قد يكون للرئيس بعض الدوافع الشخصية التي جعلته في حالة من عدم التوازن وفي جمله وابجدياتها والتي لجاء فيها للفلسطينيين """ ولنتكلم كفلسطينيين """ وهل كان في السابق الفلسطينيون لا يتكلمون بلسان فلسطيني ..؟؟! وبأي لغة كانت اذا ..! وهل فعلا الفلسطينيون اصبحوا ذات سيادة على ارضهم ودولتهم ...؟؟؟ لتكون العلاقة متوازنة مع دول الاقليم وغير الاقليم ..؟؟؟ وهل نسي الرئيس ان بدايات ومسيرة حركة التحرر الوطني كان يمكن لا يكون لها قائمة بدون من يعنيهم من دول الاقليم من حيث المال والتدريب والدعم السياسي ....... نعم نحن مع ان يتكلم الفلسطينيون بلغة سياسية واحدة .... ولكن لا يمكن اجتثاثهم من عمقهم العربي والاقليمي ..... وان اردنا ان نتحدث كفلسطينيين .... وهذا ما طالبت به الدول التي قصدها الرئيس عباس .... من وحدة الصف الفلسطيني ووحدة حركة فتح ووحدة وطنية ..... خارطة طريق حملتها تلك الدول للرئيس ومركزية فتح لاعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية لكي يكون بمقدورها التعامل مع الفرضيات السياسية والامنية المطروحة للمنطقة بما فيها الصراع مع دولة الاحتلال .
مصر العروبة وامارات الشيخ زايد وامارات العطاء والمملكة الاردنية الهاشمية التي تبات وتصحو بالهم الفلسطيني والمملكة العربية السعودية ، الرباعية العربية التي حددت متجهاتها بالتعامل مع المتغيرات التي تعصف بالمنطقة ومبادرة الرئيس السيسي الهامة والمسؤلة والمدعومة من تلك الدول لم تطالب بتفتيت الشعب الفلسطيني بل كان حرصها على انهاء الانقسام والخلافات في الجبهة الداخلية الفلسطينية ... ولكن يبدو ان تلك المبادرة اشاطت غضبا الرئيس ومن هم حوله من ذوي المصالح وتعارضت مع منهجيته لضرب وحدة فتح وتفتيت الحركة وانهاء وقتل الحركة الوطنية الفلسطينية لصالح مشروع اخر يبنى ويدار من عواصم اقليمية اخرى لها مشروعها الخاص في ظل التقارب والانسجام من اتفاقيات موقعه وتعامل مع الاحتلال ..... ولا يخلو ذلك من مشروع المصالح والمنافع لفئة نمت وترعرعت في ظل ضعف فتح وترهلها وتفتتها اخذت المال الفلسطيني واستثماراته في وجه شخصية غير البناء الوطني .
لا ادري ما هي الركائز السياسية البناءة وراء جمل الرئيس وابجدياته المستفزة لتلك الدول ...! وعلى ماذا اعتمد ...! الرئيس التي تصحته دول الاقليم وغير الاقليم المحبة للشعب الفلسطيني "" بانه وجب الرحيل "" وتجديد الشرعيات الفلسطينية ..... يبدو ان الرئيس ما زال متمسك بكل مناصبه الى ان يجهز على كل شيء في الحركة الوطنية في حين يمد يديه للمصالحة مع حماس .... كلنا نريد المصالحة ولكن على اسس تختلف عن الاسس للتي يريدها الرئيس نلريد مصالحة وبحركة وطنية قوية وبفتح القوية وليس على ركام فتح والحركة الوطنية .
نعم فل نتحدث كفلسطينيين وان تحدثنا فيجب اولا الخروج بفتح من مأزقها وكذلك الحركة الوطنية .... وحل المعضلات والاشكاليات الداخلية والا كيف نتحدث كفلسطينيين !.
مصر ومحورية فعلها ووجودها والاردن والامارات والسعودية هل يمكن تجاوزهم لنتحدث كفلسطينيين ..... وان تحدثنا كفلسطينيين هل يعني اهمال عمقنا وهم الشركاء على مدار الصراع مع المشروع الصهيوني ... شيء غريب وعجيب ...؟؟!
نرى ان المشروع التركي القطري وامتداداته من تفاهمات مع الاسرائليين وبمشروع بديل لمنظمة التحرير هو الذي يجهز وهذا ما دفع الاخوة المصريين والعرب للضغط لانجاز المصالحة الفتحاوية والحركة الوطنية ... ولكن يبدو ان الرئيس لا يريد تلك الرياح ومتجهاتها....... ويبدو ان زيارة ماجد فرج وزيارته الاخيرة للقاهرة ونتائجها لم تروق للرئيس عباس .... وحل الاشكاليات في داخل فتح كرزمة واحدة ومن ثم الحركة الوطنية والوحدة بين القوى الوطنية والاسلامية ..... ويبدو ان الرئيس بات متخوف على مصالحه ومن يحيطون به ومن ما يسميها ازمة خلافته ...... هكذا الامور ....
كلام الرئيس يخرج عن الدبلوماسية والسياسة وحتى لغة المصالح للشعب الفلسطيني وعمق التاريخ والمشاركة والمسؤليات الجمعية لمواجهة مخططات اسرائيل ..... وهل الرئيس الان وضع كل المصير الفلسطيني في سلة المشروع التركي القطري ..؟؟؟ وهل الرئيس اختار انقرة والدوحة بديلا للقاهرة وتاريخها وثقاها ومحورية فعلها في المنطقة ..... اذا الرئيس اختار العزلة واختار مزيدا من الانهيار للجبهة الداخلية الفتحاوية والوطنية ....... واذا لابد من البدائل لانقاذ ما يمكن انقاذه على المستوى الوطني والجبهة الداخلية .
بقلم/ سميح خلف