لكم النجاح الا بالمشاركة والشراكة الحقيقية بين المواطن وصانع القرار.
إياد عبد الجواد الدريملى