في الذكرى الأربعين لوفاته: ماو تسي تونغ الحاضر في قلوب الفقراء

 احتشد الاف الاشخاص امس امام ضريح ماو تسي-تونغ لتكريم مؤسس جمهورية الصين الشعبية في الذكرى الاربعين لوفاته، وتتناقض هذه الحماسة مع الصمت الذي تلتزمه السلطة ووسائل الاعلام الرسمية في هذه المناسبة.
وعلى غرار ما يحصل كل يوم، تتدافع الجموع امام الضريح الكائن في ساحة تيان انمين، مركز بكين والقلب السياسي للصين. لكن في هذا التاسع من ايلول(سبتمبر)، يتعين الانتظار اكثر من ساعتين تحت اشعة الشمس، لدخول المبنى الكبير، والمرور لحظات امام جثمان ماو بزيه الرمادي الشهير الذي اعطاه اسمه.
وقالت هوانغ التي حرصت على ان تأتي الى بكين من شينزين البعيدة في الجنوب في الذكرى الاربعين، "تصورت ان العالم كله انهار" لدى وفاته في التاسع من ايلول(سبتمبر) 1976.
 وبعدما وضع البلاد على طريق الاصلاحات والانفتاح، انهى الحزب الشيوعي الحاكم النقاش في نهاية السبعينات حول ماو مؤكدا ان 70 % مما قام به جيد و30 % سيئ.
وتعبيرا عن الاستياء المحيط بتاريخ "الزعيم الكبير"، لم ينظم اي احتفال رسمي في ذكرى وفاته. وتعاملت كل وسائل الاعلام بتحفظ مع هذه المناسبة.
وحدها الطبعة الانكليزية من صحيفة "غلوبال تايمز" القومية اغتنمت الفرصة لانتقاد صورة ماو في الخارج الذي يعتبره "زعيما قاسيا اغرق الصين في الفوضى". وقالت ان "الحكومة الصينية تحافظ على إرثه الايجابي ودوره الراسخ في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني". لكنها وجهت انذارا الى الذين "يكرمونه بصفته إلها ويحاولون محو كل اخطائه".
ودعا عجوزان من بكين اجنبيا كان مارا امام الضريح الى درس "فكر ماو تسي تونغ"، واكدا انهما ما يزالان يستذكران سنوات ماو. وانتقدا في المقابل الحقبة الراهنة التي يهيمن عليها المال.
وتوقف العجوزان عن الكلام لدى وصول ماو شينيو حفيد الزعيم والجنرال في الجيش الصيني الذي ارتقى الدرجات الـ 46 للضريح، من اجل توجيه تحية الى جده، وسط هتاف الجماهير التي حاولت التقاط صورة له. وبدا الجنرال شديد الشبه بجده.
وقالت هانغ، السائحة التي جاءت من شينزين ان "الحياة تحسنت على الصعيد المادي في السنوات الاربعين الاخيرة". لكنها تداركت "لا نجد ابدا النزاهة والانسانية اللتين كانتا موجودتين في حقبة ماو. فالناس لا يفكرون إلا في انفسهم".
واكد وانغ ان "الحياة كانت ستكون بالتأكيد افضل" لو ان ماو ما يزال على قيد الحياة. واضاف "كان رجلا كبيرا"، متذكرا ان "زيارة الطبيب كانت مجانية" عندما كان عاملا شابا، وان "مرتكبي حالات الفساد النادرة، كانوا يعاقبون بقسوة، "ولم نكن نغلق الابواب في المساء".
وتابع بأسف كبير "أما اليوم فلم يبق إلا المال". - (أ ف ب)

المصدر: بكين - وكالة قدس نت للأنباء -