ثمة مبررات قد تكون صائبة في نظر البعض وخاطئة في وجة نظر البعض الاخر وقد تكون مستساغة او غير مستساغة لتهاوي تلك القوائم التي شملت قطاع غزة من جنوبه لوسطه لشماله ..... هل هو خطأ في قانون الانتخابات الذي اعده فريق من قانوني السلطة ..؟؟ ام خطأ في التوقيت وعدم الاخذ بالولويات الوطنية ...؟؟؟ ام خطأ في لجنة الانتخابات المركزية وتصديقها على حكم قضائي من المحاكم الابتدائية..؟؟؟؟ ام خطأ في التركيبة البنائية والثقافية والانضباطية لحركة فتح ...؟؟؟
اسئلة موضوعية تراود كل من هو مهتم بالشأن الوطني والفتحاوي خاصة ..... وبرغم ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية استحقاق وطني مطلوب ومن خلال اولويات التوجه والتنفيذ .
وقبل ان نغوص في عمق المأساه والمشكلة التي تعيشها حركة فتح ... لابد من الاشارة لخارطة الطريق العربية التي تقودها مصر من وضع بنود صمام الامان لوحدة وطنية تبدأ بوحدة فتح ومن ثم الوحدة الوطنية والاسلامية ومن ثم تحديث مؤسسات منظمة التحرير وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني ومن ثم توحيد البرنامج ومن ثم الانطلاق لانتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية في تزامن لا يزيد عن عام فيما بينها...... ولكن ماذا حدث مماطلة وتسويف في اخذ قرارات جريئة لتوحيد فتح وفبركة وغيره من الامور وانعكاسات متشجنجة لذوي المصالح وتقطيع اوصال سكة القطار ومساره ..... ومن ثم تعرضت خارطة الطريق العربية لهجوم حاد ووصفها بالتدخل بالشأن الفلسطيني ...... ومن رأس الهرم الفلسطيني وكانه يعيد تجربة الاخ ابو عمار عام 1983 برفع شعار القرار الفلسطيني المستقل ، عندما كانت ترجمته السياسية للعلاقة مع دمشق بانها تدخل في الشأن الفلسطيني ... ولكن قد يختلف الزمان والمكان امام الرئيس عباس من حيث المكان والزمان ووضع السلطة والتمويل وغيره ونوع الضغط هل هو في صالح الشعب الفلسطيني ..؟؟؟ ام ضده ..؟؟؟ فرأي دول الاقليم كما اسلفنا سابقا .. بان الانتخابات المحلية ليس وقتها المناسب بل هو ما هو اهم الان الاخذ به في الساحة الفلسطينية .... ولكن للاسف مضوا في طريق الفشل والخسارة .
المتحدث الرسمي الاخ ابو عيطة يسند الفشل لمذبحة تديرها حركة حماس لقوائم فتح ...... وبدون تردد .... ماذا تنتظر يا اخي من المنافس او من واقع التناحر ....... ولماذا تتركون مناطق فراغ ليسلل لها الخصم اذا اجزنا هذا المصطلح بناء على الواقع الرديء والتعيس الذي يسود الساحة الفلسطينية والجريمة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني والمسؤول عنه كل المكون السياسي والفصائلي الفلسطيني ...!
قد تكون اخطاء 2006م ماثلة امام اعيننا ...... ولكن هل عملت فتح بشكل مقنع في ادارة ملف الانتخابات ..؟؟؟؟ وهل فعلا كانت الطواقم والمستشارين القانونيين على مستوى المسؤلية ...؟؟؟؟؟ وهل فعلا من لهم قضايا سلوكية كان لديهم الحد الادنى من الضمير ليتراجعوا لكي لا تتضرر حركة فتح ...؟؟؟؟ ام كان الصراع على الاسماء هو سيد الموقف والبعد العشائري والقبلي ز..؟؟؟؟ بل اريد ان ازيد هل لفتح تنظيم تحكمه قواعد النظام الاساسي والادبيات .....؟؟ اذا على ماذا تولولون وتبررون وتعللون ....؟؟؟؟
عندما اتخذت حكومة رامي الحمد الله قرار الانتخابات اليست اقرت بالمنظومة الامنية والشرطية والقضائية في غزة للاشراف على الانتخابات ... اليس هذا اقرار بالشراكة والمسؤلية ....... وان كانت قوائمنا العتيدة والمثالية التي اعدت لظواهر من المحسوبيات والقبليات واللوبيات استهدفت من قضاء حماس كما يقول الاخ ابو عيطة .... وهل قائمة طول كرم كذلك..؟؟؟!
اللجوء للمحكمة الدستورية للفصل في التداخل بين بنود القانون لا ينفي حالة السقوط المدوي في اعداد القوائم ويعكس مدى الاستهتار والمصلحية في اعدادها ..... ماذا يعني ان قوائم فتح مضروبة بشخص او شخصين في عشر قوائم من جنوب غزة لشمالها ..... لو قلنا ان قائمة واحدة لقلنا هناك حالة اهمال في محافظة ام تتسع الدائرة لقطاع غزة كله ...؟؟ فهذا فشل يجب الوقوف عليه .. واعادة ترمييم حركة فتح بل اقول ليس ترميما بل اعادة نفضها من جديد..... ولان القائمين عليها تعلموا شيئا واحدا فقط هو التصفيق والتهليل واغفلوا البناء الداخلي السليم من بناء ثقافي وتعبوي واعي بل اقول ان معظمهم لم يقؤأ,ا المسلكية الثورية التي تحدد مواصفات العضو والكادر والقيادي في الحركة ......
هربتم من نظام الدوائر الانتخابية لتغطوا عجزكم وفشلكم لتقعوا في مصيدة النظام النسبي الذي يخدم مصالح المتنفذين في كافة الاطر .... وزاخيرا لا تعتبوا على المنافس او الخصم او المتناحر فكل الساحة الفلسطينية اصبحت تحت منظومة التناحر ..... بل راجعوا انفسكم ولا تطلقوا العنان لتبريراتكم وتعليلاتكم وحروف هجائكم .... فهجاء النفس والذات عن خطئها فضيلة وضمير وموقف وطني مطلوب .... ولا تصدروا ازماتكم فكفى ... كفى .... لاتستغبوا عقول شعبكم وكوادركم ....... الا اذا كان في الامر شيئا اخر .
بقلم/ سميح خلف