لا لكل من يتعالى ويرى نفسه فوق أبناء شعبه ويعطي حق لنفسه ليس من حقه في تقزيم وشطب وإقصاء وتحقير وتبخيس وتخوين وتكفير وتقليل من شأن وجود الآخرين مستغلاً قدرته ومكانته ووضعه وعمله ومنصبه في السلك الحكومي والتنظيمي في إثارة الفتنة وبث نعراث التفرقة والوقيعة والإساءة إلى أبناء شعبنا إخوتنا المسيحيين الفلسطينيين في ربوع فـلسطين,فمن شأن هذا التصريحات التوتيرية الغير منضبطة في توقيت خروجها بأن تعكر صفو العلاقات الأخوية والمحبة الداخلية بين أبناء الشعب الواحد المسلم والمسيحي منذ مئات السنين,وقد تسهم هذه التصريحات العنترية الغير لائقة في إذكاء حرب دينية بين أبناء الشعب الواحد,تعمل على تغذيتها ثلة من الخصوم السياسيين الحاقدين على المشروع الوطني وإطراف صهيونية ومن لف لفيفهم من العملاء المأجورين....
فعلى مدار التاريخ كانوا إخوتنا المسيحيين الفـلسطينيين ولا زالوا طليعة المعركة ورأس حربة النضال فقدموا خلال مسيرة الثورة الفلسطينية المئات من الشهداء والأسرى والجرحى على أرض الوطن وفي المنافي والشتات ولهم مالنا وعليهم ما علينا من حقوق وواجبات,فمازال المسلم والمسيحي إخوة بالدم والمصير والسلاح والهدف المشترك في مواجهه الاحتلال الصهيوني,فان الوجود المسيحي في فلسطين يشهد له القاصي والداني بانتمائه التاريخي والديني والنضالي العريق,فمن ينكر هذا الدور التاريخي والنضالي للمسيحيين كمن ينكر العهدة العمرية زمن الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب والتي احترمت الطائفة المسيحية وكنائسهم وجعلت من فلسطيني المسيحي جزء لا يتجزأ من شعب فلسطين الواحد.......
فقد أثارت تصريحات القيادي في حركة فتح عضو اللجنة المركزية على إحدى القنوات الفضائية المصرية زوبعة وصخب وغضب شعبي واستياء عارم لمشاعر المسيحيين الفلسطينيين وأبناء شعبنا الفلسطيني عامة واصفاً إياهم بجماعة ميري كريسماس(أي عيد الميلاد) متهكما بحضوره وموقع مسؤوليته بالإساءة للطائفة المسيحية,معتبراً هم من صوتوا لحركة حماس في الانتخابات السابقة وفي تصريحاته أخرى له وصفا نسبة مقدار وجودهم 17% في فلسطين،فماذا نفعل بهم؟هل نقوم بتدفيعهم الجزية؟ مكملاً حواره يجب فصل الدين عن السياسة, باختصار لم تعجبني تفوهات وزلات السيد الرجوب بكل ما صدر منه من تصريحات تسيء للشعب الفلسطيني وللطائفة المسيحية وللدين الإسلامي وتتناقض مع الأعراف والعادات والتقاليد وثقافة المجتمع الفلسطيني وسلوكه الذي ينتمي للدين الإسلامي الحنيف....
اللهم أصلح أحولنا ويسر أمورنا
بقلم الكاتب/سامي إبراهيم فودة