التعايش الإسلامي المسيحي في فلسطين علاقات تاريخيه مميزه

بقلم: علي ابوحبله

أثارت مقابلة جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس اتحاد كرة القدم في فلسطين مع فضائيه مصريه قبل يومين ، ردود فعل منددة، بعد أن احتوت على العديد من التصريحات التي اعتبرها البعض بأنها "مسيئة"لإخواننا المسيحيين ، مثل تهكمه على المسيحيين الذين يصوتون لحركة حماس بالانتخابات، حيث أطلق عليهم اسم "ميري كريسماس".
حقيقة القول يجب أن لا تحدث هذه التصريحات أية ردات فعل تمس بالعلاقة التاريخية التي تربط الفلسطينيين جميعا مسيحيين ومسلمين في هذه الأرض التي تجمعنا جميعا ،
لقد ميز التعايش الإسلامي المسيحي في فلسطين بعلاقة تاريخية منذ مئات السنين وكان أولها صدور العهدة العمرية لتكون وثيقة احترام ومحبة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين حيث يقول الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك بفلسطين " صدرت العهدة العمرية في السنة الخامسة عشر هجريا سنة 633 م ، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن ونحن كأهل فلسطين ملتزمون بهذه العهدة التي تحافظ على حقوق المسيحيين في فلسطين" . ويتحدث صبري عن العلاقة التاريخية المميزة التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين منذ مئات السنين، " لقد بدأت هذه العلاقة منذ خمسة عشر قرناً في فلسطين، حينما تسلم الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، مفاتيح مدينة القدس وجد أن المسيحيين في مدينة القدس خاصة وفلسطين عامة فضلوا حكم أمير المؤمنين على حكم الرومان ، الذين كانوا يحكمون فلسطين مدة خمسة قرون ،
وقد ترسخت في مدينة القدس عبر قرون طويلة مظاهر التسامح بين المسيحيين والمسلمين، ويتجلى هذا في أرفع صوره بإشراف عائلتين مسلمتين على كنيسة القيامة، أعرق الكنائس المسيحية. فبينما تقوم عائلة نسيبة بفتح وغلق باب الكنيسة يوميا، تتولى عائلة جودة حفظ مفاتيحها.
ويقول وجيه يعقوب نسيبة، الذي عُهد إليه بفتح وغلق الكنيسة، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن عائلته تسلمت مفاتيح الكنيسة من بطريرك القدس للروم الأرثوذكس "صفرونيوس" في العام 638 ميلادية، أي بعد أن فتحها المسلمون بقيادة عمر بن الخطاب. إلا أن المفاتيح نزعت من العائلة عندما دخل الصليبون مدينة القدس في العام 1099.
ويوضح نسيبة، الذي يتولى استقبال كبار الضيوف الزائرين للكنيسة، أن سبب تسليم مفاتيحها للمسلمين يعود إلى خلاف ظهر بين الطوائف المسيحية إبان تحرير صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس في العام 1187 ميلادية، حين قرر أن تحتفظ بمفتاح الكنيسة عائلة مسلمة، وقد تم ذلك بتوافق مع جميع الطوائف المسيحية آنذاك.
ويقول الدكتور ساري جودة إن عائلته تسلمت أمانة مفتاح كنيسة القيامة في عهد صلاح الدين الأيوبي عند فتحه للقدس عام 1187، وعهد "آل جودة" بصفتهم المؤتمنون على المفتاح إلى "آل نسيبة" فتح وإغلاق بوابات الكنيسة، ثم إعادة المفاتيح إلى عهدة "آل جودة".
إلا أن نسيبة يقول أن عائلة جودة تسلمت في عهد الأتراك "فرمانا عثمانيا"، في العام 1612، يقضي بانضمامها إلى عائلة نسيبة في الإشراف على الكنيسة المقدسة. وباشرت العائلة هذه المسؤولية فعليا في العام 1624، حين انتقلت المفاتيح إلى حوزة عائلة جودة، بينما تولت عائلة نسيبة مسؤولية فتح وغلق أبواب الكنيسة، يوميا، من الساعة الرابعة فجرا حتى الثامنة مساء.
وأوضح أن مندوبا من عائلة جودة يأتي يوميا إلى باب الكنيسة، ليسلم بدوره مفاتيحها إلى نسيبة الذي يقوم بفتحها، ويعود في المساء كي يتسلم المفاتيح بعد إغلاقها، مشيرا إلى أن العائلة مسئولة أيضا عن استقبال كبار الضيوف الذين لا ينقطعون عن زيارة الكنيسة على مدار العام.
ويحتفل المسيحيون الغربيون الاثنين بـ"عيد القيامة"، الذي تحمل الكنيسة المقدسة اسمه أيضا، وهي المكان الذي يعتقد كثير من المسيحيين أنه يحوي الصخرة التي صلب عليها المسيح في بيت المقدس، ويعتبرها بعض المؤرخين "الجوهرة الثالثة في القدس الشريف، بعد قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى".
ويقول نسيبة إن الباب الحالي لكنيسة القيامة تم بناؤه وتجديده وتركيبه في العام 1808، عقب حريق شب في الكنيسة، وأتى على القبة التي تعتليها. ويحمل الباب نقوشا باللغة التركية القديمة ذات الأحرف العربية، وهي عبارة عن أناشيد وتراتيل إنجيلية.
وتجدر الإشارة إلى أن كنيسية القيامة سميت بهذا الاسم نسبة إلى قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من موته على الصليب، حسب العقيدة المسيحية.
إن فلسطين مسيحيين ومسلمين ضربوا المثل في حقيقة التعايش والتآخي فيما بينهم وهو مثال للعالم اجمع يحتذي به، حيث يعيش الفلسطينيون مسيحيون ومسلمون جنبا الى جنب وتجمعهم وحدة المصير الواحد وهم بالفعل عائلة واحده ضربوا المثل في علاقاتهم الاخويه والعائليه بحيث لا تميز بين المسيحي والمسلم فهم جميعا سواء ، إن تصريحات من هنا أو هناك لن تؤثر على عمق واهمية العلاقه التاريخيه عبر التاريخ والمصير المشترك الذي يجمعنا جميعا خاصة واننا جميعا نهدف لارساء دعائم العيش المشترك وسننتصر لوحدتنا الوطنيه ضد ما يكدر صفو العلاقه والوحده التاريخيه التي تجمعنا معا مسلمون ومسيحيين في فلسطين وهي ارض مقدسه وطاهرة الى يوم الدين


المحامي علي ابوحبله