هل ينتصر المسلمين لدينهم وقدسهم ضمن مراجعة حساباتهم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك

بقلم: علي ابوحبله

يأتي عيد الأضحى على امتنا العربية والاسلاميه وحالها للأسف يزداد سوءا وتدهورا ، ومنذ ما سمي ثورات الربيع العربي انقلب حال ألامه العربية والاسلاميه لحالة من الصراع على النفوذ والمصالح في ظل السعي على الهيمنة والاستحواذ ، وكانت النتيجة أن دمرت سوريا واليمن وتعيش مصر حاله خطيرة من التدهور الاقتصادي وتحولت ليبيا إلى دوله فاشلة ويعيش لبنان فراغا دستوريا يكاد يقارب السنتين في ظل انعدام أي أفق للتوافق والاتفاق
وان اخطر ما وصلت إليه الحالة العربية المزرية خنوعها واستسلامها للمخطط الصهيوني وهرولة العديد من هذه الدول للتطبيع مع إسرائيل وبدلا من استجماع القوى وتوحيد الموقف العربي لممارسة ضغوطه على الكيان الغاصب المحتل لفلسطين الجغرافية والقدس
إلا أن هذه الضغوط توجه على الشعب الفلسطيني في محاصرته اقتصاديا وماليا ضمن محاولات فرض حلول بشروط إسرائيليه ضمن عملية التسويق للحل مع إسرائيل وفق رؤيا إسرائيليه لم تأخذ بأبعادها الدول العربية ومخاطرها ومبتدأها إعادة ترتيب البيت الفلسطيني برؤيا ألجامعه العربية استنادا لخطة الرباعية العربية للسلام التي فشلت في تسويق المبادرة السعودية للسلام
ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك فإننا نستذكر حالنا وواقعنا وماساتنا مع أنفسنا وتنكرنا لمصالحنا وذاتنا لخدمة أهداف الغير ضمن مخطط تدمير مقومات ديننا الإسلامي الحنيف وتشويه صورة الإسلام السمحة وتساوقنا مع شعار أن الإسلام هو الإرهاب مع أن هذا المفهوم هو تكريس لأنظمه انخرطت في مشروع وتحريف صورة الإسلام بمعناه الحقيقي وهو الإسلام الوسطي المعتدل " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " وقوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ( 110 ) )
تبدل حالنا وتغيرت مفاهيمنا وأصبحنا نجنح للتعصب والقبلية المقيتة البغيضة وخرجنا عن أهداف وتعاليم إسلامنا الحنيف بحيث لم نبقي من الإسلام إلا اسمه بفعل الصراعات والدمار الذي يلحق بآلامه العربية والاسلاميه
نستقبل العيد ونبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يغير حالنا بأحسن حال وان يلهمنا العزيمة والقوه للانتصار على الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يوحد امتنا العربية والاسلاميه وان يكون سلاحنا وقوام إصلاحنا قراننا العظيم بالالتزام بشرع الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وليكن لنا في قول الله سبحانه وتعالى العبرة والعظه حيث ان الله سبحانه وتعالى فضلنا على العالمين بقوله تعالى "﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
أي: فارضوه أنتُم لأنفُسِكم، فإنَّه الدّين الَّذي أحبَّه الله ورضِيَه، وبعث به أفضل الرُّسُل الكرام، وأنزل به أشرفَ كتُبِه"[1].
وقال عليّ بن أبي طلحةَ عن ابنِ عبَّاس: قوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ وهو الإسْلام، أخبر الله نبيَّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - والمؤمِنين أنَّه قد أكمل لهم الإيمان فلا يَحتاجون إلى زيادةٍ أبدًا، وقد أتمَّه الله فلا ينقصه أبدًا، وقد رضِيَه فلا يَسخطه أبدًا، وقال ابنُ جرير وغيرُ واحد: مات رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بعد يوم عرفة بواحدٍ وثَمانين يومًا.
روى البخاري ومسلم من حديث طارق بن شهاب، عن عُمر بن الخطَّاب - رضي الله عنْه - أنَّ رجلاً من اليهود قال له: يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابِكم تقرؤونَها، لو علينا - معشرَ اليهود - نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾، قال عمر: "قد عرفْنا ذلك اليوم، والمكان الَّذي نزلت فيه على النَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو قائمٌ بعرفة يوم جمعة"[2].
وروى ابنُ جرير بسنده أنَّ ابن عبَّاس قرأ: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾، فقال يهودي: لو نزلتْ هذه الآية عليْنا لاتَّخذنا يومَها عيدًا، فقال ابنُ عبَّاس: "فإنَّها نزلتْ في يوم عيدَينِ اثْنَين: يوم عيدٍ ويوم جمُعة"[3].
نسال الله الرحمة لكل شهدائنا ولكل أموات المسلمين والحرية لشهدائنا الأبرار وندعو الله بالمغفرة لوالدينا ومحبينا الذين نفتقدهم بكل عيد وندعو الله بالرحمة والشفاء لمرضانا ونتمنى أن يكون العيد مناسبة ومنطلقا لاستعادة وحدتنا وتوحيد جهودنا ومراجعة أوضاعنا لعل وعسى أن ننقذ أنفسنا من براثن التشرذم والفرقة ولعل وعسى أن يلهم كل مسئول لتصويب أولوية صراعه وان تكون القدس والأقصى أولوية الجميع سائلين أن تحرر في العيد القادم ليكتمل حلم المسلمين استنادا للحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ‏‏: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى " رواه البخاري ‏ومسلم.‏
" اللهم حقق امانيننا وتطلعاتنا بنصر قريب يعيد الحقوق لأصحابها وينتصر المسلمين لدينهم وتطبيق شرع الله لتحقيق العدل والمساواة بين الجميع
وكل عام والجميع من أبناء ألامه الاسلاميه بألف خير

المحامي علي ابوحبله