بدأ ضيوف الرحمن في التوافد على صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من شعائرالحج، وانتشر رجال شرطة المرور في مشعر عرفات بشكل مكثف يساندهم أفراد الأمن لتنظيم حركة سير الحجاج والمركبات وضمان تطبيق خطة تصعيد الحجاج إلى عرفات.
ويبدأ الحجيج نفرتهم إلى "مزدلفة"، بعد الوقوف بعرفات اليوم، لجمع الجمرات استعدادا لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر يوم الاثنين وهو أول أيام عيد الأضحى ثم الحلق أو التقصير ثم يتحللون من إحرامهم تحللا أصغر.
ويستمر الحجاج في رمي الجمار خلال الأيام الثلاثة التالية والتي تسمي بـ"أيام التشريق"، وفي ختام مناسك الحج، يعود الحجاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة، والتحلل نهائيا من إحرامهم وأداء طواف الوداع استعدادا لمغادرة المشاعر.
وتعالت أصوات الحجيج بالتكبير والتهليل والتلبية طوال الطريق من عرفات إلى مشعر منى اقتداء بسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
هذا وبدأت عقب صلاة فجر اليوم ، مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة على يد 86 فنياً وصانعاً، جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام، إذ سيتم استبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة، في حضور عدد من منسوبي الرئاسة ومصنع كسوة الكعبة المشرفة.
ويعود هذا التقليد، إلى عصر ما قبل الإسلام، إذ عدّت كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتبجيل لبيت الله الحرام. وأوضح الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الدكتور عبدالرحمن السديس أن الجهة المختصة في الرئاسة تبدأ مراسم تغيير الكسوة الجديد للكعبة فجر اليوم (التاسع من شهر ذي الحجة)، إذ يتم إنزال الكسوة القديمة وإبدالها بالكسوة الجديدة التي صنعت من الحرير الخالص والذهب في مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وستنقل مراسم تبديل كسوة الكعبة المشرفة عبر البث المباشر من موقع الرئاسة على الانترنت.
من جانبه، أوضح المدير العام لمصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد باجودة أن تقليد الكسوة يتم مع بداية شهر ذي الحجة من كل عام، إذ تسلّم كسوة الكعبة الجديدة لكبير سدنة الكعبة المشرفة، في مراسم تليق بهذا الحدث الإسلامي الرفيع، ليتم في فجر يوم التاسع من شهر ذي الحجة إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، ويستمر العمل فيها حتى صلاة العصر من اليوم ذاته.
وبين أن الكسوة القديمة تعود إلى مستودع المصنع للاحتفاظ بها، لافتاً إلى أنه يعمل في مصنع كسوة الكعبة المشرفة أكثر من 240 صانعاً وإدارياً، موزعين بأقسام المصنع المزودة بآلات حديثة ومتطورة في عمليات الصباغة والنسج والطباعة والتطريز والخياطة، والمكونة أقسامه من: الحزام، وخياطة الثوب، والمصبغة، والطباعة، والنسيج الآلي واليدوي، وتجميع الكسوة، إلى جانب أكبر مكنية خياطة في العالم من ناحية الطول، إذ يبلغ طولها 16 متراً، وتعمل بنظام الحاسب الآلي، كما أن هناك بعض الأقسام المساندة مثل: المختبر والخدمات الإدارية والصحية للعاملين في المصنع.
وأفاد بأن تكلفة صناعة كسوة الكعبة المشرفة تقدر بأكثر من 22 مليون ريال سنوياً، شاملة المواد المستهلكة وأجور العاملين، مشيراً إلى أن الكسوة تستهلك نحو 700 كيلوغرام من الحرير الخام، الذي يُصبغ داخل المصنع باللون الأسود و120 كيلوغراماً من أسلاك الفضة والذهب، مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين، موضحًا أنه تستبدل كسوة الكعبة المشرفة باستخدام سلم كهربائي يثبت على قطع الكسوة القديمة من واجهاتها الأربع، ثم تثبت القطع في 47 عروة معدنية موجودة في كل جانب ومثبتة في سطح الكعبة، ثم تفك حبال الكسوة القديمة ويوضع مكانها الكسوة الجديدة.
وأشار الدكتور باجودة إلى أن الكسوة تتوشح من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها لفظ (لا إله إلا الله محمد رسول الله) و(سبحان الله وبحمده) و(سبحان الله العظيم) و(يا حنان يا منان يا الله) وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها وعلى ارتفاع تسعة أمتار من الأرض، وبعرض 95 سنتيمتراً، إذ يثبت حزام الكعبة المشرفة، وتستبدل مرة كل عام، بينما كسوتها الداخلية ذات اللون الأخضر، لا تستبدل إلا على فترات متباعدة، بحسب ما تدعو إليه الحاجة لعدم تعرضها للعوامل الجوية.