أضواء على الصحافة الاسرائيلية 6 أيلول 2016

هزة في اسرائيل في اعقاب انهيار موقف سيارات متعدد الطبقات في تل ابيب

تناولت الصحف الاسرائيلية بتوسع حادث انهيار موقف للسيارات يتألف من اربع طبقات، ولا يزال قيد الانشاء، في حي رمات هحيال في تل ابيب. والذي اسفر حسب المعلومات الاولية، عن مقتل عاملين على الأقل واصابه 23.

وكتبت "هآرتس" انه تواصلت الجهود لإنقاذ خمسة عمال حوصروا تحت الانقاض، حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وقد تتواصل اعمال الانقاذ لعدة ايام. وتمكنت طواقم الانقاذ من اجراء اتصال مع احد العمال المحاصرين او مع عاملين، لكن الاتصال انقطع، ويخشى على حياتهم. ولم تعرف هويات القتلى والمفقودين، لكن وزارة الخارجية اعلنت ان احدهم هو عامل اجنبي. في المقابل اعلنت مصادر فلسطينية ان احد القتلى هو عامل فلسطيني من القدس الشرقية، لكنه لم يتم تأكيد النبأ رسميا. كما قالت المصادر الفلسطينية ان بين العمال الذين تواجدوا في الموقع عدد من سكان منطقة رام الله. وقالت وزارة العمل الفلسطينية ان معلومات غير رسمية وصلت اليها تشير الى اصابة عاملين فلسطينيين. وقالت انها تتعقب التفاصيل وتحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية ازدياد حوادث العمل في فرع البناء.

وليس من الواضح ما هو سبب انهيار البناية. وقامت الشرطة امس بالتحقيق مع عدد من المسؤولين في شركات البناء العاملة في الموقع، وعلى رأسها شركة "دانيا سيبوس" المسؤولة عن انشاء موقف السيارات. وقامت الشرطة بتفتيش مكاتب الشركة بحثا عن وثائق من شأنها ان تبين ما اذا نجم الانهيار عن الاهمال. وينضم هذا الحادث الى سلسلة من الاخفاقات الامنية في مواقع البناء التابعة للشركة. وقررت الشرطة حظر نشر معلومات حول مجمل التحقيق في الحادث.

وقد وقع الحادث قرابة الساعة 11.25 صباحا، وعلى الفور تم الاعلان عنه كحادث كثير الاصابات، وتم اغلاق الطرق المجاورة للموقف، ما ادى الى اكتظاظ مروري كبير. ووصل المئات من افراد الشرطة وقوات الانقاذ وحوالي 500 جندي بقيادة قائد الجبهة الداخلية يوئيل ستريك. وشارك في عمليات الانقاذ جنود وحدة الانقاذ ووحدة كلاب قص الأثر "عوكتس".

وقال رئيس قسم التخطيط في قيادة الجبهة الداخلية، العقيد ايتسيك غاي ان "الوقت لا يعمل لصالحنا، وكلما مر الوقت اصبح الأمر اكثر تعقيدا". وقال ان المنقذين يعرفون تقريبا المنطقة التي يتواجد في العمال في الطابق الاسفل من البناية.

وتبين انه سقطت في شهر ايار الماضي في هذه البناية احدى الدعامات الاسمنتية واصيب عاملان، لكنه سمح بمواصلة العمل فيها لأن دائرة الأمان في وزارة الاقتصاد لم ترسل مراقبا لفحص البناية بعد الحادث. وقالت وزارة الاقتصاد ان دائرة الأمان لم تعرف بتاتا عن الحادث.

وقال مدير موقع البناء للقناة الثانية، امس، انه قبل ساعة من انهيار المبنى تم الشعور بهزة في المكان، لكن مثل هذه الهزات تعتبر طبيعية في مكان تعمل فيه آليات ثقيلة. واضاف ان الأمر كان يمكن ان ينتهي بشكل اسوأ لأنه يتواجد عادة بين 90 و100 عامل في الموقع.

وقال عبد السيد، من بلدة حورة والذي كان يعمل على جرافة لفرش التراب على سطح البناية، واصيب في الحادث، انه يعتقد بان البناية انهارت بسبب الثقل. وقال ان مدراء العمل تواجدوا ايضا على سطح البناية، وانه يؤمن بأنهم لو كانوا يعرفون بأنها خطيرة لما صعدوا مع العمال.

يشار الى ان شركة "افريقيا – اسرائيل" هي التي فازت بمناقصة انشاء الموقف بالقرب من مستشفى اسوتا. وتم تسليم المسؤولية عن تنفيذ العمل لشركة "دانيا سيبوس". وتم بناء الموقف في جوف الأرض على ارتفاع اربع طبقات، وعلى مساحة 17 الف متر مربع، وكان من المفروض انتهاء العمل في بداية العام المقبل.

وفي اعقاب انهيار البناية وتكرار حوادث العمل في مواقع البناء مؤخرا، من المتوقع ان يعقد وزير العمل والرفاه، حاييم كاتس، اليوم، جلسة طارئة لمناقشة تطبيق قوانين العمل وتشديد الردع ضد المقاولين والشركات التي لا تلتزم بنظم الأمان. كما اعلن رئيس لجنة العمل والرفاه البرلمانية، ايلي الالوف، بأنه سيعقد اجتماعا للجنة ودعا الى اغلاق موقع البناء.

عمال في الموقع: "حذرنا من الانهيار"

وتنشر "يسرائيل هيوم" انه بين اعمال اخلاء القتلى وانقاذ الجرحى والبحث عن المفقودين في موقف السيارات الذي انهار في تل ابيب، امس، بدأت وحدة التحقيق في اعمال الغش في شرطة تل ابيب، بالتعاون مع دائرة الأمان في وزارة العمل والرفاه، التحقيق الذي صدر امر بمنع نشر أي تفاصيل عنه. وكان العمال في المكان اكثر المتخوفين. وقد ادعوا انهم حذروا قبل عدة ايام من امكانية انهيار المبنى، وقال احدهم ان "الطبقات السفلية امتلأت بالماء بشكل دائم، بسبب المسافة القريبة من نهر اليركون، كما ان المياه تسربت من الجدران".

كما تكهن مهندسون وصلوا الى المكان بحدوث فشل تخطيطي. وقال مصدر مطلع على التفاصيل انه "يحتمل فشل احد في التخطيط، مثلا في احتساب الباطون، الحديد او الدعامات. ربما لا يتفق التنفيذ ايضا مع المعايير وان يكون احد ما قد قرر التوفير في المواد. وسيجمع المهندسون الملفات والوثائق ويفحصون الحسابات ومخططات التنفيذ".

وقال ران كوهين، مدير قسم الأمان في ادارة الأمان في وزارة العمل والرفاه، خلال زيارته الى المكان ان "الحادث نجم اما عن فشل في التخطيط او فشل في التنفيذ، فهذه ليست حادثة عمل كلاسيكية". وحسب رأيه فقد تم اجراء تفتيش للموقع قبل ثلاثة اشهر عندما انهارت دعامة باطون واصابت عاملين، اما بالنسبة للإخفاقات فقد رفض التطرق، وقال انه تقع اخفاقات في كل موقع بناء. واضاف: "اؤمن ان هذا الحادث سيثير موجة صدى في كل فروع البناء وسيؤثر على الشركات التي يبدو انها تتنافس في قلة الالتزام بقوانين الأمان والمعايير".

وقالوا في وزارة العمل والرفاه انه تم في الآونة الأخيرة العثور على عيوب في المشاريع التي تبنيها شركة "دانيا سيبوس" وكان من المخطط خلال الاشهر القريبة القيام بحملة واسعة لتفتيش مواقع البناء التابعة للشركة. وعلم انه تم في العامين الاخيرين فتح ثلاث ملفات تحقيق ضد مدراء في الشركة، وحدثت في مواقع البناء التابعة لها في السنة الحالية عدة حوادث.

وقالت الشركة انها تلتزم بالقانون وبالعمل بناء على النظم المتشددة، وانها تهتم بحماية حياة الانسان والأمان في مواقعها وتحرص في هذه المسائل بشكل كبير.

استخدام جهاز جديد لكشف مكان الضحايا حسب موقع هواتفهم

كما تكتب "يسرائيل هيوم" ان قوات الجبهة الداخلية استخدمت خلال اعمال الانقاذ في البناية التي انهارت في تل ابيب، امس، منظومة تسمح بكشف وانقاذ المحاصرين بواسطة تحديد مواقع هواتفهم الخليوية. وتعتمد هذه المنظومة على رادار من انتاج شركة "التا" التابعة للصناعات الجوية، ولم يتم تفعيلها من قبل.

وقال رئيس قسم التخطيط في الجبهة الداخلية العقيد ايتسيك غاي، امس، ان "هذا الجهاز يعرف اين يتواجد الجهاز الخليوي، وليس الإشارة فقط الى موقعه، وانما تحديد مكانه تماما وفي أي طابق، والمسافة اليه. وهذا الجهاز يسمح بالوصول الى المكان الذي نقدر بأن المحاصر يتواجد فيه مع جهازه الخليوي.

وخلال اعمال التفتيش امس، تمكن هذا الجهاز من تحديد موقع احد الهواتف الخليوية، وقامت شراعية تابعة للجبهة الداخلية بالتحليق فوق النقطة المحددة للإشارة الى المكان الذي يجب الحفر فيه. وقال غاي ان هذا الجهاز لا يزال في طور التطوير، لكنه تم اخراجه من المختبر واحضاره الى المكان بسبب الحادث. ومن المفروض ان يتم الانتهاء من اعداد هذه المنظومة للعمل في نهاية العام الجاري.

وقالت الصناعات الجوية ان هذه المنظومة معدة للمساعدة في العمليات الارهابية والكوارث الطبيعية والحرائق وغيرها، وهي تدعم اجهزة الهاتف الخليوي المختلفة في العالم (GSM, UMTS, LTE) وتسمح لقوات الانقاذ بتحديد الموقع الجغرافي الدقيق للهواتف الخليوية داخل مناطق الكوارث.

وزارة العمل لتا تراقب مواقع البناء لضمان امن العمال

تكتب "يديعوت احرونوت" ان انهيار موقف السيارات في "رمات هحيال" في تل ابيب، شد الانتباه فورا الى مجال حوادث العمل في فرع البناء، لكن كل المسؤولين عن هذا المجال، المنتخبون، مراقبو العمل والعمال – يعرفون ان الحديث عن قطاع مخترق ونازف طوال ايام السنة. وحسب معطيات التحالف لمكافحة حوادث العمل في البناء، والذي اقيم قبل سنة، من اجل اعلاء هذا الموضوع، فقد قتل منذ بداية العام الجاري 30 عامل بناء في مختلف انحاء البلاد، بينما قتل طوال العام الماضي 34 عاملا.

وحسب هداس طغري، رئيسة التحالف، فان هذا العدد يزيد بسبعة اضعاف عن بريطانيا. واضافت: "كان يمكن منع عدد الضحايا الكبير لو كانت حياة عمال البناء ثمينة في عيون الجمهور والحكومة مثل المشاريع التي يبنونها. يجب ان يقرر احد ما بأن ثمن الدماء اغلى بكثير".

وينضم انتقادها الثاقب الى الاصوات التي سمعت من جهة عدد من النواب الذين يعملون في هذا المجال خلال السنة الأخيرة. وقال النائب ايال بن رؤوبين (المعسكر الصهيوني) ان "هذه الحوادث ليست قدرا من السماء. نحن نتألم بسبب احداث كان يمكن منعها. ادعو الدولة الى الاستيقاظ". ودعا رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، الى تشكيل لجنة تحقيق في الموضوع، لكنه من المشكوك فيه ان هذه اللجنة ضرورية في ضوء نشاط الكثير من الجهات في هذا الموضوع خلال السنوات الاخيرة، والتي تبقى توصياتها في الادراج، المرة تلو المرة.

في ايار الماضي، نشر مراقب الدولة، القاضي المتقاعد يوسيف شبيرا، تقريرا حول أمان مواقع العمل في اسرائيل، كتب فيه ان دائرة الأمان في وزارة الرفاه تقوم بعمل طفيف وان الدائرة لم تقم بمهامها كما يجب. كما تبين بأن مراقبي الدائرة قاموا بين 2009 و2014 بزيارة اقل من 50% من مواقع البناء التي عرفوا عنها في تلك الفترة، من اجل التفتيش ومراقبة نظم الامان. هذا يعني ان مراقبي الأمان لا يزورون غالبية مواقع البناء.

ويتبين من فحص اجرته "يديعوت احرونوت" انه حتى لو بذلت وزارة الاقتصاد جهود كبيرة الا انها ستجد من الصعب زيادة عدد الزيارات الى مواقع البناء. فحتى نهاية 2013، عمل في دائرة الأمان 15 مراقبا للعمل و7 محققين في الحوادث. وفي تلك الفترة تم الادعاء بأن الوزارة تنوي تجنيد قوى عاملة اخرى، لكن عدد المراقبين اليوم هو 18، والمحققين 9.

وتدعي جهات في الوزارة انها تجد صعوبة في تجنيد قوى عاملة بسبب الرواتب المتدنية، التي تصل الى 6400 شيكل غير صافية. مع ذلك تدعي الدائرة اليوم ايضا، انها تطلب تجنيد 50 موظفا.

الى ذلك يستدل من معطيات كشفت مؤخرا  ان الدائرة لا تشدد في معاقبة من يخرقون نظم الامان في منشآت البناء. وجاء في تقرير مراقب الدولة ان الدائرة "لم تفرض غرامات ادارية تقريبا على المشغلين الذين خرقوا اوامر الأمان. وفي 2013 لم يتم فرض أي غرامة، بينما تم في 2014 فرض 10 غرامات فقط. ويستدل من معطيات النيابة العامة للدولة، انه تم بين 2011 و2016 تقديم 21 لائحة اتهام فقط في قضايا تتعلق بحوادث العمل في فرع البناء، بينما تحدث الاف الحوادث سنويا.

ازمة جديدة؟ درعي يثير قضية فتح المحال التجارية في تل ابيب ايام السبت

كتبت "هآرتس" انه في الوقت الذي يحاول فيه الجهاز السياسي التخلص من ازمة عمل شركة القطارات في يوم السبت، تستعد حركة "شاس" لمعركة تعتبر اكثر اهمية وجوهرية بالنسبة للكتل الدينية، وهي فتح المصالح التجارية في ايام السبت. ويعمل وزير الداخلية ورئيس حركة "شاس" ارييه درعي، هذه الأيام، على عرقلة توصيات اللجنة المهنية التي فحصت القانون البلدي المساعد لبلدية تل ابيب، والذي يسمح بفتح المصالح التجارية يوم السبت. ويسعى درعي الى دفع قرار يمنع فتح المصالح التجارية بشكل جارف في منطقة تل ابيب، بما في ذلك محلات بيع البذور والحوانيت. لكنه يقترح عدم تدخل الحكومة في سياسة البلدية هذه بشأن ثلاثة مواقع تجارية تعمل في المدينة ايام السبت – ميناء يافا، ميناء تل ابيب والمحطة، وكذلك الحوانيت التي تعمل في محطات الوقود.

وكما يبدو فان اقتراح درعي الذي يفرض الاكراه الديني من جهة، يبدو كتسوية مبالغ فيها من جهة اخرى، ومن شأنه ان يواجه بانتقادات المتدينين المحافظين. وقالت جهات في حزب "يهدوت هتوراه" امس، انها تنسق مع درعي، الا انها اوضحت عدم موافقتها على التصويت على أي تسوية في هذا الشأن، تشمل فتح المحلات التجارية في يوم السبت، وحتى وان كان يمكن عرض الوضع القائم في المجالات التجارية كجزء من الوضع الراهن في تل ابيب.

الى جانب ذلك، قالوا في الكتلة انه اذا تبين لهم ان الاقتراح المطروح هو "الاقل سوءا" كجزء من التفاهمات الممكنة في الائتلاف الحكومي، فانهم لن يحاولون عرقلته. وقالوا: "في كل الاحوال سنفضل وضعا يتم فيه تمرير الاقتراح من دوننا، ومن خلال امتناعنا". كما تفضل "شاس" صدور القرار عن الحكومة، وعدم ربطه بالحركة او بدرعي.

وأعدوا في مكتب درعي، خلال الايام الأخيرة، مسودة لاقتراح حكومي راديكالي، يعلن عن يوم السبت كيوم راحة يمنع فيه فتح المصالح التجارية بشكل جارف، والعمل على سن قانون يحدد ذلك.

وقالت "شاس" ان مسودة الاقتراح متواجدة حاليا في الدرج، وسيتم سحبها في حال فشل الاحزاب الدينية بإلغاء توصيات اللجنة المهنية برئاسة نائب المدير العام لديوان رئيس الحكومة، ايلي غرونر، أي في حال حدوث ازمة ائتلافية فقط.

وتنوي لجنة غرونر طرح ثلاثة بدائل لحل الخلاف القانوني والسياسي في موضوع القانون البلدي الذي صادقت عليه بلدية تل ابيب في 2014. وتم تقديم اربعة التماسات ضد القانون، ومن المنتظر ان تحدد الحكومة قريبا موقفها في الموضوع قبل صدور قرار المحكمة. واعتبر درعي القانون البلدي بمثابة سابقة خطيرة من شأنها ان تجعل سلطات محلية اخرى في البلاد تقرر فتح المحلات التجارية ايام السبت.

وقال مصدر في وزارة الداخلية امس، ان الوزارة تنوي تقدم موقف حكومي موحد الى المحكمة العليا ضد القانون الذي سنته بلدية تل ابيب، وذلك بهدف "تحديد وضع راهن من دون اثارة غضب المدنيين، واذا لم ينجح ذلك، "سنطرح على الطاولة الاقتراح الذي يمنع فتح المصالح في اسرائيل خلال ايام السبت، وسنعمل على سن قانون رئيسي يلغي قانون بلدية تل ابيب".

وزير العمل يقرر السيطرة في مسألة توزيع تصاريح العمل يوم السبت

ذكرت "هآرتس" ان وزير العمل والرفاه حاييم كاتس، قرر امس، اعادة ترتيب طريقة توزيع تصاريح العمل في ايام السبت والاعياد واستغلال الصلاحيات التي منحها له قانون ساعات العمل والراحة من اجل توزيع تصاريح العمل حسب ما يراه مناسبا.

وابلغ كاتس المسؤولين في وزارته بأن الوزارة هي وحدها المخولة منذ الان بالمصادقة على تصاريح العمل في ايام السبت، دون السماح بتدخل الجهات السياسية الخارجية. وبهذا الشكل سيصد كاتس محاولة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مصادرة هذه الصلاحية منه، وذلك بعد قرار نتنياهو قبل اسبوعين تسليم صلاحية معالجة تصاريح العمل في ايام السبت لرئيس ديوانه يوآب هوروبيتس.

كما اعلن كاتس عن اعادة النظر في كل تصاريح العمل ايام السبت التي تم توزيعها حتى الان، ومنع التصديق مسبقا على تصاريح عمل لفترات طويلة تتراوح بين شهر وسنة. وقال انه منذ الان سيتم مناقشة كل طلب قبل الموعد المطلوب، وسيتم المصادقة عليه لفترة قصيرة وموضعية.

الى ذلك ستعقد الكنيست جلسة طارئة لمناقشة الأزمة التي سببها العمل في شركة القطارات يوم السبت قبل الماضي، وما ادى اليه من شل حركة القطارات بين تل ابيب وحيفا. ووقع طلب عقد الجلسة 50 نائبا من المعارضة. ولكن رئيس الكنيست قرر عدم عقد الجلسة خلال الاسبوع القريب رغم ان المعارضة جندت العدد المطلوب من التواقيع. واتهمت المعارضة رئيس الكنيست بالمماطلة بهدف ارضاء نتنياهو، الا ان مكتب رئيس الكنيست ادعى ان الدستور يلزم بعقد الجلسة خلال فترة معقولة، لكنه لا يحدد الموعد الدقيق.

قتل فلسطيني في مخيم شعفاط بادعاء محاولة دهس جنود

كتبت "هآرتس" ان قوة من حرس الحدود قتلت ليلة الاحد- الاثنين، فلسطينيا واصابت اخر، بادعاء محاولتهما دهس قوة من شرطة حرس الحدود بالقرب من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شمال القدس الشرقية. وحسب بيان الشرطة فقد سافر الفلسطينيان بسرعة باتجاه قوة الشرطة ورفضا التوقف، فتم اطلاق النار عليهما. وتنفي عائلة القتيل هذا الادعاء وتقول انه تم اطلاق النار عليه بدون سبب. وادعت ان ابنها كان مسرعا لأنه شارك في سباق سيارات.

وكان القتيل، مصطفى نمر (27 عاما)، من مخيم اللاجئين عائدا قرابة الساعة الثانية فجرا، مع ابن عمه علي نمر، من حفل في حي عناتا، خارج منطقة القدس. وحسب ابناء العائلة فانه لدى وصول السيارة الى المخيم اجرى السائق، علي، سباقا مع سيارة اخرى كان يقودها شقيق مصطفى. وفي تلك الساعة كانت قوة من الشرطة تنفذ اعتقالات في المخيم. وتدعي الشرطة ان علي قاد السيارة بسرعة لدى خروج القوة من المخيم "وحاول دهسها، فقام الجنود بتفعيل نظام اعتقال مشبوه، وعندما لم يستجب المشبوه للأوامر وواصل السير باتجاه القوة، من خلال النية، حسب الاشتباه، بدهس الجنود، تم اطلاق النار على راكبي السيارة". واصيب السائق علي بجراح متوسطة فيما قتل مصطفى، وقامت الشرطة باحتجاز جثته.

وقال ثائر فسفوس، من سكان المخيم، والذي وصل الى المكان بعد فترة قصيرة من اطلاق النيران، انه شاهد على كرسي مصطفى اثار اربع عيارات فيما كانت هناك اثار عيارات كثيرة في انحاء مختلفة من السيارة.

وقالت العائلة انه لا يوجد أي امل بأن مصطفى حاول ارتكاب عملية، فهو، اولا، كان مع ابن عمه، وشقيقه كان يقود سيارة اخرى من خلفه، وما كان سيشكل خطرا عليهما. ثانيا، تم العثور في السيارة على طعام، ما يدل على انهم كانوا ينوون مواصلة السهرة، وثالثا، بما انهم وصلوا من جهة عناتا، فانه لم يكن بمقدورهم المعرفة بوجود قوة تعمل داخل المخيم. وقال فسفوس ان "شقيق مصطفى صرخ بالجنود بأنهم كانوا يجرون سباقا ولم يقصد احد دهسهم، وعندها هدده الجنود بإطلاق النار عليه حتى سكت".

بوغدانوف يفحص مع اسرائيل والفلسطينيين امكانية عقد قمة في موسكو

كتبت "هآرتس"  ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التقى صباح امس الاثنين، في مكتبه في القدس، مع نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط، ميخائيل بوغدانوف، والذي وصل الى اسرائيل موفدا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة اقتراح روسي بعقد لقاء بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في موسكو خلال الاشهر القريبة. ومن المتوقع ان يلتقي بوغدانوف بالامين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، وشخصيات فلسطينية اخرى، في رام الله، اليوم، لاطلاعهم على تفاصيل اللقاء مع نتنياهو. ويشار الى ان عباس يتواجد في بولندا.

وجاء من ديوان نتنياهو ان "رئيس الحكومة عرض امام نائب وزير الخارجية الروسي موقف اسرائيل الذي يقول انه على استعداد دائما لإجراء لقاء مباشر بدون شروط مسبقة مع عباس، ولذلك فانه يفحص الاقتراح الروسي وتوقيت اللقاء المحتمل".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هو اول من تحدث عن امكانية عقد لقاء بين نتنياهو وعباس في موسكو، حين صرح للصحفيين قبل اسبوعين، بأنه تحدث مع بوتين وان الاخير ابدى اهتماما في الموضوع. وبعد عدة ايام التقى بوغدانوف مع سفير اسرائيل لدى موسكو، تسبي حيفتس، ومع السفير الفلسطيني. وفي اليوم التالي جرت محادثة هاتفية بين نتنياهو وبوتين، تناولت موضوع السلام مع الفلسطينيين.

ورغم التبليغ عن النشاط الروسي في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، الا ان لقاء بين نتنياهو وعباس في موسكو لا يبدو في الافق حاليا، والسبب هو تحصن الجانبين وراء مواقفهما. فنتنياهو يصرح بأنه مستعد للقاء عباس بدون شروط مسبقة وبدون دفع ثمن للقاء، بلفتات اسرائيلية كإطلاق سراح اسرى او غير ذلك. ومن جهته يصرح عباس انه مستعد للقاء نتنياهو، لكنه يطالب بأن لا يكون اللقاء مجرد "فرصة للتصوير" ويطرح شروطه لعقد اللقاء ومنها اطلاق سراح اسرى وتجميد البناء في المستوطنات.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لصحيفة "الأيام" امس الاول، انه اذا قامت اسرائيل بهذه اللفتات ازاء الفلسطينيين فانه لن يعارض اجراء لقاء بين نتنياهو وعباس. مع ذلك قال ان رئيس الحكومة الاسرائيلية يرفض تنفيذ هذه الخطوات، ولذلك فانه يشك بإمكانية عقد اللقاء. وقال مستشار عباس، احمد مجدلاني، لصحيفة "هآرتس" ان الفلسطينيين سيوضحون لبوغدانوف، اليوم، بأن كل لقاء بين نتنياهو وعباس لن يشكل بديلا لمبادرة السلام الفرنسية.

مبادرة اسرائيلية لإجراء استفتاء شعبي حول المناطق

ذكرت "هآرتس" ان مجموعة من الوزراء ونواب الكنيست السابقين، اطلقوا امس، حملة شعبية واسعة تدعو لإجراء استفتاء شعبي حول مستقبل المناطق مع مرور 50 سنة على حرب الأيام الستة. وانضمت الى المبادرة تنظيمات من المجتمع المدني ورجال فكر وثقافة واكاديميين.

ومن بين الموقعين على المبادرة، رئيس الشاباك سابقا، والوزير سابقا، عامي ايالون، رئيس حزب العمل سابقا عمرام متسناع، والوزراء سابقا يولي تمير، عوزي برعام، اوفير بينس، وميخائيل ملكيؤور، والنائبين السابقين دانئيل بن سيمون وتسالي ريشف، وضابط الشرطة سابقا اليك رون، والعميد احتياط غيورا عنبار، وحفيدة رئيس الحكومة الاسبق يتسحاق رابين، نوعا فرطمان، وعضو مبادرة جنيف شاؤول اريئيل، ورجل الاعمال اوراني بتروشكا، والمدير العام لحركة "مستقبل ازرق ابيض" المحامي غلعاد شير، والمدير العام لحركة "سلام الآن" ابي بوسكيلا، والممثلين غابري بناي وريكي بليخ.

وسيعمل المبادرون خلال السنة القريبة على محاولة سن قانون لإجراء استفتاء شعبي حول مستقبل المناطق، وفي المقابل سيقودون حملة شعبية وينظمون نشاطات ميدانية.

وقال عامي ايالون ان "كل يوم تتواصل فيه سيطرتنا على المناطق يقربنا من نهاية اسرائيل كدولة ديموقراطية للشعب اليهودي". وفي رسالة بعث بها المبادرون الى رئيس الحكومة، امس، كتبوا ان "الحسم في استفتاء شعبي في اكثر المسائل المصيرية لمستقبل اسرائيل سيكون بمثابة تصريح امام العالم حول توجه اسرائيل، ويشكل موجها للحكومات الاسرائيلية المنتخبة لكي تعمل من اجل تنفيذ القرار".

رئيس مجلس جولس يقتل موظفا بسبب خلاف مالي

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس المجلس المحلي في قرية جولس، سلمان عمار، اقدم امس، على قتل العامل في المجلس المحلي، منير نبواني (45 عاما). وقال مقربون من رئيس المجلس والقتيل انهما كانا في السابق على علاقة طيبة، لكنه وقع خلاف بينهما مؤخرا، كما يبدو على خلفية مالية.

وحسب التحقيق الاولي فقد اطلق عمار، وهو ضابط سابق في الجيش الاسرائيلي، النار على نبواني من مسدسه امام بناية المجلس المحلي، وقام بعد عدة ساعات بتسليم نفسه للشرطة والادعاء بأنه دافع عن نفسه. وحسب احد معارف نبواني فان عمار يدين له بعشرات الاف الشواكل ورفض دفعها له.

ووصل الى القرية الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف ووجهاء الطائفة من اجل تحقيق الهدنة بين العائلتين. وتمكن الشيخ طريف من الحصول على التزام من العائلتين بالهدوء، فيما التزم ابناء عائلة عمار بمغادرة القرية لعدة اسابيع.

نتنياهو يبدأ زيارة لهولندا

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اسرائيل، يغادر اليوم، متوجها الى هولندا في زيارة تستغرق يومين، سيلتقي خلالها بنظيره الهولندي مارك روتيه، والملك فيليم ألكساندر. وهذا هو اول لقاء بين نتنياهو والملك الهولندي الذي تم تتويجه في 2013.

ومن المتوقع ان يزور نتنياهو البرلمان الهولندي، والتقاء رئيس البرلمان ومجلس الشيوخ. كما سيعقد لقاء مع اعضاء لجنة الخارجية في البرلمان ويتحدث معهم حول العلاقات بين اسرائيل وهولندا، ويعرض امامهم سياسة اسرائيل في المنطقة وامام اوروبا.

وسيتولى الوزير ياريف ليفين منصب القائم بأعمال نتنياهو خلال تغيبه عن البلاد، علما ان من يستبدله عادة هو احد الوزيرين يسرائيل كاتس او غلعاد اردان. لكن نتنياهو قرر تعيين ليفين للمنصب بسبب الازمة بينه وبين الوزير كاتس، وغياب اردان عن البلاد.

استئناف محاكمة الجندي القاتل ازاريا

كتبت "يسرائيل هيوم" انه استؤنفت في المحكمة العسكرية في يافا، امس، محاكمة الجندي اليؤور ازاريا. ومن بين شهود الدفاع الذين استمعت اليهم المحكمة امس، كان نائب قائد فرقة ازاريا، الرائد ي. الذي اطلع المحكمة على فحوى محادثته مع ازاريا في يوم الحادث. وقال ي. انه اتصل بأزاريا في ذلك اليوم لكي يسمع منه عما حدث. وقال ان ازاريا ابلغه بأنه اطلق النار لأنه تخوف من السكين ومن عبوة، وانه شاهد المخرب يتحرك، وتخوف من قيامه برفع السكين او عبوة وتفجير نفسه.

واضاف ي.: سالته لماذا تخوف من وجود عبوة، خاصة وانه لو ذهب الى قائد اللواء مع ادعاء غير مسنود فانه لن يخرج من الأمر ببساطة. واضاف: "تحدثت مع اليؤور لأن هذا ما يجب ان يفعله القائد. جنودي مثل اولادي. قلت له: باختصار، ماذا حدث هناك؟ وسألته ان كان قد تعمد اطلاق النار او فعل ذلك بسبب فقدان الوعي، فقال انه لم يفعل ذلك، وانا اصدقه".

مقالات

لا يهمه أي شيء

يكتب عوزي برعام، في "هآرتس" انه يجب انهاء النقاش حول بنيامين نتنياهو. وهذه المرة يجب أن ينتهي بإدانة رئيس الوزراء، الذي لا يهمه أي شيء ما عدا الحفاظ على صورته كزعيم لا تشوبه شائبة. والعيوب؟ يتم تحميلها للآخرين. الصفاقة التي يتحلى بها موظف لدى نتنياهو بتوجيه اتهامات الى وزير في الحكومة - هي وصمة عار وخزي. من لا يحافظ على كرامة وزير سيكتشف في المستقبل الحقيقة حول رئيس الوزراء وطرق عمله.

لو لم اعمل مع رؤساء حكومة آخرين، ربما كنت قد قللت من اهمية جهود نتنياهو لتقزيم صورة وزير المواصلات. أنا لست من محبي الطريق السياسي ليسرائيل كاتس، واشمئز بشكل خاص من "قدرته على امتصاص" هجمات نتنياهو. الوزير الذي يحترم نفسه كان سينفصل عن هذه الحكومة، ويثبت وجود وزير واحد على الأقل يهتم بشيء.

عندما كنت وزيرا للسياحة في حكومة يتسحاق رابين، رفضت مطلب المستوطنين بمنح محفزات لمستثمر طلب اقامة فندق بالقرب من اريحا. وقد عارض رئيس الحكومة موقفي، وتحدث معي حول ذلك. ولكن عندما جرت محادثة للفحص مع ممثلي المستوطنين قال لهم رابين: "انا كنت سأتصرف بشكل مغاير، ولكن لدي وزير له رأي اوسع في مسائل وزارته، وانا ادعم قراره". هذا الأمر لم يكن استثنائيا – فرابين وشمعون بيرس ايضا، ادارا طريقة حكم تعتبر رئيس الحكومة الاول بين متساوين، ولكن الوزراء كلهم كانوا متساوون جدا.

الفرق بينهما وبين نتنياهو هو انهما وجدا اهمية كبيرة في نجاح حكومتيهما وبتشجيع الوزراء على العمل واتخاذ القرارات، بينما لا يهم نتنياهو أي شيء باستثناء بقائه. ربما يعتقد ان هذا يضمن بقاء الدولة.

يمكن الافتراض بأنه لم يكن امام رئيس الحكومة أي خيار الا الاستسلام للمتدينين في مسألة المواضيع الدراسية الرئيسية، لكنه كان يمكنه التوجه الى الشعب والتحدث عن مدى اهمية المواضيع الدراسية الرئيسية في دمج المتدينين في الاقتصاد الاسرائيلي، وان الاستسلام فرض عليه بسبب اتفاق ائتلافي سابق.

كان يمكن لنتنياهو معارضة دمج اولاد الأجانب في مدرسة "شيباح موفيت"، والقول مع ذلك ان من واجبنا الاهتمام بهؤلاء الأولاد الذين يعيشون بيننا. كان يمكن لرئيس الحكومة القول للمتدينين ان وزير المواصلات قريب منهم ويقدرهم، وان كل خطواته من اجل العمل في ايام السبت تهدف الى منع المعاناة الزائدة للجمهور الواسع.

ولكن بما انه لا يهم نتنياهو ما اذا جرى العمل يوم السبت ام لا، وما اذا تعلم اولاد الأجانب او تم اهمالهم، وما اذا سيتم تدريس المواضيع الرئيسية ام لا، فانه يختار الطريق الذي يعتبر فيه غير متهم ابدا، واذا كان هناك أي اخفاق، فسيتم تحميل التهمة لوزير "انحرف".

لا يهمه فعلا اذا توقفوا عن البناء في المستوطنات او سرعوا البناء، ولا يهمه وعد يتسحاق هرتسوغ بالجبال والتلال، لأنه اعتقد بأنه يمكنه ضمان بقائه، وهذا هو اهم شيء عنده. من اجل بقائه قام بتدعيم نفسه جيدا: لديه صحيفة خاصة، موقع انترنت مثمر ووسائل الاعلام تنشر كل تغريد له او لحاملي ادواته.

غالبية رؤساء الحكومة كانت لهم سمات مميزة. البعض غيروا مواقفهم بفعل ضغط الظروف، لكنهم وضعوا دائما الامور على الطاولة امام الجمهور. هكذا فعل ايهود براك، وارئيل شارون وايهود اولمرت. لكن نتنياهو هو نوع آخر. لم يحدد ابدا أي موقف اخلاقي، ولم يطالب ابدا بشيء من المجتمع الاسرائيلي. لماذا؟ انه ينهض في الصباح ويشاهد استطلاعا جديدا يشير الى انحناء شعبيته، فيملي الاستطلاع سلوكياته.

الاستنتاج المطلوب هو ان من لا يهتم بنا علينا ألا نهتم به. لكن للأسف، ليس هذا هو الوضع.

ملفات في الظلام

يكتب نيتسان هوروبيتس، في "هآرتس"، انه يوجد الكثير من الناس في امريكا، كثيرون جدا، الذين يعتقدون بأن القاعدة لم تقف وراء هجمات 11 ايلول. فمن اذن؟ من لا: ممولون، اسرائيل، جهات غامضة في الادارة. مع مرور 15 سنة على الهجمات يبدو انه لا فائدة من جبال الأدلة التي تراكمت منذ ذلك الوقت، بما في ذلك التصريحات الواضحة لخاطفي الطائرات وبن لادن نفسه. توجد لدى انصار المؤامرة ردود ساحقة على كل وثيقة وكل تسجيل: تجار في البورصة كانوا يعرفون عن الهجمات قبل وقوعها، قيادة الدفاع الجوي الأمريكي شلت منظومات الدفاع، لم تكن الطائرات هي التي تسببت بانهيار الابراج وانما قنابل تم زرعها فيها، المختطفون لا يزالون احياء، تسجيلات بن لادن تم تزييفها.

مصطلح "مؤامرة 11.9" يثمر عن ملايين النتائج في محرك البحث غوغل. حسب احدى النظريات، تم تحذير آلاف العمال اليهود مسبقا، وتغيبوا في ذلك اليوم عن مكاتبهم. وتنضم الى ذلك "حقيقة" ان بعض اوائل من صوروا الهجوم كانوا، نعم، نعم، يهود. قبل عدة سنوات كشف استطلاع اجرته شبكة "سي. ان. ان" ان ثلث الامريكيين يعتقدون بأن الهجمات لم تنفذ من قبل اعداء للولايات المتحدة وانما كانت نتاج "عمل داخلي". الكثير يؤمنون بان المقصود مؤامرة يهودية /اسرائيلية، بالتعاون مع "عملاء صهاينة" في الادارة.

لا يوجد أي دليل يثبت ذلك، لكن غياب الادلة لا يمنع الانجذاب الامريكي القوي الى نظريات المؤامرة. وكلما كانت النظرية اكثر جنونية، كلما ازداد عدد انصارها. لب الموضوع هو الاعتقاد العميق لدى الملايين من الأميركيين بأن الادارة وقادة الدولة، والمؤسسة كلها، هم ليسوا الذين يشاهدونهم اليوم. هناك قوى خفية تعمل في الظلام من أجل مصالح غامضة، وكل ما يحدث ويتم التبليغ عنه هو مؤامرة ووهم. هذا الخطاب يلقى الصدى في الكثير من الأفلام والمسلسلات. هذا هو أيضا جزء من تفسير جاذبية شخص مثل دونالد ترامب ،الذي كان يمكن لكل جهاز لكشف الكذب ان يسخن ويحترق جراء الأكاذيب في خطاباته.

الشعور بأن "الحكومة" تضلل الجمهور يعتمد على شيء ما. الفجوات العميقة في الولايات المتحدة تكشف هوة عميقة بين الثراء والقوة القومية وواقع الحياة الكئيب للكثير من المواطنين. ولكن بدلا من مواجهة التشوهات الحقيقية للنهج الاقتصادي – الاجتماعي، والفساد السلطوي الكامن في العلاقة بين رأس المال والسلطة، هناك قوى تربط عدم الثقة والاحباط الذي يسود الجمهور بآفاق مريضة من اجل جرف المكاسب السياسية.

منذ سنوات يضخون في قطاعات واسعة من اليمين، بأن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، وانه زور شهادة ميلاده، وبالتالي لا يمكن أن يكون رئيسا للبلاد. في الواقع، لا يعتبر الأمر هنا نظرية وهمية، وانما جزء من الترسانة السياسية لليمين. وليس من المفاجئ تماما ان ترامب هو احد البارزين في صفوف الـ (birthers) الذين ينشرون مؤامرة ولادة اوباما. بيئة ترامب ملوثة بهذا المرض. الشبكات الاجتماعية التابعة للكثير من انصاره تعج بالمؤامرات، بعضها تفوح منها اللاسامية. في مثل هذه الاجواء يكثر الـ (healthers) الذين يتمسكون بنظرية  الامراض الصعبة، التي يدعون بأن هيلاري كلينتون تعاني منها. لا يمكن فهم النسبة الضخمة من الامريكيين الذين يعتقدون ان كلينتون ليست موثوقة، من دون "الحفريات" التي قام بها اصحاب نظريات المؤامرة طوال سنوات كثيرة ضدها وضد زوجها. هؤلاء، في المناسبة، يستعدون لحالة فوزها مع مختلف الاتهامات بالخداع والتزييف في الانتخابات؛ وترامب، لم يتردد، بدون أي ذرة خجل، بتوجيه مثل هذه الاتهامات. هذه الرياح الشريرة تبشر اول امرأة تترأس الولايات المتحدة، اذا تم ذلك، بفترة ولاية مليئة بالعقبات.

الجمهوريون الكبار الذين يتحفظون من ترامب، وهناك الكثير من هؤلاء، يمكنهم اتهام انفسهم فقط. لقد سمحوا لهذا السم بالغليان طوال سنوات بل استغلوه لاحتياجاتهم. ترامب هو نتاج واضح لتهيئة القلوب في "حفلات الشاي"، والتحريض من جانب الحزب الجمهوري، وهو الان من يستغل ذلك لاحتياجاته.

اوروبا: الانتخابات والاسلام

يكتب زلمان شوفال، في "يسرائيل هيوم" ان هزيمة الحزب الديموقراطي المسيحي برئاسة المستشارة انجيلا ميركل في الانتخابات المحلية في ولاية مكلنبورغ الالمانية، يشكل شارة تحذير لحزب السلطة الألماني، ويثبت انه ليس في الولايات المتحدة، فقط، يمكن حدوث دراما سياسية خلال الأشهر القريبة. محفزات حدوث تقلبات سياسية قائمة بشكل خاص في المانيا وفرنسا، لكنها سبقتها بريطانيا في مسألة الانفصال عن اوروبا. لكل واحدة من النهايات السياسية القائمة والمتوقعة، هناك اسباب عينية، ولكنه يقف من خلفها جميعا، بهذا الشكل او ذاك، التخوف من الاسلام واثاره، سواء في مجال الارهاب او من حيث تدمير النسيج الثقافي والتوازن الديموغرافي.

في الصحيفة السويدية الهامة "نويه زيوريخر تسايتونج"، نشرت مقالة مفصلة حول استراتيجية المراحل لدى الاخوان المسلمين والحركات السلفية للسيطرة على العالم: تنازل صغير هنا، وتنازل صغير هناك، وتنازلات غير هامة من وجهة نظرهم في مسائل مثل اللباس او التعليم، ودفع قوانين "الشريعة" وما اشبه، وكل ذلك تحت ستار المساواة وحقوق الانسان، ظاهرا – الى ان يتم اختراق اسوار المجتمع الغربي والديموقراطي بواسطة هجوم ساحق وحاسم. كاتب المقال ليس شخصية مثل الكاتب الفرنسي ميشيل فولباك، الذي يصف الانتصار الإسلامي في فرنسا كعمل شبه متكامل، وانما هو بروفيسور له مكانته في العلوم السياسية وتاريخ الشرق الاوسط في جامعة زوريخ.

في الوقت الذي يرفع فيه دونالد ترامب في الولايات المتحدة موضوع الخطر الاسلامي، بات يعتبر الأمر في المانيا انجيلا ميركل بمثابة امر واقع. في الدولة التي استوعبت حوالي مليون مهاجر، غالبيتهم المطلقة من المسلمين، والتي ستستوعب حتى نهاية السنة 300 الف مهاجر آخرين – بالإضافة الى حوالي ثلاثة ملايين تركي يعيشون فيها – تحول الموضوع الإسلامي الى قنبلة موقوتة من ناحية سياسية وانتخابية. وتقف المستشارة ميركل في مركز النار، بينما يتهمها المعارضون لها، بل حتى قسم من انصارها، بأنها لم تقدر بشكل صحيح التحديات الكامنة في سياسة الهجرة الليبرالية التي تديرها، كما عبر عن ذلك نائبها في الائتلاف، زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي سيغمار غبرئيل. لقد دعا غبرئيل الى تقييد الهجرة الى المانيا، بل ان ميركل نفسها، التي تعارض هذه الخطوة، طالبت مؤخرا السكان المسلمين في المانيا بإظهار الولاء الكبير للقيم الاجتماعية والديموقراطية في الدولة.

ونتيجة لهذا الوضع، والى جانب ارتقاء قوة الجهات اليمينية المتطرفة، وبعضها ذات دلائل فاشية، كما حدث في مكلنبورغ حيث وصل حزب كهذا الى المكان الثاني، تسمع اصوات تطالب باستبدال المرشحة لرئاسة الحكومة في انتخابات السنة المقبلة. كما يبدو لن يحدث هذا، لكن الاستقرار السياسي لألمانيا تصدع بشكل بالغ.

في فرنسا، ايضا، بل بشكل اكبر من مكلنبورغ، سيلعب العامل الإسلامي دورا رئيسيا في معركة الانتخابات الرئاسية القريبة، وفي الواقع في الانتخابات التمهيدية للمرشحين في معسكر المركز – اليمين، الذي يدور فيه صراع شديد ولا يعرف الحدود بين الرئيس السابق نيقولاي ساركوزي، ومنافسه، رئيس بلدية بوردو الين جوفيه. في الانتخابات السابقة فاز ممثل اليسار هولاند على ساركوزي بفضل اصوات مواطني فرنسا المسلمين، وفي المواجهة الحالية قرر جوفيه، كما يبدو، المضي على طريق هولاند واعلن انه خلافا لمنافسه ساركوزي، الذي يضع محاربة الارهاب في مركز برنامجه، فانه يدعو فرنسا الى احتضان مواطنيها المسلمين.

بالنسبة لإسرائيل لا يوجد فرق كبير بشأن من سيدخل في النهاية الى قصر الإليزيه. فكل المرشحين يعلنون بأن اسرائيل هي صديق هام لفرنسا (ولكن الفلسطينيين كذلك ايضا)، لكن ما يحدد في الواقع هو الخط التقليدي لوزارة الخارجية الفرنسية منذ "اعلان فينيسيا" في عام 1980 بشأن اشراك منظمة التحرير الفلسطينية في كل مفاوضات تتعلق بالموضوع الفلسطيني، ووقوف فرنسا في 1967 الى جانب العرب وروسيا في مسألة قرار مجلس الامن الدولي 242.

صحيح ان فرنسا لا تعتبر اليوم لاعبا رئيسيا على حلبة الشرق الاوسط، رغم الجهود التي تبذلها لكي تصل الى ذلك، لكن ما يحدث في داخلها يمكن ان يحدد طابعها وصورتها اكثر من خطوة فاشلة كهذه او تلك في مجال السياسة الخارجية. على كل حال، فان التطورات فيها وفي المانيا، وفي اماكن اخرى، تدل على ان الإسلام سيلعب دورا متزايدا في سياسة العالم الحر.

بين وارسو والنكبة

يكتب يارون لندن، في "يديعوت احرونوت" ان الحكومة البولندية تحتج على الصياغات التي لا توضح بما فيه الكفاية بأن من ادار معسكرات الابادة لم يكن البولنديين وانما المحتلين الألمان. كما تنفي بولندا المذابح التي نفذها بولنديون ضد اليهود خلال الحرب وبعدها. بولندا محقة في ادعائها بانها وقعت ضحية لألمانيا النازية، التي رأت بالبولنديين مخلوقات أدنى منزلة، وقتلت ثلاثة ملايين من مواطنيها غير اليهود، لكنها كانت ولا تزال ملوثة بمعاداة السامية. إلى جانب الصالحين الذين خاطروا وضحوا بحياتهم لإنقاذ اليهود، كانت الجماهير البولندية غير مبالية لمصيرهم وشاركت في اضطهادهم. معاداة السامية في بولندا لم تتقلص خلال النظام الشيوعي، وتم طرد آخر الناجين من بولندا في أعقاب حرب الأيام الستة. نحن نطلب محاسبة النفس، لكن بولندا لا تستجيب.

هذا الرفض ليس مفاجئا، لأنه لا يسارع أي شعب الى الاعتراف بأخطائه. ولهذا يتطلب الأمر حدوث صدمة عميقة تسمح احيانا بحدوث تغيير في الرواية القومية. غرس الرواية الجديدة يرتبط بعملية كسح متواصلة ومضنية، لأن الانكار يشبه العشب البري العنيد الذي يطل مع ضعف الذاكرة. الازمات الاجتماعية تشجع نموه، والانكار هو دليل على شدتها.

بولندا ترفض، لأنها تغوص في ازمة ولأن البولنديين يعتبرون انفسهم ضحايا. والضحايا يميلون الى الاستسلام لضعفهم. الحقيقة ان البولنديين عاشوا معاناة كبيرة. في اواخر القرن الثامن عشر تم تمزيق بلادهم على ايدي جاراتها وتم قمع كل تمرداتهم. الدولة المحصورة بين قوى عظمى تستخدمها كجدار فاصل بينها وبين خصومها، تم تحريرها فقط في اعقاب الحرب العالمية الاولى، ولم تمر 20 سنة حتى سقطت في ايدي روسيا السوفييتية التي سيطرت عليها عمليا حتى تفككها.

من يطالب غيره بالضرب على صدره، يجب ان يطالب نفسه اولا بذلك. الشعب القوي والواثق يمكنه الاعتراف بالظلم الذي سببه من دون ان يقوض اسس قيامه.

فهل نفعل نحن ذلك؟ جهود المؤسسة الاسرائيلية لمنع عرب اسرائيل من أي تعبير عن فقدان وطنهم يدل على اننا لا نثق بأنفسنا. نحن ايضا، مثل البولنديين، نشعر بأننا ضحايا دائما وان انجازاتنا الكبيرة لا تخفف ألمنا. نحن نتخوف من التقوض والسقوط اذا اعترفنا بوجود عيوب لدينا. الاكاذيب التي نرويها لأنفسنا تشبه جرعة المورفيوم التي يجب زيادتها من اجل شل دودة  الشك العالقة في مشاعر عدالتنا.

النكبة ليست كارثة (كم مرة يجب تكرار ذلك). الدعاية الفلسطينية تنمي المقارنة لأسباب لا تكفي هذه المقالة لشرحها. لكنني لست قلقا عليهم، وانما على شعبي. سأشهد على نفسي: بوادر الشك في الرواية الصهيونية استيقظت في قلبي عندما اتضح لي بأن المعلمين كذبوا علي حين قالوا ان كل العرب الذين تركوا بلداتهم في حرب التحرير ساروا خلف وعود قادتهم بالعودة ووراثة العقارات اليهودية. حسب هذه الراوية لم يتم قتل أي شخص من العرب بعد هزمهم، ولم يتم طرد احد من اجل توسيع منطقة سلطتنا. فقط، بعد ان وصلت الى نهاية البلوغ اتضح لي بأننا طردنا ودمرنا وفي حالات ليست قليلة قتلنا. يمكن تفسير الظروف، ولكن يجب الاعتراف بالحقائق وترك الحزانى يبكون مصيرهم.

في كتاب هام لم يحظ بالانتباه الكافي – "على حافة الهاوية" – يواجه الباحث اوريئل ابوبوف تأثير الخوف من الفناء الذي يصيب الدول الصغيرة، واسرائيل من بينها. سأقتبس عبارة واحدة: "الحوار الاخلاقي الذي يعكس التقلبات في طابع الامة وطرق مواجهتها للخوف يمكن ان يدلنا على نهايتها - في الضراء والسراء. صعود وافول الشعب يحدث ليس فقط بالدم والنار، وانما، ايضا، بالنسيان والعار والظلم والذنب".

 

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -